الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

جودة مبروك: نعيش ثقافة رغيف الخبز

جودة مبروك: نعيش ثقافة رغيف الخبز
جودة مبروك: نعيش ثقافة رغيف الخبز




حوار - مصطفى عرفة


الناقد الدكتور جودة مبروك عميد كلية الآداب جامعة بنى سويف اثرى المكتبة العربية بعشرات المؤلفات الأدبية والنقدية منها «إشكالية الشاهد الشعرى مجهول النسبة بين توجه النحاة وتقنية العصر الحديث»، «تحديد الدلالة للقضايا اللغوية فى العبارة لابن سينا»، «تعدد روايات موضع الشاهد الشعرى وأثره فى تنمية الفكر النحوى»، «نحو بناء استراتيجية للتنمية المعرفية للمجتمع المصرى»، «كتاب سيبويه قديما وحديثا ببليوجرافيا وتحليلية»، «فلسفة الأصل والفرع فى الكلمة المركبة عند النحاة»، «التكرار وتماسك النص قصائد القدس لفاروق جويدة نموذجا»، إضافة إلى «الموسوعات فى اللسانيات» و«البيان فى غريب إعراب القرآن» و«المعجم الوجيز فى الأخطاء الشائعة والإجازات اللغوية» وغيرها الكثير من الكتب والكتابات.. تحاورنا معه فى «روزاليوسف» عن رؤيته للحركة الثقافية المصرية ودورها فى خدمة المجتمع.
■  أين تقع الحركة الثقافية فى مصر؟
- تقع فى وسط ضبابى لا تتضح فيه الرؤية وذلك لما يشهده الواقع من فقدان للذات فى إطار من غياب للقيم والمبادئ التى تطرح نفسها على أنها من القيم الثقافية الراسخة.
■ ما أسباب الاضمحلال الثقافى؟
- حدث ولا حرج، فنحن نعيش ثقافة رغيف الخبز والسبكى والعقارات وغياب القدوة والأخلاق بما يعكس اضمحلال الهوية، ولو أن من رحلوا تحت الثرى كالدكتور طه حسين وعباس العقاد وأحمد أمين بعثوا من مرقدهم ووعوا واقعنا الثقافى لاختاروا الرقاد مرة أخرى.
لا تندهش إن قلت لك إن من أهم أسباب الاضمحلال الثقافى عدم نجاح ثوراتنا ولك أن تعرف أن آخر لحظات نجاحاتنا توقفت عند الساعة الثانية عصر 6 أكتوبر 1973، اعقبها انفتاح اقتصادى تسطيحى وعقود من الفساد المنظم والنهب لثروات الأمة وثورة سرقتها جماعة فاشية وثورة تصحيح تصارع الأهوال لضمان نجاحها والمهم لها أن تنتصر وتصر على الانتصار لبناء الوطن وإعادة هيكلة كيان الإنسان المصرى.
■ كيف ترى حال الحركة الثقافية النقدية، وما السبب من وجهة نظرك؟
- الحركة النقدية ضعيفة والسبب ضعف المبدع وغياب الإبداعات الرشيقة فى الشعر والرواية وتوارى القصة القصيرة والإبداع الموسيقى مما صرف النقاد إلى البحث فى التراث وخلق حالة من الفراغ الثقافى، وأتساءل أين المدارس الشعرية «الكلاسيكية – الرومانسية – الواقعية» أين أدب نجيب محفوظ وطه حسين وعلى أحمد باكثير وأحمد أمين، أين روايات توفيق الحكيم وإحسان عبد القدوس، أين أشعار المازنى وعلى محمود طه وإبراهيم ناجى ومسرحيات عبدالرحمن الشرقاوى وموسيقى أبو بكر خيرت وإبداعات كامل الشناوى ومشاغبات محمود السعدنى  وبيرم التونسى، أين أم كلثوم وعبدالحليم حافظ، أين بورصة القطن التى كانت تتحكم فى جميع بورصات العالم.. عندما يتواجد مثل هؤلاء أقول لك أين هى الحركة النقدية، للأسف فى الماضى كنا ننهل أيضا من الثقافات الغربية والشرقية ونصهرها بالتراث والثقافة لخلق هوية مصرية تليدة، واستطرد لا نعرف الآن سوى فتات الترجمة ورغم أن الترجمات جيدة إلا أنها لا تبنى وطنا ولا تحقق ما يريده المواطن المصرى والعربى لأنها لا تعبر عنه لاتساع الهوة بين الغرب والشرق فما أحوجنا إلى الإبداع المحلى والعودة للتراث العربى القديم.
■ هل لدينا إمكانيات لعودة الوعى الثقافى؟
- لدينا أقوى الإمكانيات متمثلة فى القوة البشرية والحضارة التليدة والقدرة على المواجهة والنهوض من الكبوات وهناك مشروع أمل يتمثل فى القائد السيسى الذى حاول أن ينتصر وتشبث بالأمل فإذا هو ينتصر، ولكن مطلوب منه أن يضع العسكريين عن يمينه وأن يضع المثقفين على يساره لإعادة بناء القواعد الثقافية التى هدمها الإخوان، وبالمناسبة فإن الدعوة للتصالح مع الإخوان دعوة خبيثة وإذا سامحناهم فهم لن يسامحونا.
■ كيف تكون البداية لعودة الوعى الثقافى من وجهة نظرك؟
- أولا: يجب تشجيع عودة النشاط الفنى والثقافى للجامعات ولمراكز الشباب فى القرى والمدن وان تعود منتجًا حقيقيًا للذوق العام وترقية الحس الإنسانى بما ينعكس بتطوير مجتمعى شامل.
ثانيا: يجب أن يواكب تطوير الخطاب الدينى تطوير الخطاب الإعلامى ومحاربة برامج التوك شو التى تبث سموما فى عقول ودماء المواطنين والغالبية العظمى منهم ليست لديهم أمية ثقافية فحسب وإنما أمية فى القراءة والكتابة.
ثالثا: نظرة موضوعية للقرية المصرية – القرية فى مصر منفصلة عن الواقع المصرى ونحن لا نعلم عنها إلا القدر اليسير ويتم معالجة القرية دراميا بطريقة مضحكة لا تلمس مشكلاتها الفعلية موضحا أن المدينة منغمسة فى الماديات بعيدا عن القيم وبنظرة للريف سنكتشف دررا وجواهر وعمالقة تحتاج الفرصة، وعجبى للقنوات المحلية تهتم بعواصم المحافظات دون القرى ولا أعرف لماذا، وأكرر يجب علينا أن نستعيد كيان الإنسان المصرى يوم 6 اكتوبر 1973 – 25 يناير 2011- 30 يونيو 2013، صورة المدافع عن وطنه وشرفه وعرضه وتاريخه ومستقبله ودحر أعدائه.
■ كيف يمكن تحقيق تنمية ثقافية فى الجامعات؟
- الثقافة فى الجامعات ثقافة  نظامية لا تدار ذاتيا وإنما هى عبارة عن موظف على مكتب فى يده أوراق يقلب فيها، ثقافة الورقة لا ثقافة الفكرة، نحتاج إلى تغيير للمنظومة ككل تجعل الشباب يفتخر بذاته ويبدع.