لأول مرة.. علماء ينجحون فى توصيل خلايا عصبية

كتبت ـ ابتهال مخلوف


 تعد الإصابات فى الجهاز العصبى المركزى - أى المخ والحبل الشوكى - إصابات قاتلة لا حل لها لأن الجسم لايستطيع تجديد الخلايا العصبية مرة أخرى أو إصلاح الروابط بين الدوائر الحيوية فى المخ، إلا أن فريقًا بحثيًا فى جامعة ماكجيل الكندية نجح فى التوصيل بين خليتين عصبيتين فى مخ فأر وسجلت نشاطًا عصبيًا للمرة الأولى فى التاريخ.  وذكرت مجلة «ديسكفر» العلمية أن التوصيل بين الأعصاب تم بواسطة ميكروسكوب القوة الذرية ومجالات مادة البوليسترين العضوية وهى مادة عازلة للصوت والحرارة خفيفة الوزن، وهى تجربة تمنح الأمل لجراحات المخ وتلف العمود الفقرى.
وكشف بيتر جاروتر أحد العلماء المشاركين فى التجربة أن الميكروسكوب يجر إبرة فائقة الدقة أو مجس متصل بذراع يوجه شعاع ليزر ليسجل خريطة المنطقة العصبية المصابة واستخدموا مجهرًا خاصًا لمد وسحب النقطة العصبية المحورية التى تربط العصب التآلف بالنقاط الأخرى فى المخ ويستفيد المجهر بالقوى الضئيلة بين الأعصاب على المستوى الذرى للسيطرة على المجال المتولد من مادة البوليسترين ليعمل بدوره كمحور عصبى، ولا يتجاوز قطر المادة واحد على مائة من قطر شعرة الإنسان وهى عملية تشبه سحب قطعة العلكة أو خيوط الغزل. وأثبتت التجربة التى اجريت على الفئران حدوث عودة الأعصاب التآلفة لنشاطها واختبر الباحثون الاتصال الصناعى بين الأعصاب عن طريق قياس النشاط الكهربى للعصب وعلى الرغم من أن العملية معقدة، إلا أن الباحثين يأملون فى الوصول لوصلات عصبية تعمل أسرع 60 مرة من الجسم البشرى.