السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

طائر «نوبل للآداب» يخاصم الأرض العربية منذ ربع قرن




قرابة الربع قرن مر على حصول الكاتب المصرى العالمى نجيب محفوظ على جائزة نوبل للآدب عام 1988، ومن يومها تخاصم الجائزة الأكبر على مستوى العالم الأدباء العرب، ولم يهبط طائرها على الأرض العربية، البعض يبرر هذا الغياب بصبغة الجائزة السياسية والأيديولوجية ناهيك عن الأصابع الصهيونية بدعم أمريكي، هذه الأسباب وأسباب أخرى ساقها الأدباء كأسباب يرونها سببا فى هجرة طائر نوبل للأراضى العربية.
                  
الدكتور يوسف نوفل:
 
 يرى أن الحديث عن جائزة نوبل لا ينفصل عن جانبين: الأول يتعلق بقيمة الجائزة المادية والمعنوية وشهرتها، والثانى أن المعايير التى يتم الاحتكام إليها عند منح الجائزة ليست موضوعية، ولا تعلى من الجوانب الفنية والتكنيكية الخاصة بالمجال المطروح، بمعنى أنه ليست العبرة فى المجال الأدبى أن المتسابق حاز قصب السبق حين نال درجات كما هو الحال فى جوائز عالمية عربية، مثل جائزة الملك فيصل أو جائزة الشيخ زايد، وهناك جوائز قاربت العالمية مثل جائزة العويس وجائزة البابطين لأن الجوائز العربية المذكورة هى جوائز معيارية فى الغالب، يفصل فيها ثلاثة محكمين، كنت واحدا منهم فى تجربتين، وهناك استمارة تقويم مرفقة أملأ فراغاتها بما أشاء، أشرح فيها سر فوز الأول عن باقى المشاركين الثلاثمائة دون أن يعلم المحكم زميليه الآخرين إلا فى حفل تسليم الجائزة فى احتفال عام.
 
أما جائزة نوبل فيحكمها تواءمات معظمها سياسى وبعضها اجتماعى وأيديولوجى واجتماعي، إلى جانب تأثير الصهيونية العالمية وهم يمنحون جائزة نوبل للسلام لإنسان ارتفع صوته فى مجال حقوق الإنسان، وهناك دولة كبرى راعية تذبح فيها حقوق الإنسان لكن ليس معنى كلامى أنى أقدح فى نجيب محفوظ، لكن الجائزة تحكمها أغراض سياسية.
 
ولم يهبط طائر نوبل على الأرض العربية لأنهم يرون أن الأديب العربى المعاصر يأخذ موقفا مضادا للقمع والاستعمار الجديد وينحاز من ثم للمظلومين والمهزومين فى الدائرة العربية كالفلسطينيين والعراقيين فى ظل هذا المناخ لا تنتظر أن يهبط طائر نوبل على الأرض العربية قريبا.
 


الروائى يوسف القعيد:
 
ألاحظ أن هناك أدباء عرب ينشرون أحاديث عن أنفسهم قبل نوبل وبعد نوبل بطريقة مضحكة، فلدينا مهاويس بجائزة نوبل، يفتعلون أخبارًا وكأنهم يظنون أن أعضاء جائزة نوبل يقرأون الصحافة العربية، ولا أقبل أن نكون مثل الأيتام على مائدة ... لأنهم ليسوا كذلك ويجيدون عملهم بشكل جيد، واللجنة تعمل طوال العام وفق معايير معلنة، ولكنهم مسيسون، قبل خمسة أعوام حصل عليها أديب صينى مقيم فى باريس، وهذا العام فاز بها كاتب صينى مقيم فى الصين، وأنا ضد السعار العربى على نوبل كانها الاعتراف الاخير بقيمة الكاتب.
 
الروائية سهير المصادفة:
 
جائزة نوبل تحكمها فى السنوات الأخيرة معايير جغرافية، لكن الملاحظ أن الأدباء العرب لم يقدموا شيئا ليستحقوها، نحن لا نجيد التعامل مع صناعة الكاتب وتصدير كاتب، والغرب لا يعرف منا سوى نجيب محفوظ ونوال السعداوي، وبعض الأصوات البعيدة عن عمق المشهد الأدبي، وهناك أناس يصدّرون أنفسهم بطريقة دائمة فى مقدمتهم أدونيس، ولكن من الواضح أنهم يريدون أشخاصًا آخرين غير أدونيس، ولكى ننافس على الجائزة لابد أن نجهز كتيبة كاملة نختار منها كاتبا واحدا ونقدمه، ونجيب محفوظ لم يحصل عليها من فراغ، نحن لدينا تجارب مهمة ولكن ليس لدينا صناعة ثقيلة لتصدير هؤلاء الكتاب للخارج، والكتب التى تترجم فى الغرب لا تمثل المشهد الإبداعى العربى بكامله، وبالتالى لا نستطيع المنافسة لأننا لسنا موجودين لكى ننافس.
 
الروائى فؤاد قنديل:
 
هناك عدد كبير من الكتاب والشعراء العالميين يستحقون نوبل عن جدارة وتأثيرهم بالغ، وعدم حصولنا على الجائزة ليس فيه ظلم، كما أننا لم نبذل أى جهود لترجمة الأدب العربى إلى اللغات العالمية، فضلا عن أنه ليس بالكفاءة العالية لكى ينافس على الجائزة ناهيك عن مسألة الترويج والإعلام والقصور الواضح فيها بما يلفت الأنظار إلى الأدب العربى وذلك بسبب قلة الاعتمادات المالية فى هذا الاتجاه وغياب الإرادة السياسية والثقافية التى تدفع فى هذا الاتجاه سواء من الجامعة العربية أو السلطات الثقافية فى مختلف الدول ناهيك عن القصور فى أداء المراكز الثقافية العربية فى الخارج، التى تهتم بالاحتفالات وحفلات الاستقبال وليس لديها خبرة فى الترويج الثقافى ويتضح ذلك فى غياب الاتفاقيات الثقافية مع الغرب وأوربا وعدم استقدام كتاب أجانب فى معارض الكتب عندنا والمهرجانات الثقافية الكبرى، ولكن طالما نجلس على المقاهى لن يلتفت العالم إلينا.
 
الشاعر حسن طلب:
 
جائزة نوبل ليست بريئة تماما أو محايدة تماما ونحن لدينا تقصير واضح فى هذا الجانب حيث تركنا كل من هب ودب ومتوسطى القامة يستغلون علاقاتهم فى تقديم ترجمات لأعمال متوسطة القيمة للغرب لأنهم يجيدون فن العلاقات وهذا أثر بالسلب على الواجهة الثقافية للعرب ولم يقدم صورة حقيقية بغض النظر عن الأسماء المطروحة وأدونيس ينتظر الجائزة بفارغ الصبر، ولم يستوعب الدرس من نجيب محفوظ، الذى لم يسع إليها، ومع ذلك جاءته الجائزة، لأنه فى النهاية لا يصح إلا الصحيح، وليس لدينا جهات تتبنى ترجمة الأدب العربى الرفيع وهذا متروك لشطارة الأفراد وقدرتهم على تقديم أنفسهم التى أساءت إلينا.