الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

إمبراطورية الجزارين ترفع شعار: ممنوع الاقتراب لمحدودى الدخل




يبدو أن ثورة 25 يناير انهت حكماً استمر 30 عاماً ولكنها فشلت فى القضاء على جشع جزارى اللحوم، إذ تتكرر المأساة كل عام بحلول عيد الأضحى المبارك لترتفع أسعار اللحوم والأضاحى بشكل جنونى لا يتوقف مع رواتب الموظفين ومحدودى الدخل.
 
ففى محافظة المنيا وصل سعر كيلو اللحم البلدى لأكثر من 70 جنيها فى بعض المناطق بعدما انفرد الجزارون ببيعها بخلاف منفذ وحيد تابع للقوات المسلحة بسعر 47 جنيها للكيلو وذلك لتوقف مشروع التسمين «البتلو» الذى أنشأته المحافظة بسبب مرض الحمى القلاعية الذى داهم المواشى ووجود خسائر بالمشروع.
ويقول الدكتور محمد مصطفى مدير عام الطب البيطرى بالمحافظة أنه تم عرض مذكرة على الدكتور مصطفى عيسى محافظ المنيا بشأن إعادة مشروع التسمين بعد استقرار الأوضاع مشيرا إلى أن هناك خطة لإحكام الرقابة بالمنيا منعا لبيع لحوم غير صالحة وخاصة مع قرب عيد الأضحى حيث يتم فرض الرقابة على الجزارين فى حملات مشتركة مع مباحث التموين والرقابة على محلات بيع اللحوم المستوردة.
 
مضيفا أنه كان هناك مصدر آخر ولكنه توقف وهى اللحوم الأثيوبية والتى كانت تذبح بمجازر سفاجا أما اللحوم السودانية والتى تباع بـ 47 جنيها فهى محدودة ولا توجد سوى بمحل أو اثنين بكل مركز فى المحافظة.
 
وسيطرت حالة من الاستياء على المواطنين لارتفاع الأسعار وخاصة مع اقتراب عيد الأضحى حيث وصل سعرها بالقرى لـ 65 جنيها للكيلو، حتى اللحوم البرازيلية والتى تباع بالمجمعات الاستهلاكية الكبرى بالمحافظة فارتفع سعرها من 32 جنيه للكيلو لـ 40 جنيها.
 
بينما اختفت مبادرة جماعة الإخوان المسلمين فى توزيع اللحوم المجمدة والتى كانت توفرها بالتعاون مع القوات المسلحة بـ 38 جنيه للكيلو بعد حل مجلس الشعب وكأنها لحوم انتخابية.
 
وينتظر عدد كبير من المواطنين من محدودى الدخل شوادر اللحوم التى تقيمها المحافظة بالوحدات المحلية لبيع اللحوم البلدية من مشروع التسمين بسعر 32 جنيها والمستوردة بـ 28 جنيها.
وفى البحيرة: أكد المحافظ مختار الحملاوى على تشديد الرقابة على محلات بيع اللحوم والمجازر من خلال شن حملات ضخمة لفرض الرقابة على الأسواق ومنع التلاعب بأسعار اللحوم.
 
وأضاف المحافظ بأنه تم اقامة عدة شوادر لبيع اللحوم باسعار زهيدة فى متناول الأسرة غير القادرة بأسعار تبدأ من 42 جنيها بدلا من بيعها فى محلات الجزارة بسعر 65 جنيها للكيلو البقرى و75 للبتلو.
 
إلى ذلك.. أقام حزب الحرية والعدالة عدد من الشوادر لبيع اللحوم بمراكز شبراخيت وكفر الدوار ودمنهور بأسعار تبدأ من 40 جنيها للحوم البقرى و50 جنيها البتلو.
 
ومع دخول موسم عيد الأضحى المبارك توالى أسعار اللحوم الحمراء ببنى سويف ارتفاعها ليصل سعر كيلو لحم الأبقار إلى 60 جنيها والضأن إلى 70 والجاموسى 50 فيما شهدت أسعار الأضاحى زيادة فى أسواق القرى 10 و 15٪ مقارنة بالعام الماضى.
 
يقول محمد سيد صاحب محل جزارة: الاسعار ثابتة منذ أكثر من 6 أشهر وإذا تم توفير العلف والردة ستنخفض أسعار اللحوم.
 
تقول رجاء محمد «ربه منزل»: لا يوجد تغيير بعد الثورة فالحال كما هو والأسعار مستمرة فى الارتفاع حيث قمنا بذبح خروف كأضحية فى العام الماضى بـ 1200 جنيه والحالى وصل سعره إلى 1500 جنيه مما دفعنى لصرف النظر عن الضحية هذا العام واشتريت 10 كيلو لحمة بـ 60 بالتقسيط.
 
وقال أحمد حسين 64 عاما على المعاش: «معاشى لا يكفى الغلاء وكنت اشترى 4 كيلو لحم وفرختين لتوزيعها على مدار الشهر الآن اشترى 3 والباقى فراخ وأشارت عواطف كامل موظفة إلى أن ارتفاع أسعار اللحوم هذا العام ملاحظ جدا وقالت أنها كانت تشترى 5 كيلو لحوم واضطرت إلى الاكتفاء بـ 2 فقط فمع ارتفاع الأسعار لابد أن يتم رفع الراتب ولكن السرعة فى زيادة الأسعار يقابلها ثبات فى الأجر.
 
على الجانب الآخر.. اكد العميد أحمد زكى رأفت سكرتير عام مساعد محافظ بنى سويف أن المحافظة فى طريقها لإحداث توازن غير مسبوق للتغلب على أسعار اللحوم المرتفعة حيث نجح المستشار ماهر بيبرس محافظ بنى سويف فى إقامة عدة شوادر لبيع اللحوم البلدية والأثيوبية فى المناطق الشعبية وطرحها فى الأسواق بسعر 40 جنيها كما تم الاتفاق مع المجازر لطرح كميات من الدجاج تصل إلى 15 طناً يوميا بسعر 13.5 جنيه للكيلو.
 
فى الدقهلية ارتفعت أسعار اللحوم رغم انخفاض أسعار المواشى وعزوف المواطنين عن شراء اللحوم البلدى التى وصلت إلى 70 جنيها فى المدن و55 جنيها فى القرى وغياب الرقابة من الطب البيطرى والتموين.
 
يقول أبو حمادة ليلة جزار 38 سنة أنه يقوم ببيع اللحوم البلدى بأسعار مناسبة لأسعار المواشى تبدأ من 40 جنيها حتى 55 جنيها للكيلو فى القرية بينما ترتفع الأسعار فى المدن لأكثر من 90 جنيها نظرًا لارتفاع أسعار العمالة وإيجار المحلات والأعلاف.
 
ويقول مفيد قبية تاجر مواشى أن الربح الكبير يصب فى النهاية للجزار والعبء الأكبر على المواطن والمربى الذى يتحمل مخاطر التربية وارتفاع أسعار الأعلاف وإيجارات الأراضى الزراعية مطالبا الحكومة بتبنى مشاريع الثروة الحيوانية من إقامة محطات لتربية المواشى وكذلك تشجيع الشباب للعمل فى تربية الدواجن وتخفيف القيود فى إقامة المزارع وبذلك ستقضى على ظاهرة الارتفاع الجنونى للأسعار وتمكن المواطن البسيط من الحصول على «قطعة لحمة».
 
ويناشد المواطن فؤاد البرعى الدولة بالتدخل لحل مشكلة الأمن الغذائى حيث أصبحت الطماطم سلعة نادرة وكذلك اللحوم وصل سعرها لمائة جنيه وكيلو الفراخ البلدى 15 جنيها والبيضاء 13 جنيها كما ارتفعت أسعار اللحوم المجمدة إلى 34 جنيها مع ارتفاع باقى أسعار الخضروات والبقوليات فكل ما يعيش فيه المواطن عكس ما كانت تنادى به ثورة 25 يناير فلا توجد عدالة اجتماعية فى المأكل والمشرب التى هى ضرورة الحياة.
 
واتهمت السيدة السعيدالنظام الحاكم بالتفرغ للانتقام من الخصوم وترك مصر على مشارف مجاعة فأقل وجبة لأسرة من 3 أفراد تتكلف 50 جنيها بدون لحوم.
 
وإذا تجرأوا واقتربوا من محال الجزارة ستكون الوجبة باقل تقدير 120 فلا يوجد قرار واحد من أجل المواطن البسيط منذ الثورة ولم يلمس المواطن أى تقدم أو تخفيف عن معاناتهم ونعيش عصر الأرقام والبيانات والإحصاءات التى لم نأكل منها أو نشرب.
 
ويقول تامر ثروت مندوب الاشتراكات «نحن لا نرى تحرك الإخوان ببيع سلع أو لحمة سودانى إلا مع الاقتراب من الانتخابات أو غرض سياسى فأصبح المواطن يعلم علم اليقين أن توزيع الزيت أو بيع اللحمة بسعر أقل من السوق مرتبط بوجود مناسبة مؤكدا أن الفترة المقبلة سينعم الشعب باللحمة والسلع الغذائية لاقتراب التصويت على الدستور وانتخابات الشعب خاصة مع انخفاض شعبيتهم فى الشارع.