الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حصاد زيارة خادم الحرمين لأرض الكنانة

حصاد زيارة خادم الحرمين لأرض الكنانة
حصاد زيارة خادم الحرمين لأرض الكنانة




 تعيين الحدود.. إنشاء الجسر البرى ومجمع الملك سلمان بالطور

 

تقرير ـ أحمد إمبابى


اختتم الملك سلمان بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين زيارته للقاهرة بالأمس والتى استمرت خمسة أيام متواصلة فى أطول زيارة يقوم بها عاهل سعودى لمصر.
وعلى مدى خمسة أيام قضاها الملك سلمان بن عبد العزيز العاهل السعودى فى زيارته التاريخية للقاهرة شارك فى عدد من الفعاليات التى ترسم جسرا جديد من العلاقات المصرية السعودية شعارها الأساسى مصلحة البلدين، فضلا عن توقيع مجموعة من الاتفاقيات غير المسبوقة والتى تعكس حجم نتائج تلك الزيارة.
تاريخية الزيارة التى وصفها الرئيس عبد الفتاح السيسى والملك سلمان ترجمتها نتائج المباحثات المشتركة والاتفاقيات التى تم توقيعها، وخير برهان عليها تفاعل الرأى العام المصرى والسعودى مع الزيارة وما خرج منها.


على المستوى الرسمى كانت هناك خمس مقابلات للرئيس عبدالفتاح السيسى مع الملك سلمان خلال الزيارة، الأولى عند استقبال الرئيس السيسى للعاهل السعودى فى مطار القاهرة ظهر الخميس الماضى مرحبا به فى مصر.
وبعدها مباشرة كان اللقاء الثانى وجلسة المباحثات الأولى بعد اجراء مراسم الاستقبال الرسمية بقصر الرئاسة بالاتحادية، حيث ركزت تلك المباحثات على اسس دعم وتعزيز العلاقات الثنائية وأهمية واستراتيجية التنسيق المشترك بين مصر والسعودية باعتبارهما جناحى الأمة العربية.
أما اللقاء الثالث فكان يوم الجمعة بجلسة مباحثات موسعة بين الرئيس والملك بحضور وفدى البلدين انتهت بالتوقيع على 17 اتفاقية ومذكرة تفاهم ومنح الرئيس السيسى العاهل السعودى قلادة النيل تعبيرا عن خصوصية العلاقة بين البلدين.
وعقب تلك المباحثات تحدث الرئيس والملك فى مؤتمر صحفى أكدا فيه على ما تمثله تلك الزيارة من انطلاقة جديدة وجسر جديد من العلاقات المصرية السعودية والتعاون المشترك والاقليمى فى مواجهة تحديات المنطقة.
فيما كان اللقاء الرابع فى قصر عابدين الرئاسى يوم السبت، وبعد جولة تفقدية للقصر العتيق، شهد الرئيس والعاهل السعودى التوقيع على نحو 24 اتفاقية ومذكرة تفاهم جديدة.
وكان اللقاء الخامس بين الرئيس والعاهل السعودى أثناء توديعه فى مطار القاهرة بعد ختام زيارته ظهر الاثنين ومغادرته القاهرة.
لكن زيارة العاهل السعودى تضمنت فعاليات غير مسبوقة على ارض القاهرة، لعل اميزها استقباله للبابا تواضروس الثانى بطريرك الكرازة المرقسية بالعباسية وهى المرة الأولى التى يلتقى فيها عاهل سعودى بابا الكنيسة الارثوذكسية، وزيارته للجامع الأزهر الشريف فى اطار دعم المملكة لمدينة الوافدين بالازهر، بجانب زيارته التاريخية لمقر البرلمان والقائه خطابا أمام النواب.
أخطر 3 اتفاقيات
ورغم هذه الفعاليات الهامة التى تفاعل معها الشارع المصرى والسعودى ذلك أن معظمها لم يسبق وأن قام بها ملك سعودى، إلا أن الزيارة خرجت بمجموعة من النتائج الهامة والاستراتيجية، خاصة اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين البلدين والتى فجرت ضجة من الجدل خاصة حول تبعية جزيرتى تيران وصنافير فى خليج العقبة.
حديث الأرقام يرصد توقيع مصر والسعودية خلال زيارة الملك سلمان حوالى 41 اتفاقية ومذكرة تفاهم، بينها 24 اتفاقية، و13 مذكرة تفاهم، ومن بينها الموافقة على إنشاء خمس شركات كبرى باستثمارات تصل الى 36 مليار جنيه، بجانب صندوق مصرى سعودى برأس مال 60 مليار ريال سعودى.
لكن أهم ما تضمنته تلك الاتفاقيات، وما تم توقيعه بين البلدين ثلاثة مشاريع كبرى على ارتباط ببعضها، نظرا للاهمية الاستراتيجية التى تمثلها تلك الاتفاقيات وهى تشكل بوضوح ما يمكن أن نسميه «جسر العلاقات المصرية السعودية الجديد»
- الاتفاقية الأولى كانت ما طرحه الملك سلمان خلال القمة دون سابق تحضير فى الجلسات التحضرية للزيارة وهو مشروع اقامة الجسر البرى بين مصر والسعودية على مسافة تتجاوز 30 كيلو مترا بمايساهم فى تعزيز التبادل التجارى وتسهيل حركة نقل الأفراد والبضائع بين القارتين الإفريقية والآسيوية، وتقديرا لأهمية هذه المبادرة وهذا المشروع أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال المؤتمر الصحفى المشترك مع الملك سلمان إطلاق اسم «الملك سلمان بن عبدالعزيز» على هذا الجسر، وهو ما قابله الجانب السعودى بترحيب شديد.
- الاتفاقية الثانية: مشاركة السعودية بشكل كبير فى تنمية سيناء من خلال برنامج الملك سلمان بن عبد العزيز لتنمية سيناء، وهى المرة الأولى التى توجه فيها المملكة العربية السعودية جهودها لتنمية سيناء، وذلك من خلال مجمع الملك سلمان الجامعى الذى سيتم انشاؤه فى مدينة الطور بجنوب سيناء وتم توقيع اتفاقيات المرحلة الأولى والثانية له، وأيضا مشروعات المجمعات السكنية التى ستقام فى سيناء وبإجمالى استثمارات تصل الى 1.5 مليار دولار.
- الاتفاقية الثالثة: هى اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين البلدين والتى تم توقعيها من قبل المهندس شريف اسماعيل رئيس مجلس الوزراء وولى ولى العهد السعودى الملك محمد بن سلمان، وهذه الاتفاقية فجرت موجة كبيرة من الجدل فى مصر خاصة ما تضمنته من تبعية جزيرتى تيران وصنافير فى خليج العقبة الى السعودية، لكن الحكومة المصرية بينت أن هذه الاتفاقية جاءت نتاج عمل لجان فنية منذ أكثر من ست سنوات وأن الرسم الفنى أكد تبعية الجزيرتين للسعودية.
وبعيدا عن تفاصيل الاتفاق ونتائج عمل اللجان الفنية بين البلدين، إلا أن الاتفاقيات الثلاث ترسم وضعا استراتيجيا مهما، فى منطقة حيوية للأمن القومى المصرى وهى منطقة سيناء، ذلك ان الرابط الاساسى لتلك الاتفاقيات يتعلق بالامن القومى المصرى فى منطقة محورية مثل سيناء والتى تتصدر محاور اهتمام الاجهزة المصرية المدافعة عن أمنها القومي.
وبذلك تاريخية زيارة الملك سلمان ترجمتها تلك الاتفاقيات الهامة والتى تحدد شكل ومسار العلاقات الثنائية وحجم التعاون المشترك فعليا خلال الفترة المقبلة فى ظل تحديات المنطقة.
41 اتفاقية مشتركة
ما ميز زيارة الملك سلمان للقاهرة، أنها المرة الأولى التى تستمر فيها زيارة العاهل السعودى خمسة أيام، كما أن الوفد المرافق للملك سلمان حيث يعد الوفد الأكبر فى تاريخ المملكة العربية السعودية،ويضم 18 وزيرًا و25 أميرًا، مع أكبر وفد من المستثمرين والكتاب والنخبة السعودية.
ومن هنا خرجت الزيارة بعدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم فى مجالات مختلفة وصلت الى 41 اتفاقية ومذكرة تفاهم، بينها 24 اتفاقية، و13 مذكرة تفاهم، ووصل إجمالى الاتفاقيات الموقعة بين مصر والسعودية حوالى 25 مليار دولار وفقا لما أعلنته وزيرة التعاون الدولى.
وتوضيحا لتفاصيل تلك الاتفاقيات، شهد الرئيس السيسى والملك سلمان السبت الماضى التوقيع على نحو 24 اتفاقية ومذكرة تفاهم بقصر عابدين كما يلى:
1- اتفاق لإنشاء صندوق سعودى - مصرى للاستثمار بقيمة 60 مليار ريال.
2- مذكرة تفاهم لإنشاء منطقة اقتصادية حرة بشبه جزيرة سيناء.
3- عدد من الاتفاقيات بين وزارة التعاون الدولى والصندوق السعودي للتنمية على النحو التالي:
- اتفاقية خاصة بمشروع محطة المعالجة الثلاثية لمياه مصرف المحسمة ضمن برنامج الملك سلمان بن عبد العزيز لتنمية شبه جزيرة سيناء.
- اتفاقية خاصة بمشروع التجمعات السكنية بسيناء (المرحلةالثانية) ضمن برنامج الملك سلمان بن عبد العزيز لتنمية شبه جزيرة سيناء.
- اتفاقية خاصة بمشروع طريق محور التنمية بطول 90 كم ضمن برنامج الملك سلمان بن عبد العزيز لتنمية شبه جزيرة سيناء.
- اتفاقية خاصة بمشروع أربع وصلات بطول إجمالى 61 كم تربط محور التنمية بالطريق الساحلى ضمن برنامج الملك سلمان بن عبد العزيز لتنمية شبه جزيرة سيناء.
- اتفاقية خاصة بمشروع طريق النفق - طابا ضمن برنامج الملك سلمان بن عبد العزيز لتنمية شبه جزيرة سيناء.
- اتفاقية خاصة بمشروع جامعة الملك سلمان بن عبد العزيزبمدينة الطور (المرحلة الثانية) ضمن برنامج الملك سلمان بن عبد العزيز لتنمية شبه جزيرة سيناء.
- اتفاقية خاصة بمشروع طريق الجدى ضمن برنامج الملك سلمان بن عبد العزيز لتنمية شبه جزيرة سيناء.
- اتفاقية خاصة بمشروع تطوير طريق عرضى رقم (1) المرحلة الأولى ضمن برنامج الملك سلمان بن عبد العزيز لتنمية شبه جزيرة سيناء.
- اتفاقية خاصة بمشروع إنشاء عدد (13) تجمعاً زراعياً ضمن برنامج الملك سلمان بن عبد العزيز لتنمية شبه جزيرة سيناء.
- اتفاقية خاصة بمشروع إنشاء قناة لنقل المياه ضمن برنامج الملك سلمان بن عبد العزيز لتنمية شبه جزيرة سيناء.
4- اتفاق لإنشاء محطة كهرباء ديروط تعمل بالدورة المركبة بقدرة 2250 ميجاوات وبقيمة 2.2 مليار دولار.
5- أربع اتفاقيات إطارية للتعاون فى مجال الإسكان مع أربع شركات مصرية من القطاع الخاص.
6- مذكرة تفاهم بين شركة أرامكو السعودية والشركة العربية لأنابيب البترول (سوميد).
7- مذكرة تفاهم لإنشاء قرية داجنة فى شبه جزيرة سيناء.
8- مذكرة تفاهم فيما يخص عمل المجلس التنسيقى بين البلدين علىالنحو التالي:
- إنشاء شركة لتنمية الصادرات برأسمال مليار جنيه.
- إنشاء شركة لتدريب وتأهيل العمالة المصرية فى المملكة العربية السعودية فى مجال الخدمات الطبية والمساعدة.