الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

حصانة «الاتحاد» و«الغرف» السياحية!

حصانة «الاتحاد» و«الغرف» السياحية!
حصانة «الاتحاد» و«الغرف» السياحية!




محمد زكريا  يكتب:

يقولون بأفواههم ما ليس فى قلوبهم، يتناحرون فيما بينهم. يتصدرون المشهد السياحى منذ عقود مضت، دون رؤى حقيقية لمواجهة الأزمات، يتشدقون بمصطلحات وأحاديث لا تغنى ولا تسمن من جوع، يرقصون على جسد السياحة المحتضر، المتهالك، المتردى بفعل الثورات والصراعات، أصبحت السياحة بمثابة بئر ناضب منسى منذ سنوات! مسئولون واهمون بتضخم متخيل للذات، لديهم إيمان راسخ كاسح بأنهم الأقوى، يلجأون لسياسات التهديد والوعيد بدلا من الفحص والتشخيص والعلاج، يتخذون شعار «اصمتوا طواعية وإلا سيتم إخراسكم كراهية» سلاحا فى مواجهة معارضيهم.
أبتسم بمرارة، لكن مرارتى تزداد حقا حينما أسمع التصريحات العنترية لمسئولى الغرف والاتحاد السياحية عن فشل هيئة تنشيط السياحة فى الترويج لمقاصدنا السياحية، وتناسى هؤلاء أنهم أعضاء فاعلون يتحكمون فى قرارات مجلس إدارة هيئة تنشيط السياحة وذلك وفقا لأغلبيتهم الساحقة بالمجلس!
لم تكن فكرة انشاء الاتحاد المصرى للغرف السياحية، ومن ثم غرفة الخمس السياحية، فرصة لتقسيم الغنائم وصرف المكافآت والمنح والعطايا والبدلات والمجاملات، بل ليكون همزة الوصل الرئيسية بين وزارة السياحة والقطاع السياحى الخاص لتقديم الرؤى السياحية المختلفة للنهوض بصناعة السياحة وطرح أفكار غير تقليدية لمواجهة الأزمات وليس التفرغ فى مهاجمة وسباب وزير السياحة عبر المواقع الإخبارية وتضليل القطاع السياحى.
لا أعلم ما القوى الكامنة لاعضاء مجلسى إدارة الاتحاد وغرفة السياحة والتى تكاد تفوق الحصانة المخولة لأعضاء البرلمان، والتى تمنع الأجهزة الرقابية من مزاولة عملهم بداخلهم، ولا أعرف السر الخفى وراء لعنة الأيدى المرتعشة التى تصيب وزراء السياحة السابقين فى حل مجلسى الاتحاد والغرف والمطالبة بالتحقيق فى المخالفات!
لوزير السياحة: هل تعلم أن هناك ودائع خاصة بالاتحاد وغرفه وصلت لمليار جنيه حصيلة جمعها من الاشتراكات السنوية للشركات والفنادق السياحية؟
كما أن صندوق الحج والعمرة بغرفة الشركات يفرض جباية سنويا قدرها 175 مليون جنيه على المواطن المصرى حيث تفرض غرفة الشركات 500 جنيه على الشركة السياحية على كل حاج، و200 جنيه على كل معتمر يتحملها المواطن المصرى، يعني 30 ألف حاج يدفعون 500 جنيه ليصل الإجمالى 15 مليون جنيه.
  وإذا دفع 800 ألف معتمر 200 جنيه يصل إجمالى الأموال المحصلة إلى 160 مليون جنيه سنويا، ويصل الرصيد البنكى لصندوق الحج والعمرة إلى 175 مليون جنيه سنويا!
هل تعلم سيادتك أن أكبر إنجاز حققه  مجلسا الاتحاد وغرفه خلال عام هى المشاركة فى البورصات والفاعليات العالمية، والتى يصل عددها إلى أكثر من 10 بورصات عالمية وسفر أعضائه  وحجز فنادق 5 نجوم لهم وتذاكر طيران «بيزنس كلاس» وبدل نقدى 400 دولار للفرد فى اليوم الواحد!
..تابعت عن كثب خلال الأيام الماضية حالة الشغف والسعادة التى انتابت العاملين بالقطاع السياحى عقب قرار محكمة القضاء الإدارى بحل مجلس إدارة غرفة شركات السياحة والسفر وباقى الغرف الأربعة مع استبعاد جميع الأسماء التى لها أكثر من دورة بجميع الغرف.
وأتذكر مقولة عمر المختار «أن الظلم يجعل من المظلوم بطلا وأما الجريمة فلا بد أن يرتجف قلب صاحبها مهما تظاهر بالكبرياء».
 وختاما حالة من الضبابية تسود القطاع السياحى بعد عزوف يحيى راشد وزير السياحة عن التواصل مع الصحفيين المختصين بمتابعة أخبار القطاع ومشكلاته وهمومه، وكذلك انجازاته، فبرغم مرور قرابة شهر على تسلم الوزير منصبه إلا أنه، حتى مثول الجريدة للطبع، لم يعين مستشارا إعلاميا لتوفير المعلومات التى يحتاجها الصحفيون لأداء مهامهم.
حقيقى موقف الوزير يبقى عجيبا خاصة وأنه لم يمنع لقاءاته مع القنوات الفضائية الخاصة والوكالات العالمية!
يا معالى الوزير! هناك العديد من الملفات المهمة التى تحتاج لمعرفة كيفية التعامل معها خلال الفترة المقبلة، لمواجهة وكسر الحصار السياحى، وأن اتباع سياسة حجب المعلومات يفتح بابا أظنك لا تقوى على مواجهة عواقبه من الشائعات، والصفحات الإليكترونية المغرضة كثيرة تنتظر الفرصة!