الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حلم العودة لسيناء مازال يداعب «الإسرائيليين»

حلم العودة لسيناء مازال يداعب «الإسرائيليين»
حلم العودة لسيناء مازال يداعب «الإسرائيليين»




ترجمة _إسلام عبدالكريم

 

فى كل عام تعيش الدولة العبرية ذكرى أليمة بانسحابها من شبه جزيرة سيناء، خاصة أولئك الذين استوطنوا فى سيناء واستمتعوا بنهب خيراتها لتوطيد أقدامهم على الأرض المباركة التى مر عليها أنبياء الله ،وشهدت العديد من المعجزات ، كما روت أرضها  دماء شهداء صدقوا ما عاهدوا الله عليه.
 وفى كل عام  ينكشف الجديد من الأسرار عن تلك الذكرى عبر  فيديوهات أو تسجيلات لمحادثات لاسلكية أو محاضر لجلسات سرية للحكومة الإسرائيلية ولجان الأمن والدفاع بالكينست وغيرها، لكن هذه المرة سنسلط الأضواء على جانب آخر بعيدا عن الصحف ووسائل الإعلام، وهو وسائل التواصل الاجتماعى، خاصة بعد انتشار عدد  من المجموعات المغلقة على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» للجنود الإسرائيليين الذين شاركوا فى معارك سيناء وفى الجولان، ومن الحين للآخر ينشرون صورًا لهم ومقاطع فيديو تذكرهم بالمعاناة التى عاشوها ودماؤهم التى نزفوها فى معارك لم تكن فى الأساس معاركهم، فنجد من يحتفل بعودته حياً وآخر بعدم إصابته وآخر يرثى من فقده.
وينقسم الجنود على مواقع التواصل  إلى طائفتين، أولهما الجنود الذين حاربوا فى معارك سيناء، والأخرى هم المستوطنون ممن سكنوا فى مستوطنتين، الأولى هى أوفيرياه «شرم الشيخ»، والأخرى ياميت «رفح»، وهما الأكثر هماً وآسفاً، إذ أملوا أن يعيشوا حياة جديدة فى أرض مصر لتكون بداية لمملكة تبدأ من الفرات حتى نهر النيل لتحقيق نبؤة دولة إسرائيل الكبرى.
وسيجد المتصفح على مواقع التواصل الاجتماعى المختلفة العديد من الإسرائيليين الذى يبكون ويرثون حالهم بعد مغادرة الأرض التى وصفوها بـ«جنة عدن على الأرض» فى سيناء، ولعل أبرزها المجموعات المغلقة على صفحات «فيس بوك»، إذ تقتصر على المحاربين القدماء ممن شاركوا فى المعارك أو ذويهم، ويشارك كل منهم بعرض صور لتلك الفترة لاستعادة الذكريات والحياة على أمل العودة سواء لهم أو لنسلهم.
ومن أشهر تلك المجموعات هى «منتدى المشاركين فى حرب الغفران1973»،  وغيرها مما يحمل أسماء مشابهة، وتستعرض تلك المنتديات صور المجندين فى سيناء، خاصة خلال فترة الحرب وما بعد نشوب المعارك، إذ أن غالبيتهم من جنود الاحتياط الذى تم الدفع بهم  بشكل فجائى للمعركة.
كما يشارك رواد تلك المجموعات بين الحين والآخر بنشر صور فيديوهات أو أجزاء من الصحف والأخبار لتلك الأيام، ودائما ما يعلقون عليها بأنها كانت مهيبة، وآخرون ينتظرون العودة من جديد.
على الجانب الآخر من مواقع التواصل نجد هؤلاء الذين خرجوا من المستوطنات، ياميت وأوفيرياه، ينشرون صورهم ويتغنون بتلك الأيام، بالسباحة فى مياه سيناء، بالإضافة لصور الرحلات إلى سانت كاترين، وحلفات الشواء والسمر.
كما نجد صفحة حملت عنوان «مشتاقين لسيناء 1967-1982»، والتى استعرضت صورًا لمدينة شرم الشيخ بالأخص، وسلطت الضوء على مركز الغوض وسباحة العراة على شواطئها، واستعرض بعض روادها ذكرياتهم وهم صغار، وكيف كانت رحلتهم من تل أبيب إلى شرم الشيخ وجولاتهم بها.
«أوفرياه» تلك المدينة التى كانت قبلة السياحة الإسرائيلية، والتى حاولت تل أبيب جعلها مكانًا للجذب السياحى العالمى لتوطيد أرجلها بها وزعم أنها إسرائيلية من خلال الزعم أنها بنتها واكتشفت هذه النقطة رائعة الجمال والترويج لها عالميا على أنها إسرائيلية.
وعلى موقع «فليكر» سنجد العديد من الصور التى التقطها إسرائيليون خلال جولات سياحية للمدينة للتركيز على بقايا المستوطنة التى كانت قائمة فى يوم قريب، والتأكيد أنها فى الأساس إسرائيلية، لتشهد دليلا عن رغبة فى العودة  لتلك البقعة مرة أخرى والرغبة الشديدة فى تملكها من جديد، فعلى إحدى الصفحات سنجد من قام بالتقاط صور للموقع القديم للمستوطنة، ولبقاياها سواء من أعمدة طاقة أو صناديق كهرباء أو لأغطية المجارير التى لاتزال تحمل كلمات أو إشارات باللغة العبرية.
«أوفرياه» أو مدينة «شرم الشيخ» كانت قد شهدت رحلات سمر وغناء، مركز غطس وسفاري، شواطئ للعراة وملاهى للثملين، سياحة من عدة مناطق فى العالم نجح الكيان الصيهونى فى جذبهم آنذاك، أياض خط للمواصلات العامة الذى يربطها بإسرائيل مباشرة وبعدة مناطق فى سيناء، ومع تسليم الاحتلال بضرورة إعادة الأرض إلى أصحابها هرع العديد منهم إلى «أوفرياه» فى زيارة «الوداع»، للاستمتاع بهذه الأجواء ربما للمرة الأخيرة قبل إعادتها عام 1982، ومن أبرز المودعين الرئيس الإسرائيلى آنذاك «يستحاق نافون» الذى اصطحب أسرته للمدينة واستمتع بإجازة قصيرة مارس خلالها الغطس ورؤية الشعاب المرجانية وزيارة سانت كاترين.
لم يكن من السهل عليهم المغادرة إلا أنهم اضطروا للانسحاب والاجلاء بعد وصول دوى المعارك إلى جنوب سيناء، وهو ما دفعهم للمغادرة قبل الدخول فى مفاوضات السلام، بعكس ما حدث فى نظيرتها الشمالية «ياميت»، والتى كانت بعيدة بعض الشيء عن لهيب الحرب.