الخميس 26 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

تحديات العالم الإسلامى

تحديات العالم الإسلامى
تحديات العالم الإسلامى




أحمد عبده طرابيك  يكتب:


يعيش العالم الإسلامى فترة عصيبة لم يشهدها من قبل على مر التاريخ، حيث تسود حالة مزرية من التشرذم والصراعات والحروب والنزوح والفقر، فرغم فترات الضعف والوهن التى عاشها العالم الإسلامى، وخاصة بعد الخروج من الأندلس، إلا أنه لم يشهد فترة من قبل كان كلمة الإسلام فيها مرادفاً لكلمة الإرهاب، أو كلمة مسلم تعنى إرهابى مثلما تشهده تلك الفترة القاتمة فى التاريخ الحديث.   
منظمة التعاون الإسلامى «ثانى أكبر منظمة دولية بعد الأمم المتحدة» والتى تضم فى عضويتها 56 دولة عقدت قمتها الثالثة عشرة يومى 14، 15 إبريل الحالى فى أسطنبول تحت عنوان «الوحدة والتضامن من أجل العدالة والسلام»، وصدر عن القمة قرارات ومبادرات كغيرها من القمم السابقة تتعلق بالنهوض بالعمل الإسلامى المشترك، والارتقاء بالدور الذى تقوم به منظمة التعاون الإسلامى على الساحتين الإقليمية والدولية، والتوتر بين إيران والمملكة العربية السعودية، والإسلاموفوبيا المتصاعد فى أوروبا، ومشكلة اللاجئين والتطرف والإرهاب المتنامى فى العديد من الدول الإسلامية، كما تمت مناقشة الكثير من القضايا فى مقدمتها القضية التى أُنشئت المنظمة من أجلها بعد حريق المسجد الأقصى عام 1969 ولم تجد لها حلاً حتى الآن، وهى القضية الفلسطينية، والأوضاع فى سوريا واليمن وليبيا وأفغانستان والصومال ومالى وكشمير والبوسنة والهرسك، وقضية «قره باغ» التى تحتلها أرمينيا من أذربيجان وغيرها من القضايا.         
بحسب ما أوده الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامى إياد أمين مدني، أن هذه القمة مختلفة كثيراً ومتميزة عن سابقتها من القمم، ولا نعلم على وجه التحديد أوجه الاختلاف تلك، إن كانت بسبب اعتماد «الخطة العشرية الجديدة للمنظمة 2015 - 2025»، التى تضمنت رؤية المنظمة الاستراتيجية العديد من القضايا المهمة والتى بالفعل تعانى منها الشعوب الإسلامية مثل «الأمن والسلم ومكافحة الإرهاب والتطرف، والجوانب الإنسانية، وحقوق الإنسان، ودعم التنمية، وتخفيف حدة الفقر فى الدول الإسلامية، والقضاء على الأمراض الوبائية، وحقوق المرأة والشباب والأطفال والأسرة فى العالم الإسلامي، والتعليم العالي، والعلوم والتقنية، والتبادل الثقافى بين الدول الأعضاء».   
أم الاختلاف والتميز يتمثل فى الجلسة الخاصة التى عقدتها عقيلات ملوك ورؤساء الدول الإسلامية على هامش القمة الإسلامية، وناقشن فيها دور عقيلات الملوك والرؤساء لجهود مكافحة السرطان فى الدول الأعضاء فى منظمة التعاون الإسلامي، والتى ربما يحققن من النجاح ما لم يستطع الرجال تحقيقه خلال القمم السابقة للمنظمة التى صدر عنها الكثير من القرارات والتوصيات والدراسات، دون أن يكون لها أى أصداء على أرض الواقع.  
كل ما ذكره الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامى، وكل ما صدر عن قمة اسطنبول من قرارات وتوصيات يظل من الأمور التى يحلم كل مواطن يعيش فى العالم الإسلامى بإيجاد حل لها، ولكن الأهم من كل تلك القرارات هو الوصول بحلول لها إلى المواطن الذى يعيش كل تلك الجراح سواء كانت جراح الحروب أو الدمار أو القتل أو الإرهاب، أو جراح الفقر والتهميش  صحيح أن من شارك فى القمة يشعر بما تعانيه الشعوب فى العالم الإسلامي، حيث ناقشوا المشكلات ولامسوا الجراح، لكن الأهم من كل ذلك هو السعى نحو إنهاء تلك المشكلات والصراعات، وتضميد الجراح، وتخفيف الآلام.   
تظل مشكلات العالم الإسلامى تراوح مكانها، إن لم تتفاقم وتزداد حدة آثارها على البلاد والعباد، طالما يعيش العالم فى حالة من التشرذم والتصارع، ويظل التصالح مع العدو أقرب وأسهل من الحوار والتصالح مع الشقيق، فمشكلة العالم الإسلامى، كمشكلة الأمة العربية هى عدم وجود جو من التسامح والحوار والمصالحة مع الأعضاء داخل المنظمة، وتسوية المشكلات العالقة التى بدأت صغيرة ولم يتم تداركها منذ البداية حتى صارت معقدة، وتباعدت معها المسافات بين الأشقاء.
إذا كانت منظمة التعاون الإسلامى ترغب بشكل جدى فى تحقيق ما تصبو إليه الشعوب الإسلامية، فيجب على المنظمة تشكيل لجنة للمصالحة، تكون مهمتها الوحيدة هى إزالة كل الخصومات والخلافات بين جميع الدول الأعضاء، وعودة روح التضامن بين جميع الدول الأعضاء حتى تسود تلك الروح بين الشعوب، ومن ثم التغلب على جميع المشكلات والعقبات والتحديات التى تواجه العالم الإسلامى.