الثلاثاء 7 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بلدنا غنى بالثروات.. لكن الروتين والعقول المتحجرة سبب تأخرنا

بلدنا غنى بالثروات.. لكن الروتين والعقول المتحجرة سبب تأخرنا
بلدنا غنى بالثروات.. لكن الروتين والعقول المتحجرة سبب تأخرنا




أشرف أبوالريش يحقق من سيناء


فى الحلقة الثانية التقيت أشهر مغامرى الصحراء الذى تحول من العمل فى سيناء واشتغل فى الزراعة بالوادى الجديد.. البداية كانت عبر نشر صور للمغامر المصرى  هشام نسيم عبر موقع التواصل فيس بوك توضح الإنجاز الذى قام به نسيم خلال عدة سنوات استطاع خلالها استصلاح ما يقرب من  400 فدان فى منطقة الفرافرة، زرع أغلبها بأشجار الزيتون والخضروات وبعض المحاصيل الأخرى. وكانت الصورة الأروع  ما شاهده الكثيرون على مواقع التواصل من خلال سنابل القمح الخضراء التى ظهر فيها نسيم ومن خلفه تلال من الرمال الصفراء التى مازالت تحتاج إلى عقول من المصريين الذين يعشقون تراب ورمال هذا الوطن .. نسيم لديه قرية كبيرة فى سيناء وتحديدافى منطقة نويبع تم تخريبها بعد الثورة ويحاول الأن إنشائها من جديد لاستقبال المصريين والأجانب بعد عودة السياحة مرة أخرى  وإلى نص الحوار:

 

■ فى البداية حدثنا عن مشوارك وانتقالك من العمل فى السياحة إلى نقيض آخر وهو الزراعة؟
ـــ أولاً بطلت الشغل فى السياحة بل بالعكس فكرت فى عمل سياحى جديد من خلال فندق موجود فى الفرافرة فى وسط الصحراء تصل إليه مياه من بئر عميق درجة حرارته 37 درجة مئوية، وأصبح مزارًا مهماً للسياح.. اشتريت أرضًا زراعية بجوار هذا الفندق على أساس أن يكون الإمداد الغذائى من  الأرض المجاورة للفندق.. ويكون الأكل خالياً من المبيدات (أورجنيك) وقررت أن محاصيل الفواكه كلها والطيور وحتى بعض الأسماك واللحوم تكون من إنتاج المزرعة، الفكرة الأساسية عدم توظيف عمالة بل تسليم كل أسرة منزلاً من خلال مشاركتهم فى تربية الطيور والمواشى ونسبة  من الأرباح لكل منطقة يزرعونها.
■ هل هذه فلسفة جديدة تحاول أن تغرسها فى نفوس المصريين خاصة المستثمرين من خلال المشاركة بالنفع للجميع؟
ـــ أنا فلسفتى الأساسية فى الحياة هى النجاح بأى وسيلة.. وجدت أن صعوبة العمالة ومشاكلها فى السفر والاجازات، وأن أفضل طريقة هى القدوم بأسرة مستعدة الانتقال من أى محافظة سواء فى الصعيد أو الوجه البحرى عندى فى الفرافرة حيث يتم تسليم الأسرة منزلاً كاملاً ليعيشوا فيه هم وأولادهم.
■ هذه الفكرة التى تقوم بها هى فكرة الدولة فى المقام الأول خاصة هذا الاقتراح سمعته من الرئيس السيسى!
ـــ هذا القرار عن تجربة شخصية بعد متاعب العمالة ونزول العطلات للعاملين لزيارة أهاليهم فبالتالى قمت بعمل إقامة كاملة لهم عندى فى الوادى الجديدة بالمزرعة، وأولاً أقوم بتوفير فلوس المواصلات للعمال، وقمت بحل مشكلة الطعام وذلك من خلال إنشاء مزارع لتربية البط والدواجن والأسماك والمواشى، وقمت بعمل اكتفاء ذاتى لكل العاملين عندى والفائض نقوم به وتقسم أرباحه على الجميع، وهذا له هدف مهم عندى تعلمته من والدى رحمه الله وهو الانتماء للأرض التى سيعيش فيها الإنسان بصرف النظر عن كونى مستثمرًا يحاول أن يحصد الأرباح دائمًا هذا المنطق غير ناجح بالمرة، ولذلك لدى فلسفة من خلال استقطاب هؤلاء الأشخاص الذين قدموا علىّ من محافظات بنى سويف والمنصورة وغيرها من المحافظات بل إننى مستعد لمساعدة أى أسرة، ومستعد لاستقبال عناصر من الأسر الجديدة التى تريد أن تخضر الصحراء فى الوادى الجديد.
■ كم عدد الأفدنة التى تحصل عليها كل أسرة تحاول أن تسكن فى المزرعة؟
ــ أنا قررت أن تكون المساحة لكل أسرة من 10 إلى 20 فدانًا سواء أرض منزرعة بأشجار الزيتون والنخيل أو المحاصيل الحقلية المعروفة عند كل المصريين.
■ ما الهدف من ذلك والعائد عليك من توطين أسرة يمكن أن تكون معرفتك بها لأول مرة؟
ـــ هذه الأسرة تأتى عن طريق أناس أعرفهم جيدًا وأصبح دخل كل أسرة ما يقرب من  2500 جنيه شهريًا وهدفى الآخر أن يكون الدخل الكامل للأسرة لا يقل عن 5 أو 6  آلاف جنيه عن طريق نصف الراتب ثابت والنصف الثانى عن طريق المرابحة فى العمل والمشاركة هنا يزداد ارتباطهم بالأرض لإنجاح هذا المشروع الذى يعد حلم من أحلام حياتى.
وكل أسرة سوف أقوم بعمل تأمين صحى عليهم، وكل أسرة ستخضع لكشف طبى قبل العمل ولو لديها أمراض بسيطة أعالجهم، وعندما يكتمل عدد الأسرة فى المكان سوف أنشئ مدرسة صغيرة لتعليم أطفال الأسرة والتعايش مع البيئة وتعلمهم الحرف اليدوية وأساليب الزراعة.
■ هل تحلم بإنشاء مدينة على  غرار المدن التى تقوم بإنشائها الدولة؟
ـــ لا بالطبع أنا أريد أن أعمل مشروعًا ناجحًا وأن الأسرة التى وفدت على الفرافرة ترتبط بى وبالمكان وتجعل أولادهم لا يتركون هذا المكان أبدًا مهما كانت الظروف.
■ هل واجهتك صعوبات فى بداية هذا الحلم؟
ــ الصعوبات معروفة للجميع وهى اللوائح والمعوقات التى تبدأ من بيروقراطية المحليات بمعنى أن الفترة الماضية التى تقدر بنحو 5 سنوات كان من الممكن أن أزرع أضعاف المساحة الموجودة حاليًا وهى 400 فدان لكن المعاناة من طول الإجراءات والحصول على التراخيص اللازمة مثل عمليات بناء منازل للعاملين تأخذ بالفعل سنوات طويلة لاستخراج التراخيص اللازمة.
■ حدثنا عن أنواع المحاصيل والتجارب الزراعية التى قمت بها فى السنوات الماضية؟
ــ قبل أن أتحدث عن المحاصيل عندى مشكلة كبيرة أحاول حلها، وهى المصاريف الخاصة بالوقود لطملبات المياه، أرغب فى حل هذه المشكلة من خلال إنشاء شبكة لاستخراج الطاقة  من الشمس، وبذلك أقوم بتوفير آلاف الجنيهات شهريًا وحل إحدى المشكلات التى تواجهنى شهريًا فى صعوبة الحصول على السولار، أما زراعة الخضروات والأشجار المسثمرة فكلها بحمد الله نجحت نجاحًا كبيرًا فى أرض الفرافرة، خاصة أشجار الزيتون والنخيل والمشمش والعنب والخوخ.
■ هـل من الممكـن خـلال عـدة سنوات تكون عندك شركة كبيرة للمحاصيل الزراعية ويمكن أن تصدر هذه المحاصيل للخارج وتتعدى المحلية؟
ــ حاليًا المحصول الرئيسى سيكون إنتاج الزيتون وزيت الزيتون بكميات كبيرة، وأقوم حاليًا بالتعاقد على شراء معصرة زيتون ولكن العقبة  الأساسية التى تواجهنى أن مساحة الأرض الزراعية يجب أن تزيد هذه بسرعة لتصل ما يقرب من  800 إلى 1000 فدان وقمت بالفعل بإنشاء شركة لتجهيز اسم للمنتج الزراعى وسأقوم بتطبيقه قبل إرساله للأسواق، وقمت بتقديم دراسة للمحافظة لتسهيل حصولى على تراخيص إنشاء هذه المحطات ومضت عدة أشهر ولم يتم الموافقة  حتى الآن وبالفعل أرسلت رسومات ودراسات جدوى للمحافظة ولم تتم الرد أيضًا، ولكن ذلك لا يكون عائقًا أمامى وأمام الكثير من الأسر التى تحاول أن تكبر هذا الحلم، فقد قررنا التعامل مع المحليات باللين وسياسة النفس الطويل.
■ ولماذا تريد تصنيع هذه المنتجات الزراعية حاليًا؟
ــ أريد أن أتفادى تحكم وجشع التجار لأنهم يحاولون الضغط على المزارعين وشراء المحاصيل بأسعار ضئيلة أو تركها حتى تفسد نظرًا لبعد المسافة بين الفرافرة والأسواق الكبيرة بالمحافظات المجاورة للوادى الجديد.
■ وكم وصل عدد الأسر الموجودة فى المزرعة؟
ـ حاليًا هناك ثلاث أسر وموجود 15 رجلا سوف أختار منهم 5 أسر أخرى ليصل عدد الأسر فى المزراعة نحو 25 أسرة، ومعظم هذه الأسرة تتكون من رجل وزوجته و3 أو أربعة أطفال فى المتوسط، وعند نجاح التجربة ستتم مضاعفة عدد الأسر باستمرار.
■ كم عدد أشجار الزيتون التى زرعتها على مدار 5 سنوات؟
ــــ نحو 20 ألف شجرة زيتون وستصل إلى 50 ألف شجرة زيتون خلال الأعوام المقبلة، بالإضافة إلى 2000 نخلة من أجود أنواع التمور وسيصل العدد إلى 5 آلاف نخلة فى القريب وذلك معناه أن كل نخلة فى عمرها تنتج من عشرة إلى 25 فسيلة وعندى طموح أن أقوم بزراعة ما يقرب من  50 ألف نخلة من إنتاج أجود أنواع النخيل بالإضافة إلى 20 ألف شجرة  تين برشومى ومئات الأشجار من العنب والجوافة والمشمش والخوخ.
■ هل هناك استثمار حيوانى فى الفرافرة الفترة المقبلة؟
ـــ بالفعل نقوم بالتجهيز لتربية المواشى ورءوس الأغنام بحيث كل أسرة تقوم بالتربية للمزرعة بنظام المشاركة وكل أسرة وشطارتها،  شرطى الوحيد أن كل أسرة تربى الفراخ البلدى والبط على برك المياه ومواشى أغنام على فضلات  الخضروات، وكل أسرة يكون عندها فرن بلدى.. وكل أسرة سيكون عندها ثلاجة وديب فريزر يعمل بالطاقة الشمسية لصعوبة وجود الكهرباء فى الصحراء.
■ من وجهة نظرك ما الحلول لمشكلة الغذاء عند المصريين علمًا بأن مصر كانت سلة الغذاء للإمبراطوريات القديمة خاصة فى الوادى الجديد؟
ــ الحل بين أيدينا وتحت أرجلنا أولاً منطقة غرب كوم أمبو بها ما يزيد على مليون فدان على شرقها مياه وادى النيل، وأنا أقول إن هذا المشروع فى الوقت الحالى تحته مخزون مائى ضخم من ملايين السنين ومحفوظ  بالهضبة الجرانيتية ممتدة لما بعد الأقصر وأسوان واسمها هضبة «السن الكذاب» وجنوب منطقة غرب كوم أمبو بحيرة ناصر بارتفاع 160 مترًا لو تم مد شبكة مواسير ضخمة للرى بالتنقيط سيكون عندى ضغط كبير أشد من قوة الديزل ولن نحتاج لأى طاقة كهربائية لتشغيل شبكات الرى بالتنقيط، أما عن التربة فبصفتى رئيس مجموعة اكتشاف مع الدكتور فاروق الباز ود. بهى العيسوى وآخرين من علماء جامعة القاهرة فإن منطقة غرب كوم  أمبو كانت المرحلة قبل الأخيرة من مراحل استكشاف ممر التنمية، حيث فوضنى الباز لاستكشافه بما أننى خبير بدروب الصحراء فى مصر.
وتتميز منطقة غرب كوم أمبو بتربة طينية عالية الجودة وقمنا بالحفر لأكثر من ثلاثة أمتار فقط وجدنا التربة فى غاية الجودة ليست أرضاً طفلية مثل توشكى والمساحة تصل إلى مليون فدان تقريبًا مستوية تمامًا وغير محتاجة إلى مصاريف كبيرة لتجهيزها للزراعة، واقترح توزيعها بمساحات كبيرة لرجال الأعمال وشركات مساهمة كبيرة والتى سوف تعتمد على الشباب، واختار مساهمة ليكون للشباب نسبة فى هذه الأرض، بالإضافة إلى أن يتم زراعة هذه المنطقة بالقمح فى الموسم الشتوى وفى الموسم الصيفى جميع أنواع الخضروات والفواكه الطبيعية.
واقترح إنشاء طريق يربط منطقة سيوة بمنطقة أبوسمبل، وده طريق قمت باكتشافه عن طريق رقم عالمى فى موسوعة جنيس العالمية، وجدت أن الأرض عالية الجودة وجيدة التضاريس، وسنقوم بإنشاء تقاطعات من هذه الطريق تتجه غربًا فى اتجاه حدودنا مع ليبيا مع تفادى منطقة بحر الرمال العظيم، لأننى وجدت فى إحدى رحلاتى على حدود مصر وليبيا كمية الخضار الطبيعى لدرجة أننى أتفادى السير وفى بطن الغرد وهى تكتلات رملية ودائمًا كنت أقود فى أعلى «الغرد» من كثرة وجود المياه فى طبقات عليا من الرمال وهذه المساحة تصل إلى ألف كيلومتر مربع تعوم على مياه طبيعية، والتربة عبارة عن خليط من الرمال والطفلة وأصل الطفلة قادمة من إفريقيا من ملايين السنين ومليئة بالوديان الضخمة مثل «وادى عبدالملك» بطول 150 كيلو للوادى الواحد، وهذا المكان عبارة عن أنهار ضخمة عن مياه وادى النيل، وهى السبب فى تكوين بحر الرمال الأعظم وبسبب التغيرات الجيولوجية حسب وصف العالمين فاروق الباز وبهى العيسوى لى  حصل ارتفاعات شمال الكونغو حجزت المياه وأصبحت نقيض فى المحيط بدلاً من أن تفيض فى البحر المتوسط من ملايين السنين والتربة لا تقل عن جودة تربة وادى النيل.
■ معنى ذلك أنك تطالب القيادة السياسية بالاتجاه إلى التعمير بكثافة غربًا بالتوازى مع حدودنا مع ليبيا؟
ــ الاتجاه جنوبًا موازيًا لحدودنا مع السودان وشرقًا منطقة سيناء بالكامل، على أن يكون ذلك فى عدة سنوات مقبلة حتى تتحمل كل منطقة من تلك المناطق من 10 إلى 20 مليون نسمة، وبذلك نقوم بتأمين حدود مصر من كل اتجاه بالإضافة و خروجنا من الوادى الضيق الذى نعيش فيه منذ سنوات طويلة.
■ كيف يرضى المواطن المصرى بالعيش  فى تلك المناطق البعيدة عن الوادى؟
ـــ أولاً يجب الاهتمام بتدريس  مادة الجغرافيا وألا نمر عليها مرور الكرام خاصة جغرافية مصر بالإضافة إلى الاهتمام بالرياضة ودخول مادة الملاحة إلى كل المراحل التعليمية وليست الجامعية فقط، مصر كبيرة تبلغ مساحاتها مليون كيلومتر مربع لابد من تغيير سياسة التعليم، ومن المهم جدًا تنظيم رحلات إجبارية لكل المراحل التعليمية مع شركات مصرية محترفة، بحيث يكبر الطفل وفى خياله وأحلامه مصر الجديدة، ونفسى يصل هذا الكلام للرئيس السيسى.
■ ما حلمك؟
ــ أن أقوم بجمع الوزراء والمحافظين ومجموعة من نواب مجلس النواب ليشاركونى بعدة رحلات فى عمق سيناء وجنوب مصر خاصة ليزوروا منطقة «النبتة» غرب مصر وهى المنطقة التى نبتت فيها الحضارة المصرية جنوب أسوان، خاصة وإن المصرى القديم كان يتجول فى كل الصحراء الغربية التى كان بها أنهار وأمطار كثيفة لأن المناخ كان مختلفًا عن الوضع الحالى، وهذه المنطقة كان يوجد بها وحوش فقرر المصرى القديم أن يعيش فى الوسط ليكون عنده مياه دائمة مياه وادى النيل وبعض مياه الأمطار فى الصحراء الغربية وبدأ يتعلم ويعلم البشرية إنتاج الطعام وهذه المنطقة هى التى أطلق عليها الخبير الجيولوجى والعالم الكبير د.بهى العيسوى منطقة «النبتة» وهذا الرجل هو الذى وضع كل خرائط مصر الموجودة فى هيئة المساحة.