الثلاثاء 7 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أعمال «مو يان» تحمل سحر ماركيز بمذاق صينى




أثار إعلان اللجنة الملكية السويدية فوز الكاتب الروائى الصينى مو يان بجائزة نوبل للآداب لعام 2012 دهشة العالم، لأن الأديب الصينى ليس فى شهرة أسماء أخرى كانت ضمن الترشيحات معه وعلى رأسها اليابانى الأشهر هاروكى موراكامى.
 
وجاء فى بيان منح مويان الجائزة التى يطمح بها كل أدباء العالم أنها مكافأة على أعمال يصف فيها بواقعية تاريخ بلاده المضطرب عبر دمج القصص الشعبية الصينية بالتاريخ والحاضر وتمسكه بمسقط رأسه فى شرق الصين حيث ترعرع.
 
وبمنح الروائى الصينى الجائزة يصبح الأديب رقم 109 الذى يحصل على جائزة نوبل التى بدأت عام 1901 وقدرها 1,2 مليون دولار، ويعد مو يان ثانى كاتب صينى يفوز بنوبل بعد الكاتب الصينى الحاصل على الجنسية الفرنسية جاو سينجيان فى عام 2000.
 
ولد مو يان فى عام 1955 وعاش طفولته وشبابه فى جاومى فى مقاطعة شاندونخ الواقعة شرق الصين ولقد تأثر بمسقط رأسه وحياة الفلاح الصينى ومعاناته فى روايته الشهيرة" عشيرة الذرة البيضاء" التى تحولت لفيلم سينمائى.
 
والاسم الأصلى للكاتب هو جوان مويه والاسم الذى يستخدمه للكتابة "مو يان" يعنى "لا تتكلم".
 
وقد اختار هذا الاسم المستعار بمناسبة صدور أول رواية له "الفجلة البلورية" (1986) حول طفل يرفض الكلام ويروى الحياة الريفية كما عاشها الكاتب فى طفولته.
 
وقال فى هذا الصدد فى أحد حواراته القليلة أنه اختار هذا الاسم وفقاً للعادات الصينية بإطلاق ألقاب ترمز لمعانى وقيم مختلفة، مشيراً إلى أن المجتمع الصينى ونظامه يفضل من يبدعون ويعملون فى صمت دون انتقاد السياسة والنظام والأوضاع وفى مرحلة كانت الرقابة على الأعمال الأدبية على أشدها.
 
وفور إعلان فوزه بنوبل أصبح أشهر أدباء الصين وذكرت صحيفة" آسيا نيوز" أن كتبه ومؤلفاته شهدت إقبالاً شديدًا فى المكتبات الصينية ودول جنوب شرق آسيان كما سجلت صفحات الجائزة على مواقع التواصل الاجتماعى تعليقات هائلة مابين مؤيد ومعارض لمنح أديب صينى غير مشهور نسبياً أشهر جائزة أدبية فى العالم.
 
وتعرض للانتقاد من قبل كتاب صينيين آخرين لقربه المفترض من النظام فى بكين وعدم دعمه للكتاب المنشقين.
 
وينتمى الروائى الصينى للطبقة العسكرية الصينية ومعروف بقربه من النظام الحاكم فى الصين الذى يشدد فى مراقبة حرية الإبداع، مما حدا بالبعض إلى القول بأن الأكاديمية السويدية الملكية للعلوم ارتكبت خطأ كبيرًا فى منحه الجائزة.
 
ولا يخفى مويان احترامه للنظام الذى سمح له بالدخول إلى الجيش والترقى بين صفوفه على الرغم من انتمائه لأسرة من المزارعين الأميين.
 
من أهم أعماله رواية "الضفدعة" وهى تقدم فى إطار سحرى يمزج بين الواقع والتراث الصينى القديم انتقادات صارخة لسياسة الطفل الواحد لكل أسرة المطبقة فى الصين للحد من زيادة السكان وما تحمله من آلام وقصص مأسوية للمرأة والأسرة فى مجتمع بلاده.
 
وتعد روايته "عشيرة الذرة البيضاء" من أشهر أعماله المعروفة فى الغرب وتمت ترجمتها لعدة لغات خاصة بعد تحويلها إلى فيلم سينمائى بعنوان" الذرة البيضاء الحمراء" (1987) وهى تسجيل أدبى للمصاعب التى قاساها الفلاحون الصينيون إبان الحكم الشيوعى فى الصين.
 
وذكرت الأكاديمية السويدية أن عمليه "أنشودة الثوم الفردوسى" (1988) والكتاب الساخر "بلد الكحول" (1992) "اعتبرا هدامين فى الصين بسبب انتقادهما اللاذع للمجتمع الصينى المعاصر".
 
ويشكل كتاب "فينجرو فيتون" (1996) ملحمة تاريخية تصف الصين فى القرن العشرين انطلاقا من قصة عائلة وتراوح بين مأساة التاريخ ورؤى إباحية من خلال مراقبة شخصيات بلدة لا يتمتعون جميعا بالاتزان الكافى ومن بينهم طفل ولد من مزارعة صينية وقس سويدى.
 
واعتبره النقاد أن أعمال مويان تحمل سحر الأديب الكولومبى جابرييل جارسيا ماركيز الفائز بنوبل عام 1982 بمذاق صينى يضرب جذوره فى التراث الصينى القديم والأساطير الشعبية.