الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الصرف الصحى يحاصر سكان «الفنارة»

الصرف الصحى يحاصر سكان «الفنارة»
الصرف الصحى يحاصر سكان «الفنارة»




الإسماعيلية شهيرة ونيس


يعانى أهالى قرية فنارة التابعة لمركز ومدينة فايد بمحافظة الإسماعيلية، من طفح مياه المجارى التى أغرقت القرية بأكملها، فى غفلة من المسؤلين والجهات المعنية، فضلا عن تهالك منظومة الصرف الصحى بأكملها، الأمر الذى يهدد المنازل بالانهيار فوق رءوس قاطنيها، علما بأن جموع القاطنين من معدومى الدخل.
تلقت «روزاليوسف»عددا من الشكاوي، وانتقلت إلى منطقة المشكلة لترصد معاناة الأهالي، بعد أن تحولت حياتهم إلى جحيم..
بداية يقول أيمن عبدالله، موظف: إنه بالتزامن مع تخصيص ميزانية لإصلاح شبكة المياه بالقرية والبدء الفعلى فى أعمال الترميم والتطوير، فوجئنا بإنه تم إيقاف العمل بسبب ظهور فساد بسرقة مبالغ مالية كبيرة من قبل المحليات، ما استنزف المبالغ المعتمدة للمشروع، وعرقل استكماله، بغض النظر عن معاناة المواطنين.
ويلفت أحمد حنفى، من أهالى فنارة، إلى أن قمة الفساد هو القيام بإنشاء محطة صرف صحى على ضفاف القرية لخدمة القرى المجاورة فقط، دون أن تتضمن قريتنا، خاصة أن تلك المحطة كبيرة، وما يدل على ذلك قيام مسئولى المحطة بعمل أودية لمياه الصرف تحت الأرض.
ويشير محمود وصفى، أحد المتضررين، إلى أن حياة الأهالى باتت فى خطر منذ وقوع تلك الكارثة، وبعد محاصرة المياه الجوفية من المنطقة من جميع الجهات، فضلا عن تسببها فى انتشار الأوبئة والأمراض التى كادت أن تفتك بجميع المواطنين، دون أن ترحم صغيرا أو شيخا كبيرا.
وتابع وصفي: أصبح الجميع لا يقدر على العيش فى قرية فنارة، حيث كان من الشائع والمعروف عن مدينة فايد بأكملها بأنها مصيف للسائحين، متسائلا: كيف يتثنى لنا تنشيط السياحة فى بلادنا وقد طالت أيادى الفساد كل ما هو غال ونفيس لدينا؟، فضلا عن أننا لا نستطيع العبور إلى مدينة فايد دون أن نرى هذه القرية التى غرقت فى مياه الصرف الصحى والروائح الكريهة تنبعث من كل جانب.
أما محمد صابر، أحد المواطنين، يرى أن تحول شوارع فنارة إلى برك ومستنقعات يعرض صحة المواطنين للهلاك ويدمر منازلهم، مناشدا الرئيس عبدالفتاح السيسي، التدخل لحل الأزمة التى باتت تؤرق جموع القاطنين، إلى جانب أنها تتفاقم يوما تلو الآخر، محملا نائبى البرلمان المسئولية، حيث إنهم سيحاسبون على جميع ما تعانيه الأهالى من أزمات ومشاكل، فهم مسئولون عن رعيتهم، ومن لم يكن قادرا على تحمل المسئولية فليتنحي.
وتنوه منى زهران، موظفة، إلى أن هناك حلولا أبسط ما تكون، فى ظل ما تعانيه البلاد من ضعف الإمكانات المادية، وأزمة طاحنة فى الاقتصاد، يقوم الأهالى بجمع التبرعات والاشتراك، للقيام بعمل مصرف خاص على كل شارع بالقرية من خلال الجهود الذاتية، للتخلص من مياه الصرف الصحي، مؤكدة أن الأهالى تقدموا مرارا وتكررا بشكاوى إلى المحافظة لكنها حبيسة الأدراج.
وتابعت: «إذا ما اشتمل كل شارع على 20 شقه أو منزل، وقام كل منهم بسداد 10 جنيهات، سوف يتم احتواء الأزمة بشكل كامل دون اللجوء إلى السادة المسئولين، الذين اتخذوا من انهيار الاقتصاد شماعة يعلقون عليها مشاكلهم وفشلهم».
ويضيف سمير أبو خليفة: لسنا بحاجة إلى مياه أمطار وسيول لكى نغرق فى بلادنا كما كان الحال فى محافظة الإسكندرية، لكننا غرقنا بالفعل فى تجاهل المسئولين، حيث إننا أصبحنا سجناء فى منازلنا ليس هذا فحسب، لكن المياه أصبحت قاب قوسين أو أدنى من الدخول إلينا داخل عقر ديارنا، فماذا نحن فاعلون؟!».
«أبو خليفة» التقت أنفاسه، وقال فى يأس: كانت المدينة قبلة للسائحين لكن الآن أصبحت بيئة خصبة لانتشار الأمراض والأوبئة، منتقدا تقاعس رئيس مركز ومدينة فايد فى احتواء أزمة اجتياح مياه الصرف الصحى منازل فنارة، التى تهدد أرواح الأطفال.
ويستنكر تصريحات رئيس مركز ومدينة فايد، التى جاءت عبر مداخلة هاتفية بإحدى قنوات الـ«توك شو» بشأن استكمال أعمال صيانة شبكة الصرف، حيث إنها لا تزل وعود حبر على ورق، لم ترق للتنفيذ حتى الآن، بل ونعتقد أنها قد تكون كذبة أبريل.
من جانبه قال المهندس صلاح أمين، رئيس منطقة فايد بالإسماعيلية: إن منطقة فناره لا يوجد بها شبكة صرف صحى، علاوة على أن المياه ناتجة عن ارتفاع منسوب المياه الجوفية، حيث إن هذه المنطقة منخفضة عن باقى المناطق، الأمر الذى يعرضها للغرق فى المجاري.
يشار إلى أنه تم تشكيل لجنه منذ عدة سنوات من قبل الوحدة المحلية قبل إنشاء الشركة لدراسة الظاهرة من إدارة الرى والهيئة القومية واتضح أن هذه المياه ليست مياه صرف أو مياه شرب، وخرجت حينها التصريحات بأن شركة مياه الشرب والصرف الصحى ستقوم بالبحث عن وجود خطوط متهالكة من عدمه، وفى حالة تواجدها سيتم فورًا عمل الإحلال والتجديد طبقًا للاعتمادات المتاحة، لكن لم يحدث شىء حتى الآن.