الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«سيلفى الموتى».. «حرام»

«سيلفى الموتى».. «حرام»
«سيلفى الموتى».. «حرام»




كتب - عمر حسن


إدمان السلفى أصبح ظاهرة منتشرة بين الصغار والكبار لكنها وصلت إلى حدود لا أخلاقية تتعدى حرمة الموتى ، حيث أصبح  اهم امر لدى من ادمن السيلفى ان يلتقط  صورة «سيلفى» بأوضاع فريدة، ومن ثم رفعها على حساباتهم الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعى لحصد الإعجابات.
ظاهرة غريبة على المجتمعات الإسلامية برزت مؤخرًا، رسّخت مفهوم «الهوس بالتكنولوجيا» على بعض مُستخدميها، الذين التقطوا صورًا مع «موتى» قبل تكفينهم وقاموا برفعها على مواقع التواصل الاجتماعى.
عدد من الحالات تم رصدها مؤخرًا، داخل مصر وخارجها، فهذا مراهق يلتقط صورة مع جده المُتوفى فى السعودية، وآخر يعمل حارس مقابر فى لبنان نبش قبر أمه، وأخرجها ليلتقط معها «السيلفى»، وأخيرًا «خالد رفعت»، الشاب المصرى الذى يعمل مصورًا، وتوفاه الله، فالتقط معه صديقه صورة تذكارية.
عوامل نفسية ربما تكون وراء تلك الأفعال، ولكن ماذا عن الرادع الدينى؟ فهل من الإسلام أن يُكشَف عن وجه الميت ويتم التقاط الصور له ونشرها على شبكة الانترنت؟
من جانبه تساءل الشيخ عبد الحميد الأطرش، رئيس لجنة الفتوى بالجامع الأزهر، عن نية من يلتقطون مثل هذه الصور، وما المقصد من ورائها؟ وقال: «إن كانت تلك الصور  تُلتقط لغرض السُمعة والتشهير بشخص مات على معصية، فهذا حرام قطعًا، وإن كانت بغرض إظهار شخص قريب مات وعلى وجهه النور نتيجة لعمله الصالح، فإن هذا أيضًا لا يجوز، لأنه ينتهك حُرمته، ويكشف عن وجهه، والوجه أولى به أن يُستر بعد الوفاة.
وأضاف الأطرش لـ«روزاليوسف» أن قيام إنسان حى بالتقاط صورة تذكارية مع آخر ميت، عملية مظهرية  لا أساس لها فى الإسلام، بل على العكس نهى الإسلام عن ذلك، لأن الموت عِظة، وللميت حُرمة، قائلًا: «الموت نهاية كل إنسان وهو عظة وعبرة لمن أراد أن يتعظ»، وتابع مُتسائلا: «من يلتقط صورة لأخيه اليوم وهو ميت، لا حول له ولا قوة، أيرضى على نفسه أن تُلتقط صورة له حينما يختاره الله فى نفس الموقف؟».
كما أكد ذلك، الشيخ صبرى عبادة، مستشار وزير الأوقاف أن الإسلام أوصى بتغطية وجه الإنسان فور وفاته، فلا يطلع عليه حتى المُقربون إلا قبل تكفينه لتوديعه، وعقب التكفين لا يجوز لأى شخص الكشف عن وجهه، متسائلا: «فما بالك بمن ينشر له صورًا وهو على هذا الحال لجميع الناس بمواقع التواصل؟».
وأردف عبادة فى تصريحات لـ«روزاليوسف»: إنه بوفاة الإنسان تتغير طبيعة شكله، ويصبح فى حالة غير طيبة، لذلك أمرنا الإسلام بالستر عليه فى هذه اللحظات، وإكرامه بالدفن، والحفاظ على خصوصيته هنا مسئولية أهله وذويه، ومن بعدهم المُغسل الذى لا ينبغى أن يسمح لأحد بالتصوير معه، أو تصويره منفردًا، فهذه أمانة سيسأله عنها الله يوم القيامة.
وأوضح مستشار وزير الأوقاف أن الحالات الوحيدة التى يجوز فيها تصوير المتوفى هى الحوادث والموت بشبهة جنائية، ويقوم بذلك رجال التحقيق، ويجب عليهم الاحتفاظ بتلك الصور وعدم إعطائها للصحفيين بغرض النشر، ولا يحق لأى شخص تصوير آخر ميت، سواء مقتولًا أو بحادث طريق، أو حتى مُنتحرًا، إلا إذا كان من المعنيين بشئون التحقيق، وآخر حالة هى تصوير الجثث مجهولة الهُوية فور ورودها إلى المشرحة، وذلك لتسجيل معالمها قبل أن تطمسها التغييرات الفيسيولوجية للموت.
 واختتم موجهًا حديثه لمُلتقطى «سيلفى الموتى»: «اتقوا يوما تُرجعون فيه إلى الله واستروا على أخيكم الميت، واعلموا أن دائرة الموت تطوقنا جميعا، فهى الحقيقة التى لا مفر منها، وأحسنوا استخدام التكنولوجيا فيما ينفعكم وينفع دينكم ودنياكم».