الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

شركة محمول وطنية قبل فوات الأوان

شركة محمول وطنية قبل فوات الأوان
شركة محمول وطنية قبل فوات الأوان




أحمد متولى يكتب:

أنت موبينيل... مبروك دلوقتى أنت أورانج، نص الإعلان الذى جرى تداوله بالشوارع والطرق الرئيسية فى مصر منذ الاثنين السابع من مارس الماضي، صاحبته رسائل على هواتف المحمول للمصريين ممن يملكون خطوطا تابعة لشركة موبينيل تبلغهم فيها بأن اسم «شبكتهم» أصبح « أورانج» لكن بنفس الخدمات والأرقام.
وسرعان ما دشنت فى اليوم التالى حملة لمقاطعة الشركة الفرنسية بدعوى عملها ودعمها الكامل لإسرائيل، وسط تخوفات من اختراق الأمن القومى.
إن التخوفات تكمن مما يعلمه جميعنا ولا يخفى على أحد.. فقد كانت كل عملية إرهابية تستهدف جنودنا وضباطنا فى سيناء تتم عبر شرائح «أورانج» واسألوا أبناء سيناء فى ذلك... دون أن تتعاون الشركة بإرسال معلومات عن أرقام هذه الشرائح ومن اشتراها ولمن ذهبت وتحديد مواقعها على الجى بى إس، بحجة أنها فى إسرائيل.
لا نهدم الاستثمار ولكن، هناك مئات من علامات الاستفهام... أورانج... يكفى أن نبحث عنها ونكتب أورانج فى محرك البحث الأشهر جوجل لنرى بأعيننا صور الاحتفالات بها فى إسرائيل وعلم إسرائيل يزين مواقعها هناك وما يكتب عنها من دعم كامل للدولة العبرية.
إن الشركة مهتمة بإفريقيا واختارت مصر وتونس والأردن عربيا لتغطية اتصالات مواطنيها.
المتعارف عليه لدى خبراء هندسة الاتصالات أن من يملك شركة للاتصالات الهوائية وأبراجا للإرسال فى كل مواقع مصر يمكنه زرع معدات وأجهزة متطورة للغاية تستطيع التنصت وسماع كل ما يدور حولها فى نطاق أميال وليس أمتارا بل وتمييز إلى أى شخص يعود هذا الصوت عبر برامج متخصصة.
فلنتخيل معا ماذا يمكن أن يسمع فى أهم مواقع ومراكز اتخاذ القرار المصرى وحجم المعلومات الذى سيصل من خطط للتطوير والعلاقات مع الدول وغيرها من المعلومات السيادية - بأسرع مما نتوقع - إلى من يتربصون بنا، إلى من يخططون لإسقاط مصر.. إلى أعدائنا.
علينا إدراك خطورة أن تكون معلومات وأسرار و«فضفضة»30 مليون مصرى وأكثر بين أياد لها انتماءات ومصالح مع من ينتهزون الفرصة للانقضاض على أم الدنيا، ومع من يبحثون عن كل معلومة وكل نقطة ضعف للضغط علينا.
إن شركة مصرية «خالصة» للاتصالات ستقطع الطريق أمام كل هذه التخوفات، وعلينا ألا نفرح بكل هذه الإعلانات والدعايا، وعلى الشباب الذين نعلم ونعى جيدا احتياجاتهم المادية، وأن أبدا لن يستطيع أى منهم رفض عرض عمل بـ4 آلاف جنيه شهريا فى ظل ظرف اقتصادى دقيق - لن نتحدث عنه الآن - تمر به مصر، أن يحكم عقله ويقرأ التاريخ ويتعلم من الدروس السابقة وأن التهاون فيما يتعلق بمسائل الأمن القومى يجلب وراءه إما اقتصادًا خربًا أو فوضى مجتمعية أو محتلاً يقف على الأبواب.
إن أجهزة المخابرات فى دول بعينها تتحكم بالعالم الآن لديها إمكانية فك شفرات شرائح خطوط المحمول فى أى دولة للتنصت عليها دون الحاجة لاستئذان الدولة أو أى من شركات الاتصالات بها، لأنهم يمتلكون مفاتيح كل شريحة تنتج أو لنكن أكثر دقة هم يعرفون جيدا كيف يخترقون السيرفرات التى تحتوى على بيانات ومفاتيح شفرات الشرائح «الـ سيم كارت»، فما بالنا إذا ما وفرنا لها حاضنة معلوماتية مجانية تبث كل الاتصالات بل والأحاديث التى تدور فى أى موقع يوجد به هاتف محمول وإن كان مغلقا على مدار اليوم بأكمله وفى أى وقت ومن أى جهة.
إلى كل مستخدم ومالك للمحمول، عليك أن تعلم أنك تصطحب جاسوسا صغيرا فى كل خطواتك، وإلى شركات الاتصالات أنتم أهداف مشروعة لأجهزة استخبارات ليست ببعيدة عن ملفات كل عميل بشركتكم وحتى الموظفين لديكم.
لا نرغب فى أن نرى مصر وقد أصبحت بيتا بلا أبواب أو نوافذ وسط كل هؤلاء المتربصين، أو أن تصبح كفاتنة فى «زنزانة» المغتصبين، ولندعم شركة اتصالات وطنية «جديدة» يديرها وطنيون محبون لهذا البلد ولتخضع كل الشركات الأخرى لمتابعة دقيقة من باب «حرص ولا تخون»، فالوقت ليس فى صالح أحد ومن يرغب فى العمل والاستثمار فى مصر هذا حقه كما من حقنا أن نؤمن بلدنا، أما ما يدور الآن فى بلدنا وخارجها فله حديث آخر.. لكن لنعرف جيدا أنها دائرة ترتبط ببعضها والكل فيها يعى الدور المطلوب منه، فقط مقدمات ثم نتائج.
وفى النهاية فقد اعلنت شركة أورنج انها تعمل فى مصر بكل شفافية وانها بعيدة كل البعد عن الاتهامات الموجهة إليها.