الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

متحدثاً فى ضيافة الصالون الثقافى لـ«روزاليوسف».. صبحى الفحماوى: الكاتب ضمير الأمة وعليه الانشغال بمجتمعه لا بنجاحه الفردى

متحدثاً فى ضيافة الصالون الثقافى لـ«روزاليوسف»..  صبحى الفحماوى: الكاتب ضمير الأمة وعليه الانشغال بمجتمعه لا بنجاحه الفردى
متحدثاً فى ضيافة الصالون الثقافى لـ«روزاليوسف».. صبحى الفحماوى: الكاتب ضمير الأمة وعليه الانشغال بمجتمعه لا بنجاحه الفردى




أدار الندوة - خالد بيومى

أعدها للنشر -  إسلام أنور

تصوير – أيمن فراج

ضمن فعاليات صالون روزاليوسف الثقافى، عقدت مساء الأحد الماضى ندوة لمناقشة المجموعة القصصية «كل شىء للبيع» للكاتب الأردنى صبحى الفحماوى بحضور الناقد الأدبى الدكتور عزوز إسماعيل والكاتب والروائى المصرى سمير الفيل، وأدار اللقاء الزميل الصحفى خالد بيومى.
فى البداية أشار «بيومى» إلى أن صبحى الفحماوى كاتب يعشق السفر وقضى جزء كبير من حياته بمصر ودرس فى جامعة الإسكندرية، كتابات صبحى متنوعة ما بين الرواية والمسرح والقصة والنقد، وفى مجموعته القصصية الجديدة «كل شيء للييع» يقدم بلغة ممتعة وأسلوب شيق مئات القصص القصيرة جدًا التى تشتبك مع واقعنا العربى وحياتنا المعاصرة.

ومن جانبه قال الدكتور عزوز إسماعيل: إنتاج صبحى الفحماوى غزير وثرى ومتنوع، ما بين الرواية والمسرح والقصة، وقصص الفحماوى موجزة ومدهشة، فالأدب هدفه الرئيسى الإمتاع ويتحقق من خلال متعة السرد واللغة والثقافة المتنوعة، وهذا ما نجح فيه الفحماوى فى مجموعته « كل شيء للبيع» فبداية من غلاف الكتاب الذى يحمل معانى متعددة ودالة مرورا بالإهداء فى أول الكتاب لأبو الفرج الأصفهانى صاحب كتاب الأغانى ووصلا لقصص المجموعة يأخذنا الفحماوى فى رحلة ممتعة، تؤكد أن فن الفن القصة مازال حاضرَا بقوة فى المشهد الثقافى العربى وقادرًا على مجاورة الرواية التى تتصدر المشهد الثقافى العام.
وأضاف عزوز فى قصة هدية يقدم الفحماوى مقارنة بين المرأة فى العالم العربى والعالم الغربى وبعد اكتشاف الذات من خلال الآخر، ولا يقدم الفحماوى حكما مطلقاً على أى من شخصياته بقدر ما يرصد المفارقات و يسلط الضوء على المواقف البسيطة التى تمر علينا يومياً دون أن ننتبه لها، ويصنع الفحماوى علاقة حوار مع القارئ عبر تركه لفراغات يكملها القارئ والاعتماد على النهايات المفتوحة فى بعض القصص، وفى قصة «مؤتمر صحفي» يرصد الفحماوى منظومة العدالة المحتلة فى المجتمع وحالة الفساد فى المؤسسات الحكومية التى تحتل قدر كبير من العبثية والفانتازيا.
وقال الروائى سمير الفيل: يهدى الفحماوى قصصه للأصفهانى مذكرا بمن علمه القص والحكاية ومؤكداً على أهمية التراث العربى الغنى بالفنون والأدب والعلوم.
وأضاف تتميز قصص الفحماوى القصيرة بالتكثيف عبر مواقف بسيطة وعابرة لكن الكاتب ينطلق منها إلى عوالم مختلفة من خلال عين الكاتب اليقظة التى تلتقط التفاصيل الصغيرة وتصنع منها حكايات مدهشة، من خلال قماشة سرد رقيقة وممتعة تختلف من نص لآخر، معتمدا على المزج بين البناء القصصى المركب والبسيط، مع حضور بارز للسخرية والحكمة والتراث لتكن مرآة للحظة الحالية.
ومن جانبه قال الكاتب الأردنى من أصل فلسطينى صبحى الفحماوى أشعر بسعادة كبيرة بتواجدى فى مصر، وفى مؤسسة روزاليوسف العريقة التى تمثل التقاء سوريا بمصر من خلال السيدة  فاطمة روزاليوسف التى أسست مدرسة صحفية مميزة، خرج منها عشرات الكتاب والمبدعين فى شتى المجالات.
وأضاف الفحماوى أنا عاشق للمسرح ودخولى عالم الكتابة كان من خلال بوابة المسرح ودرست شكسبير ومولر وباقى الكتاب الكبار، والمسرح فى مصر كان رائع فى عقود ماضية، لكننا الآن نعيش فى عصر غاب فيه المسرح وفى ظل السرعة الكبيرة فى كل من حولنا أصبح القارئ يميل للقصص القصيرة والأعمال التى تعتمد لى التكثيف، لذلك فكنت حريصاً بجانب كتابتى للمسرح والرواية على أن أكتب القصص القصيرة جدًا.
وأكمل الفحماوى الأقصوصة أو القصة القصية جداً أى كان المسمى أصبحت ضرورة  فى زمن الفيس بوك، الذى فتح أبواب للحوار المباشر والآنى بين الكاتب والقارئ.
وأوضح الفحماوى أن الأوطان العربية تعيش مرحلة من التدمير، ودور الكاتب فى هذه المرحلة ان يكون جاداً فيما يكتب الحقيقة ويعبر عن واقع وأزمات مجتمعه، فالكاتب هو ضمير مجتمعه وعليه أن يهتم بقضايا مجتمعه لا بنجاحه الشخصي، ويكشف المشاكل والأزمات التى يعيشها الناس فى الواقع حتى نستطيع تغيرها.
وأضاف الفحماوى السخرية واحدة من الأدوات الفنية المهمة التى تمنحنا القدرة على سحب بساط السطوة والقوة من كل ظالم ومتعجرف، وأكد الفحماوى على أن التفاوت الطبقى الكبير الذى تعيشه مجتمعاتنا العربية يهدد السلم الاجتماعى ويجعل هناك حالة من الشعور بالقهر والظلم لدى قطاعات عريضة من الشعب العربي، مشيرًا إلى أن الرأسمالية تلتهم أوطننا العربية، وصار رأس المال يشترى كل شيء من الأخلاق للتاريخ وصولًا للضمائر.
وفى الختام تحدث الفحماوى عن كون «ألف ليلة وليلة هى الرواية الأم» ولم يتأثر بها الكتاب العرب فقط بل معظم الكتاب حول العالم، مؤكدًا على ضرورة إهتمامنا بتراثنا العربى المتنوع والثرى.
يذكر أن صبحى الفحماوى من مواليد عام 1948، حصل على بكالوريوس هندسة زراعية من جامعة الإسكندرية عام 1969 وعلى دبلوم دراسات عليا فى هندسة الحدائق من جامعة لوس أنجلوس –أمريكا عام 1983، عمل محرراً فى جريدة الرأى خلال السنوات 1975 – 1980 ، وعمل فى مجال هندسة الحدائق، بالإضافة لعمله سابقاً مديراً لتحرير مجلة سامر للأطفال، ورئيس تحرير لمجلة المهندس الزراعى التى تصدر عن نقابة المهندسين الزراعيين، ورئيس تحرير مجلة الزراعة فى الأردن التى تصدر عن وزارة الزراعة ورئيس تحرير مجلة المزرعة والحديقة التى كانت تصدر فى قبرص وتطبع فى الأهرام.
وهو عضو رابطة الكتاب الأردنيين، واتحاد الكتاب العرب، وعضو نقابة المهندسين الزراعيين، وجمعية مهندسى الحدائق الأمريكية، وجمعية البيئة الأردنية.
كتب نصوصاً مسرحية، منها مسرحية ثورة الفلاحية التى حازت على الجائزة الأولى فى جامعة إسكندرية مصر وحصلت على الميدالية الذهبية عام 1969، ومسرحية فى انتظار الضوء الأخضر المنشورة فى مجلة الموقف الأدبى السورية عام 1974، ومشاهد مسرحية المنشورة فى مجلة أفكار، وله العديد من الأعمال الروائية منها «عذبة، الحب فى زمن العولمة ، وصديقتى اليهودية، وعلى باب الهوى»، وصدر له العديد من المجموعات القصصية منها «موسم الحصاد الحزين، ورجل غير قابل للتعقيد، وصبايا فى العشرينيات، والرجل المومياء، وكل شىء للبيع».
وحصل صبحى فحماوى على جائزة الطيب صالح عام 2014 عن مسرحية بعنوان «حاتم الطائى المومياء»، وحصل من وزير الثقافة الفلسطينى على درع «معرض رام الله الدولى للكتاب» 2014 وحصل على الجائزة الأولى، والميدالية الذهبية، فى التأليف المسرحى فى جامعة الإسكندرية.