الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

قرى المنوفية تكتسى بالسواد حزناً على غرق 12عاملا فى «الرياح البحيرى»





اقارب الضحايا يتشحن بالسواد
 
 
عاش عدد من قرى المنوفية فى حالة من الذعر والقلق مساء أمس الاول بعد سقوط سيارة ميكروباص على متنها أكثر من 20عاملاً زراعياً فى مياه النيل أثناء استقلالها معدية نيلية بقرية علقام فى البحيرة مما أدى غرق 14عاملا واصابة 6 آخرين. 
 
«روزاليوسف» قامت بجولة داخل القرية التى شهدت هذه المأساة حيث طالب الاهالى بضرورة عمل كوبرى مشاة امام القرية والقرى المجاورة للربط بين الجانبين.
 
وارجع اهالى القرية الحوادث المتكررة على هذه المعدية لوجود لها اكثر من شريك لها حوالى 24شخصا من اهالى القرية كل شخص يأخذ ايجاره لمدة يوم ولا يوجد اهتمام بها او بالارواح التى تنقلها وفى الاوراق الرسمية فهى ملك واحد فقط يدعى ماهر على ناصف 57 سنة، كما انه لا يوجد تفتيش او صيانة دورية للمعدية وهو ما ادى الى هلاكها.
 
قال صبرى احمد سلطان من اهالى القرية انها ليست الحادثة الاولى للمعدية فقد سبق غرق إحدى السيارات وكانت محملة عمال زراعيين ايضا مضيفا ان المعدية ليست بها وسيلة امان من الخلف وان ما حدث خطأ من سائق المعدية حيث ان المعدية كانت تأتى بسرعة حصل رد فعل ما ادى الى رجوع السيارة الى الخلف وسقوطها.
 
واضاف صبرى أن من المفترض ان تكون حمولة المعدية 3 سيارات فقط ووجود وسائل امان وهو لم يتوافر بها الى جانب انتشار المعديات على طول الطريق على بعد 1 كم بين المعديات وتخدم القرى الواقعة على الطريق كما انتقلت «روزاليوسف» الى قرية برهيم التابعة لمركز منوف محافظة المنوفية التى عاشت أمس مأساة إنسانية حيث لقى 7 أشخاص من ابنائها مصرعهم فى حادث غرق الميكروباص بالسواد حزنا على وفاة راندا أحمد خميس 17 سنة وشقيقها محمد 18 سنة غير متعلمين واضطرا للعمل عمال يومية بعد وفاة والدهما الذى كان يعمل عاملا باليومية أيضا ولم يترك معاشا لاسرته.
 
وقالت فوزية عبد العظيم 42 سنة - والدة المتوفين ان راندا كانت مخطوبة من سنة وتستعد لزفافها وتعمل 10 ساعات يوميا فى مزارع مدينة السادات ويوميتها لا تتعدى 20 جنيهاً.
 
واضطرت هى وشقيقها محمد للعمل للمساعدة على الحياة وقضاء احتياجات الاسرة.
 
 واتهمت والدة المتوفين المسئولين عن غلق كوبرى كفر داود بالمسئولية عن غرق ابنيها مؤكدة ان المعديات متهالكة وغير مراقبة من المسئولين وتطالب بتوفير بديل فى حالة غلق الكوبرى بخلاف المعدية التى تلقى بحياة أبنائهم فى الهلاك.
 
وعلى بعد أمتار اكتسى بيت آخر بالسواد والحزن داخل القرية لفقدان إحدى البنات ونجاة أخرى من الموت المحقق وأكدت رضا محمد زكى والدة الضحية أن لديها 3 بنات وولدين منهما واحد مجند والثانى حاصل على دبلوم وزوجها مصاب بعجز وغير قادر على العمل.
 
وأضافت والدموع تنهمر من عينها أن ابنتها آية 13 سنة لقت مصرعها عقب غرق السيارة التى كانت تستقلها هى وشقيقيها تهانى 17 سنة، والتى راح ضحيتها الاولى ونجت الثانية.
 
أما آية الطالبة فى الصف الثالث الاعدادى فتذهب للمدرسة يوما وتعمل يوماً وكانت تتمنى أن تلتحق بالجامعة.
 
وتروى تهانى أحدى الناجيات من الحادث منذ أسبوع فقط ذهبت للعمل باليومية بإحدى المزارع بسبب ظروف الاسرة ومصاريف الاسرة والعمل 10 ساعات يوميا ونصف ساعة فقط راحة.
 
ويوم الحادث استقلت المعدية صباحا وكانت مكدسة بالسيارات وفى المساء شهدت أيضا تكدسا ملحوظا والجميع يريد العودة الى منزله نتيجة عدم وجود بديل غير المعدية وبعد العبور بالسيارة اختلت عجلة القيادة فى يد السائق وسقطت فى المياه أصيبت بحالة إغماء ولم تستعد وعيها الا بعد ساعات بسيارة الاسعاف ووجدت أختها وأحدى صديقتها ملقاة على سيارة نصف نقل ولقيا مصرعهما.
 
وتطالب تهانى بضروة محاسبة المسئولين عن موت أختها وضياع حلمها فى الحياة.
 
 كما اتشحت قرية صنصفط بمركز منوف بالسواد بعد فقدان 4 شباب من ابناء القرية حيث شيعت القرية جثث 4 من ضحايا غرق الميكروباص فى البحيرة اثناء عبورهم بمعدية علقام وهم احمد فوزى حسن وكرم نوفل وواسامة عبدالفتاح ومحمود عبد الصبور.
 
ومن داخل القرية اكد شقيق احمد فوزى حسن البالغ من العمر 21 سنة الذى لقى مصرعه فى الحادث ان شقيقه هو الاخ الاصغر لهم حيث لديه 6 اشقاء وبنتان ووالده بالمعاش انهم علموا الخبر مساء الاحد بمصرع شقيقه غرقا اثناء عودته من العمل وتوجه هو واشقاؤه لاستلام جثة شقيقهم بعد التعرف عليه. 
 
وأوضح أحمد أنه كان اليوم الثانى له للعمل ضمن مجموعة من الاشخاص فى المزارع حيث إنه بدون مؤهل وكان يعمل باليومية داخل القرية والقرى المجاورة وانها كانت المرة الاولى للذهاب الى العمل بالمزارع حتى يلقى حتفه ضمن مجموعة اشخاص يتبعون مقاولاً، واشار الى انهم كانوا لا يعلمون شيئاً عن عمله سوى انه يخرج يوميا من الساعة السابعة صباحا ويعود ليلا.
 
وألمح الى انها ليست المرة الاولى لوقوع مثل هذه الوقائع حيث إن هناك عائلة بأكملها لقيت مصرعها غرقا فى إحدى المعديات مطالبين بانشاء كوبرى يربط بين محافظتى المنوفية والبحيرة.
 
وعلى بعد عدة امتار من منزل الضحية وفى شارع واحد شيعت اسرتان ابناءها وهم اسامة عبد الفتاح حماد 17 سنة وهو الاخ الاوسط بين اشقائه أحمد فى الصف الخامس الابتدائى وجيهان 18 سنة اكدت خالة الفقيد ان ابن شقيقتها بالصف الثالث الاعدادى كان معتاداً على العمل ضمن مجموعة اشخاص وكان يذهب الى المدرسة بين الحين والآخر ووالده يعمل عامل بالمسجد وانهم تلقوا الخبر من أهالى قرية أبو الخاو بمصرعه.
 
وفى المنزل المجاور للفقيد فقد عبدالصبور عبد الله نجله الوحيد محمود 20 سنة والذى كان فى آخر سنة فى الدبلوم الفنى و اكد ان نجله يعمل منذ صغره لمساعدته ووالدته متوفية منذ عامين وهو يعمل منذ صغره لمساعدتى حيث انى اعمل بالاوقاف.
 
وأضاف انه اثناء عودته من صلاة المغرب اخبره الاهالى بالخبر ومصرع نجله فى حادث المعدية وانتقل هو واسرته واستلم جثة نجله وتم دفنه بمقابر الأسرة بالقرية، أرجع سبب وقوع الحادث الى إغلاق كوبرى كفر داود، حيث اضطروا الى استقلال السيارة المعدية للعبور الى المزارع.
 
وفى منزل صغير اجتمعت السيدات لاداء واجب العزاء فى كرم نجاح نوفل البالغ من العمر 17 عاما وهو الابن الاكبر لوالده وله اخ صغير محمد يبلغ من العمر 10 سنوات، ولم يتمالك والده نفسه من البكاء لفقدان العائل الوحيد لهم حيث اكد ان نجله فى الصف الاول الثانوى وكان يذهب للعمل فى فترة الاجازات بين الحين والآخر لمساعدتى فى المعيشة.
 
وأضاف انه علم بنبأ الوفاة مساء امس من أحد أصدقائه وذهب الى الوحدة الصحية بقرية أبو «الخاو» للتعرف على نجله مناشدا المسئولين بالاهتمام بالفقراء الذين تزهق ارواحهم دون اهتمام او عناية.
 
 وفى سياق آخر قررت النيابة العامة برئاسة المستشار عماد غنيم المحامى العام لنيابات جنوب البحيرة وقف تشغيل معدية علقام التى سقطت السيارة من على متنها وطلبت ملفاً من الوحدة المحلية وتشكيل لجنة من الملاحة النهرية لبحث مدى توافر وسائل الأمان فى المعدية.