الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

بضاعة د. عبدالعال

بضاعة د. عبدالعال
بضاعة د. عبدالعال




وائل لطفى  يكتب:

هل يعرف د. على عبدالعال. ما هو دور البرلمان؟
أشك.
البرلمان إذن هو الملعب السياسى لدولة ساحة التوافقات والمواءمات.. هو زمن التوازنات.. ومكان اللقاء بين المختلفين سياسيًا وثقافيًا وفكريًا هو سوق عكاظ السياسى.. كبير السوق هو رئيس مجلس الشعب الذى يفترض أن يكون بمثابة مايسترو ينظم الإيقاع بين الآلات المختلفة ويضمن ألا تتداخل أصواتها فيتحول العزف إلى نشاز.
ما مناسبة هذا الكلام؟
المناسبات كثيرة، وآخرها الجلسة التى خصصها مجلس الشعب للهجوم على الإعلام.. ولمناقشة تناول أحد البرامج لمجلس الشعب.. وكان من الغريب، بل والغريب جدًا، أن رئيس مجلس الشعب هو الذى قاد الهجوم على الإعلام.. وأنه بدلاً من أن يتولى ترشيد أفكار الأعضاء.. كان يقوم بالمزيد من التسخين.
من الوارد.. والوارد جدًا أن يتجاوز الإعلام فى حق مجلس النواب.. لكن هناك اختراعًا اسمه السياسة والحوار.. والتواصل.. وهى البضاعة التى يفترض أن يبيعها مجلس الشعب للمجتمع.
أو بالأصح هى ما يحتاجه المجتمع من مجلس الشعب.
لكن المجلس بقيادة رئيسه استبدل الحوار بالتهديد.. واستبدل التواصل بالوعيد.. وهو ما يكشف دون شك عن خلل فى رؤية مجلس الشعب لدوره.. وعن خلل فى وعىَّ رئيس المجلس بالدور الذى يجب أن يقود المجلس ليلعبه.. أما أكبر دليل على عدم وعى رئيس المجلس.. وعلى عدم فهمه للبضاعة التى يجب أن يبيعها للمجتمع، أو التى يحتاجها المجتمع منه.. أنه قام فى نفس الجلسة التى كان يدق فيها طبول التهديد ضد الإعلام.. بطرد النائب المعروف سمير غطاس لأنه قال رأيًا لم يعجب رئيس المجلس أو لأنه عبر عن رأيه بطريقة رأى فيها رئيس المجلس تجاوزا.. وكأن رئيس المجلس لم يسمع عن شىء اسمه الحوار.. أو عن اختراع اسمه الاحتواء.
فإذا أضفنا إلى هذا أن سمير غطاس ليس مجرد نائب عادى، ولكنه سياسى مخضرم.. لعب دورًا كبيرًا فى ثورة 30 يونيو.. وما سبقها.. وما تلاها من أحداث.. سنتأكد وقتها من سوء تقدير رئيس مجلس النواب للأمور.. ومن أن بضاعته التى يبيعها للناس فاسدة.. أو أنه لا يعرف ما هى البضاعة التى يجب أن يبيعها للناس.
خاصة أن هذه ليست الواقعة الأولى لرئيس المجلس فى الصدام مع النواب.. ولعل واقعة صدامه مع النائب الشاب أحمد طنطاوى مازالت ماثلة فى الأذهان.. وهى واقعة كبيرة ذات سبب تافه كان يمكن تلافيها بدعوة النائب على كوب شاى فى مكتب رئيس المجلس، والمعنى أنه إذا استمر الحال هكذا فإن مجلس النواب سيتحول من سند للنظام إلى عبء على النظام.. ومن أداة لتخفيف الاحتقان السياسى إلى سبب لزيادة الاحتقان السياسى ومن ساحة للحوار إلى ساحة للشجار.
 ومن الغريب. بل والغريب جدًا أن نجد أن رئيس أكبر مؤسسة سياسية فى مصر.. فى حاجة لدورة تدريبية فى السياسة.. لكن هذا ما شاءت به الأقدار.