الخميس 19 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

رواية «سبع جنات» بانوراما تاريخية للقرن العشرين

رواية «سبع جنات» بانوراما تاريخية للقرن العشرين
رواية «سبع جنات» بانوراما تاريخية للقرن العشرين




كتب - إسلام أنور


يأخذنا الكاتب منير مطاوع فى روايته «سبع جنات» الصادرة حديثًا عن دار الهلال فى رحلة تاريخية على مدار القرن العشرين، من  خلال قصص الحب التى يعيشها بين بطل الرواية  الفنان التشكيلى «سلطان»، وهو فنان تشكيلى أنهى دراسته للفنون الجميلة، وعمل رساما فى مجلة «الوعد» مفضلا الصحافة، كعمل حر، على القيود الأكاديمية.
تبدأ أحداث الرواية خلال أجواء الحراك السياسى الذى عاشته مصر فى مطلع القرن الحادى والعشرين وتنتهى بإطلالة شرارة 25 يناير 2011.
يطرح الكاتب عبر هذه الرحلة التاريخية مجموعة من الاسئلة المهمة عن الذات والآخر والحب والتاريخ والعدل والخيانة، يفتتح منير مطاوع روايته بفصل تحكيه «جنات» وهو اسم أولى حبيبات بطل الرواية «سلطان» وأقربهن إلى جغرافيا بيته وروحه، وربما هى الأكثر تسامحا وتقديرا للضعف الإنسانى لسلطان.
تعتمد الرواية على الحكى كثمة رئيسية، تمنح القارئ المتعة وتمنح لسلطان الحياة، فبعد تعرض سلطان لحادث فارق فى حياته  يدخله فى غيبوبة، يصبح الحكى هو متن حياته، فرغم عجزه عن إبداء أى رد فعل، فإنه يشعر بمن حوله، وينصت إلى روايات النساء الست عنه، وهن يتناوبن رواية فصول «سبع جنات»، وأحيانا تلتقى اثنتان عنده فيتقاسمن الحكى.
 كان سلطان يشعر بما حوله، بطريقة مختلفة، تشبه الأطياف والخيالات والأحلام، والأساطير، يرى بعين البصيرة أشياء وأشخاص، عبر موجات من إدراك طفيف تتبعها موجات طويلة من النوم أو الاستغراق فى الغيبوبة التى كانت نوعا من إحباط الحالم بالحرية «أما عن حريتى التى تتحدثين عنها، فأنا لم أفقدها، ولم أضيعها، ولا أنتظر من أحد أن يمنحنى إياها.. لكن فى الوقت نفسه، لا أعرف هل أنا حر فعلا؟! الحرية ليست ملكية فردية، لو كنت حرا فى بلد غير حر.. ما الفائدة؟ حر فى مجتمع معاد للحرية! لا يمنحنا إياها أحد، ولا يستطيع أن يسلبنا إياها أحد، إلا لو تخاذلنا نحن.. ولم ندافع عن حقنا فيها»، هكذا عاش سلطان حياته مؤمنًا بالحرية ورافضًا النظرة الأنانية التى تسعى للمتعة والحرية الفردية وتتغافل عن معانى العدل وحق المجتمع ككل فى حياة حرة.