الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الشباب الملحد يعود لإيمانه فى سهول وأودية أرض الأنبياء

الشباب الملحد يعود لإيمانه فى سهول وأودية أرض الأنبياء
الشباب الملحد يعود لإيمانه فى سهول وأودية أرض الأنبياء




أشرف أبوالريش يحقق من سيناء


رحلة استغرقت ما يقرب من 6 ساعات فى قلب صحراء سيناء بداية من منطقة رأس الشطين (الشيطان) مرورًا بوادى الوشواش حيث استراحة لمدة ساعة تم خلالها إحضار وجبة الإفطار وشرب القهوة والشاى البدوى على النار بعدها انطلقنا فى طريقنا  مرورًا بوادى «الفريع» والذى يبعد عن طريق وادى الوشواش ما يقرب من 3 كيلو مترات مربع بعدها وصلنا إلى «الوادى الملون» كلر كانون وهذا الوادى تحديدًا يأتى إليه جنسيات مختلفة من كل أنحاء العالم حيث نرى فيه عجائب الله وقدرته حيث الجبال الملونة وقد مكثنا فيه ما يقرب من ساعتين استراحة الغداء بعدها انطلقنا فى طريق حتى وادى وتير الذى يقع فى جنوب سيناء وهو من أشهر الوديان فى سيناء حيث منطقة الانطلاق إلى معظم الاتجاهات لمنطقة وسط سيناء ونفق الشهيد أحمد حمدى.
التقينا بأحد أشهر المنظمين فى رحلات السفارى بسيناء وهو الشيخ يحيى التيهى أحد كبار شيوخ قبيلة التياهة..
وإلى نص الحوار:

■ فى البداية  احكى لنا قصة حياتك بصورة مبسطة وتحديدًا عشقك لسيناء وحياة البداوة؟
هناك مقولة عن أهل البادية وهى عز البداوة كل يوم رحيل وأنا قد ولدت فى وسط سيناء بمنطقة نخل حيث تربيت على يد والدى المرحوم الشيخ عبدالله عامر وهو شيخ مشايخ قبيلة التياهة والمعروف تاريخًا بموقفه الشهير فى مؤتمر الحسنة عام 1968 بوسط سيناء وهذا المؤتمر له قصة كبيرة يجب على كل مصرى وسيناوى أن يعرفها جيدًا وهى رفض الشيخ عيد مصلح بن عامر والذى رفض تدويل سيناء وانفصالها عن مصر رغم كل الإغراءات التى مورست عليه من خلال موشى ديان الذى كان يحكم سيناء فى تلك الفترة والتاريخ يبين هذا الموقف للشيخ عيد حيث مقولته الشهيرة لديان عندما قال له إذا كان عبدالناصر قد تنازل لكم عن سيناء فسوف نتنازل نحن قبائل سيناء عن هذه الأرض المصرية لكم بعدها لاقى والدى كل التكريم من الرئيس الراحل أنور السادات فى قصر عابدين حيث تم منحه وسام الجمهورية من الطبقة الأولى.
■ ولماذا تصر على العيش فى صحراء سيناء؟
ــ مولدى وبيتى الأول والأخير وعملت خلال السنوات الماضية العديد من الرحلات داخل صحراء وأودية سيناء على مدار 12 سنة حاولت قدر الإمكان أن لا أترك موطئا لقدم فى سيناء إلا وخيمت فيه أنا وبعض الأصدقاء ومن أشهر الأماكن هضبة التياهة وهذه المنطقة لها تاريخ خاص والذى يبين أن بنى إسرائيل مكثوا فيها ما يقرب من 40 عامًا زمن سيدنا موسى والذى يطلق عليه عصر التيه لقدوم سيدنا موسى ومنطقة التياهة مهما كنت عالمًا بطبيعة الأرض ومعظم الأماكن إلا أنك من الممكن أن تتوه فيها نظرًا لوعورة وتضاريس الهضاب والوديان والتقارب الكبير بين جميع أركان هذه المنطقة ولذلك أنا عاشق لتراب سيناء هذه الأرض التى تعلمت من والدى رحمه الله أننا نفديها بأرواحنا وأرواح أولادنا وقت اللزوم.
■ ما نوعية الشباب الذى يقبل على المغامرة برحلات سفارى طويلة داخل سيناء؟
ــ لاحظت منذ 5 سنوات فقط أن هناك جيلاً من الشباب بالجامعات المصرية بل وبعضهم من أوروبا يقومون بالتواصل مع بعضهم عن طريق مواقع التواصل الاجتماعى للتقابل فى أيام محددة كل عام لزيارة منطقة صحراء سيناء حيث يجلسون فيها ما يقرب من 5 إلى 10 أيام معهم الطعام والشراب وكل ما يلزمهم فى تلك الرحلة الطويلة.
■ وما الهدف من زيارة هؤلاء الشباب للمنطقة ولمثل هذا النوع من الرحلات الشاقة؟
ــ معظم هؤلاء الشباب وهم على درجة عالية من العلم والثقافة يبحثون عن الحياة البسيطة بالإضافة إلى  التأمل وأخذ جرعات كبيرة من الروحانيات والإيجابيات التى لا تكون عادة فى المدن ولا يمكن أن يشعر بها الإنسان إلا وهو فى قلب الصحراء حيث البداوة والعيش مع الطبيعة والنظر والتفكر فى ملكوت الله الكبير الذى يدخل فى النفوس الطمأنينة والسكينة  ويجعل من الإنسان ذا عقيدة قوية وصلة ورابطة بالله ومع الله فى كل الأحوال ولقد لفت نظرى على مدار عدة سنوات ماضية أن هناك نوعًا آخر من الشباب يطلق على أنفسهم بأنهم ملحدون يدخلون إلى الصحراء بحال ويرحلون بحال آخر.
■ وهل تناقشت مع هؤلاء النوعية من الشباب قبل ذلك؟
ـــ نعم منهم البعض الذى يحب الحوار ومنهم من هو مشتت فكريًا يريد أن يكون له رابط يتصل ويرجع إليه ولا يمكن أن يجد مراده إلا فى الصحراء، حيث الجبال الشاهقة والمتعددة الألوان بالإضافة إلى الوديان  الطبيعية التى شكلتها السنوات الطويلة من خلال الأمطار والعوامل الطبيعية وهؤلاء الشباب رأيت أكثرهم ينظرون إلى السماء حيث النجوم المزدهر وفى سماء الصحراء التى من المستحيل أن تراها فى المدن المشتعلة بالأنوار الصناعية ينظر الشاب أو الفتاة فيرى عجائب قدرة الله فى السماء منظومة رائعة من النجوم والأفلاك التى تدل على أنها صنعة واحد أحدًا لا شريك له وهؤلاء الشباب بعد أن تنتهى هذه الرحلة ربما يستقر الكثير منهم ويعود إلى دينه الحقيقى سواء كان مسلمًا أو مسيحيًا أو يهوديًا بل إنه من الممكن أن يراجعوا أنفسهم مرة أخرى ويعودن إلى الإيمان بدينهم الحقيقي سوء الإسلام أو المسيحية أو اليهودية بعد تحولهم إلي الالحاد.
■ وما أغرب وأصعب المواقف التى تعرضت لها أنت وأصدقاؤك فى الفترة الماضية خلال إحدى رحلاتكم؟
ــ أثناء إحدى الرحلات وكان معى مجموعة من الشباب فى وادى الوشواش منذ عدة أشهر وتحديدًا فى شهر نوفمبر الماضى فوجئنا فى حوالى وقت الظهيرة حيث الجو المعتدل والسماء الصافية جاءت  سحابة مليئة بالأمطار كونت سيولا وانحدرت علينا صخور كبيرة كادت أن تقتل الجميع فهربنا بسرعة كبيرة فى بطن أحد الجبال للاحتماء من السيل والذى استمر نحو 4 ساعات متواصلة لا ينقطع فيه المياه من السماء حيث فاضت فى كل أرجاء الوادى وانحبسنا لعدة ساعات لا نستطيع التحرك حتى بعد السيل والحمد لله نجانا الله من موت محقق داخل هذا الوادى وهذه هى إحدى المغامرات التى من الممكن أن يتعرض لها الإنسان مرة واحدة فى حياته وقد اكتسبنا خبرة كبيرة من هذه الواقعة  وتعلمنا منها الاعتماد على النفس والاحتماء من قوة وجبروت الطبيعة التى تدمر كل شىء فى لحظات قليلة.
■ وما رأيك فيما يحدث الآن بمنطقة شمال سيناء حيث الحرب على الإرهاب من خلال القوات المسلحة؟
ــ أعتقد أن هناك أيدى خارجية تحاول أن تسيطر  على منطقة سيناء لأنها مطمع لكثير من دول الجوار إضافة إلى الحرب الخفية من قبل أجهزة بعض الدول المخابراتية والتى تريد أن تضر بالأمن القومى المصرى وأن أقول إننى على يقين بالله أن الإرهاب سينتهى خلال هذا العام والجيش سيسحق كل هذه التنظيمات الإرهابية التى تريد أن تستولى على أرض سيناء التى رواها الأجداد والآباء بالدماء والأرواح فهذه الأرض الطاهرة ملتقى الأديان وطريق الأنبياء وهى جزء لا يتجزأ من مصر الغالية.
■ وبماذا تدعو القيادة السياسية بخصوص سيناء؟
ـــ أريد من القيادة السياسية الاهتمام الأكبر بإنشاء مشروعات كبرى وتنمية حقيقية على هذه الأرض الواسعة المترامية الأطراف التى من الممكن أن تتحول إلى سلة للغذاء فى مصر ومنجمًا لاستخراج جميع المعادن والثروات التى لا تقدر بثمن نستطيع أن نحقق هذا الحلم من خلال رجل مخلص استطاع أن ينقذ مصر من مخطط فاسد وعظيم طبق فى دول إسلامية وعربية تجاورنا ونشاهد رأى العين ما يحدث فيها من خراب وتدمير وتهجير لأهالى كانوا أعزاء وأصبحوا أزلاء فى أيامنا هذه.
بالإضافة إلى ضرورة تبنى وزارتى التربية والتعليم العالى ضرورة إقامة رحلات بصورة مستمرة للأطفال والشباب على مدار العام وفى توقيتات مناسبة لزيارة كل بقاع أرض سيناء حتى يخرج النشئ الصغير محبًا لهذه الأرض الطاهرة وتتعلق نفسه وروحه بها ويتم ذلك من خلال الدولة متمثلة فى التربية والتعليم ولابد وأن أذكر ما تقوم به دولة إسرائيل من خلال تعليم شبابها حب أرض ثم اغتصابها وإثبات فكرة أن هذه هى أرضهم وأن عقيدتهم هى الدفاع حتى الموت عن تلك الأرض المغتصبة فما بالنا نحن المصريين لماذا نقصر فى إرساء دعائم حب هذه الأرض فى نفوس  الأطفال والشباب.
■ وما علاقتك بالقضية التى زج بها اسمك عام 2013 بعد الثورة مباشرة وهى القضية المعروفة بتجارة الأعضاء فى سيناء؟
ــ أنا أقسم بالله أننى من شهود العيان الذين رأوا الجثث والمقابر الجماعية بطول منطقة (عجرت نصير) والتى  تبعد عن نخل بحوالى 60 كيلو مترًا مربعًا وحزنت كونى إنسان أولاً وليس كمسلم ما رأيته من بشاعة هذا المنظر الذى لا يقره دين ولا عرف ولا حتى الإنسانية تقطيع أجزاء الرجال والنساء الأفارقة القادمين من إثيوبيا وإريتريا يحاولون الدخول بطرق غير شرعية إلى إسرائيل وذلك عن طريق تجار ومافيا من بعض أبناء البدو والمتهم فى هذه القضية وهو أكبر تاجر لتهريب الأفارقة وتجارة السلاح وزراعة المخدرات بوسط سيناء ومنطقة المالحة وقد قتل أثناء الاشتباكات بينه وبين بعض البدو لتنتهى محاولة سيطرته على منطقة نخل وأهلها وهو سليمان عبدالله الشهير بالسلطان من قبيلة النخلاوية وكل الأجهزة الرسمية تعلم هذه القضية الشهيرة فى سيناء وما يحدث لا يمكن أن يصدر من شخص بدوى صاحب أخلاق ومبادئ ودين وتلك القضية أمام المحاكم والقضاء المصرى النزيه ونحن على ثقة أن الكلمة الأولى والأخيرة ستكون لصاحب الحق.
■ أخيرًا كيف يمكن أن يكون لأهالى سيناء دور فى تنمية هذه المنطقة وحماية الأمن القومى المصرى؟
ــ لنا أزيد على كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى يؤكد دائمًا أن أهل سيناء هم مواطنون شرفاء ودورهم مكمل للقوات المسلحة فى حماية الأمن القومى المصرى وهذا اثبتته حروب الاستنزاف ومعركة أكتوبر والتحضير لها وفترة الانفلات الأمنى ما بعد 25 يناير وهذا ما تؤكده الأيام المقبلة.