الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

مصر اليوم أشبه بتركيا الأمس




بقلم : كواميلا أونيل
نقلا عن صحيفة توداي زمان التركية
الناطقة باللغة الانجليزية
 
 
 
إن الأحداث التى شهدتها مصر خلال الأسبوعين الماضيين تذكرنا بالأحداث التى شهدتها تركيا فى الماضى القريب.فكل من الجيش والقضاء يتداخلان فى الحياة السياسية فى البلاد بل وزاد اتساع الهوة بين الليبراليين والمحافظين والعلمانيين ولم يصبحوا قادرين على الاتفاق على ما يمكن صياغته عند كتابة الدستور الجديد فى البلاد. والأكثر من ذلك لم يعد معروف أى الأنظمة سيكون المفضل هل تباع النظام البرلمانى أم النظام شبه الرئاسى. وعانى الاقتصاد من هبوط حاد بل وباتت جميع المجالات الثقافية والصحية والتعليم والسياحة مهددة جراء تلك الأزمة الاقتصادية الوشيكة.
 
وتواجه مصر الآن نفس المشكلات التى واجهتها تركيا فى الماضى ولكن الأكثر خطورة أن تركيا ظلت طيلة عدة سنوات تناضل وهى الآن فقط تتخذ خطوات نحو حل تلك المعضلات.
 
 
ولكى تستطيع مصر مواجهة تلك المشكلات فمصر بحاجة إلى رئيس مثل تورغوت أوزال أو «رجب طيب أردوغان».ففى الثمانينيات قدم أوزال إلى تركيا سبل التقدم والإنجاز والسير على الدرب ومع بداية حكم أردوغان عهد لإتخاذ خطوات مهمة لانعاش الاقتصاد الذى يعانى من الركود والانكماش وعمل على ترسيخ الاستقرار السياسى فى تركيا.
 
وتكمن السمات المشتركة بين كل من أوزال وأردوغان حول الورع والتقوى والتمتع بالكارزيما ولهما صفة «رجل الشعب» وعمل كل من الزعيمين على احتضان جميع فصائل المجتمع دون استثناءات ولم تكن مواقفهم نابعة من أهوائهم بل وكان تطوير البلاد وتنميتها إلى الأفضل هو جوهر برامجهم الرئاسية.
 
وتحتاج مصر الآن لقائد وزعيم يتمتع بتلك الصفات فهل هناك من يحمل تلك الصفات بين هؤلاء المرشحين لخوض غمار الانتخابات الرئاسية الأولى فى مصر ما بعد مبارك؟ فالإجابة على مثل هذا السؤال هى حقا صعبة.ولكن كل ما نستطيع قوله هو إن البلاد فى أشد الحاجة إلى قائد يستطيع قيادة الحكومة ولديه القدرة على استعادة الثقة مع الشعب التى تبددت خلال العقود الماضية.
 
ولكى تتغلب مصر على المعوقات التى تواجهها فيجب أن تمضى نحو كتابة الدستور والانتخابات الرئاسية دون التسبب فى حدوث أزمة أكبر، وفى النهاية، يجب على القوى الحاكمة النظر إلى المصلحة العامة للبلاد وتعليتها على مصالحهم الشخصية ولا شك أن الجهود التى يبذلها الجيش الذى يتدخل بشكل مباشر فى عملية صياغة الدستور وتحديد المرشحين للرئاسة للحفاظ على قوته يلحق ضررا كبيرا بالبلد.
 
فعندما قامت تركيا فى الحد من قوة الجيش استطاعت إحراز التقدم فى المجالات السياسية والاقتصادية والدبلوماسية فعلى مدى سنوات طويلة قدم الجيش التركى نفسه على أنه حامى الاستقرار فى البلاد ونحن الآن نرى أن الجيش المصرى يروج لنفس الفكرة.
 
 
وينبغى على أى حكومة ستتولى زمام البلاد أن تعى أنها ستواجه الكثير من المشكلات والعراقيل لذا يجب عليها ان تنجح فى وضع نهاية للتوترات السياسية الراهنة فى أقرب وقت ممكن.