الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

إضافات أعلاف «بير السلم» تهدد الثروة الداجنة

إضافات أعلاف «بير السلم» تهدد الثروة الداجنة
إضافات أعلاف «بير السلم» تهدد الثروة الداجنة




حذر أطباء بيطريون من خطورة ظاهرة ظاهرة أعلاف الدواجن التى تنتجها مصانع « بير السلم» بعدد من المحافظات، والتى يتم ضبط بعضها بين الحين والآخر.
وأوضح الخبراء أن استمرار هذه الظاهرة، قد يعرض صغار المربين لخسائر فادحة، نتيجة ارتفاع معدلات النفوق فى القطعان، والناجمة عن السالمونيلا أو السموم الفطرية، نتيجة إضافة مخلفات المجازر كبروتين حيوانى للأعلاف بطريقة تفتقد للحرفية التى تتم بها إضافة مثل تلك المخلفات فى المصانع المعتمدة.
ورصدت - روزاليوسف - قيام بعض أصحاب المزارع وتجار الأعلاف، ومصانع «بير السلم» بعدد من قرى محافظة الغربية، بتجفيف أحشاء الدواجن وطحنها، لإضافتها لأعلاف الدواجن كبروتين حيواني.
قال الدكتور هشام إبراهيم - الباحث بقسم الدواجن بمعهد الإنتاج الحيواني- إن التخوف من استخدام مخلفات المجاز فى علائق الدواجن، يكمن فى أن مصانع «بير السلم» قد لا تتم عملية طهى هذه المخلفات بشكل جيد، وفقا للمعايير المعروفة، ومن ثم تتم المراحل اللاحقة من التجفيف والطحن، بشكل غير جيد، وهو مايؤدى إلى نمو بكتيريا وظهور السالمونيلا، الأمر الذى ينتج عنه أضرار فادحة لقطيع الدواجن الذى سيتغذى على مثل هذه الأعلاف أو العلائق.
ويضيف الدكتور هشام، إن العلائق والأعلاف التى تطرحها مصانع «بير السلم» قد ترتفع فيها نسبة السموم الفطرية، مما يؤدى لارتفاع نسبة نفوق الدواجن بالقطيع، بالإضافة لانخفاض معدلات التحويل، مايساهم فى خسائر فادحة للمربي، خاصة إذا كان من صغار المربين.
ويطالب الباحث بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني، المربين بشراء الأعلاف والعلائق من مصادر معروفة وموثوق فيها، وألا يدفعهم ارتفاع أسعار الأعلاف فى ضوء ارتفاع أسعار الدولار، خاصة أننا نستورد 90% من مكوناتها من الخارج، للجوء لمنتجات مصانع «بير السلم» التى قد تعرضهم لخسائر فادحة فى قطعان الدواجن التى يقومون بتربيتها.
من جانبه قال الدكتور عبدالعزيز السيد - رئيس شعبة تجار الدواجن بالغرفة التجارية بالقاهرة - إن لجوء بعض المربين لاستخدام مخلفات المجازر وطحنها أمر خطير جدا على قطعان الدواجن، ولا يمكن لصاحب مزرعة المخاطرة بمثل هذا الأمر، فى ظل التخوف من نقل هذه الأحشاء للبكتيريا والأمراض التى قد تهدد القطيع الموجود بالمزرعة.
وأوضح السيد أنه قد يلجأ لمثل هذه الطريقة بعض صغار المربين، من خلال القيام بطهى هذه المخلفات جيدا خاصة مربى « البط» مؤكدا أنه لا يمكن لأى مرب يعرف خطورة مثل هذه الإضافات المجازفة بمالديه من قطيع وإضافة هذه المخلفات كبروتين حيوانى للأعلاف التى يستخدمها لتغذية الدواجن بمزارعه.
ويرى الدكتور ثروت الزينى - رئيس لجنة الأعلاف باتحاد منتجى الدواجن - إن المجازر الكبيرة تقوم حاليا بشراء معدات حديثة جدا تعرف بإسم « الكوكيز» والتى يصل سعر الوحدة منها إلى 100 ألف دولار.
تستخدم أحدث التقنيات لمعالجة المخلفات وطحنها وإضافتها كبروتين حيوانى للأعلاف وفقا للمواصفات والمقاييس العالمية المتعارف عليها.
وأشار الزينى إلى أن النسبة التى يتم إضافتها من البروتين الحيوانى للأعلاف هى 2 إلى 3 % على الأكثر، من تلك المخلفات التى تم معاملتها وطحنها تحت درجة حرارة لا تقل عن 180 درجة مئوية.
وأوضح رئيس لجنة الأعلاف باتحاد منتجى الدواجن أن هناك نقصا حاليا فيما يخص البروتين الحيوانى مما دفع غالبية مربى الدواجن للاتجاه للبروتين النباتى الناتج عن فول الصويا والذرة.
وحذر الزينى المربين من خطورة شراء البروتين الحيوانى من مصانع « بئر السلم» لأنها قد تسبب له كارثة فى القطيع الذى يقوم بتربيته خاصة أنها تنقل أمراض بكتيرية كالسالمونيلا والتيفود وغيرها من تلك الأمراض التى قد تسبب ارتفاعا فى نسبة النفوق، لأنها عبارة عن بروتين من مصدر ملوث وغير آمن ومن ثم لا يمكن ضمانه.
وفى سياق متصل قال عيد حواش - المتحدث الرسمى لوزارة الزراعة - أنه خلال الثلاثة أشهر الماضية تم ضبط 9 مصانع لأعلاف الدواجن فى ثلاث محافظات مختلفة تعمل بدون ترخيص، حيث تم ضبط مصنعين بمحافظة الغربية، و5 مصانع بمحافظة الدقهلية ومصنعين بمحافظة القاهرة، لافتا إلى أنه تم أيضا ضبط 7 مصانع أخرى بمحافظات الدقهلية والغربية والإسماعيلية والبحيرة والمنوفية، مخالفة للمواصفات.
وأشار حواش إلى أنه تم تحرير المحاضر اللازمة ضد تلك المصانع وغلقها، لعدم الاضرار بالثروة الداجنة، وصحة المواطنين، لافتا إلى أن تلك الحملات سيتم تكثيفها للمرور بكافة المحافظات والمراكز والقرى المختلفة، لمراقبة منافذ بيع ومحال الاتجار فى الأعلاف، والمصانع بكافة أنحاء الجمهورية، وذلك للحفاظ على الثروة الحيوانية والداجنة فى مصر.
وتابع المتحدث الرسمي، أن الوزارة حريصة على ازدهار الصناعة المحلية للأعلاف، وتنميتها، مما يساهم فى تنمية الثروة الحيوانية والداجنة فى مصر، مؤكدا أنه لا يتم استيراد أعلاف مصنعة من الخارج، بل يتم استيراد بعض مكوناتها، حيث تم مؤخرا استيراد ١٧٨ ألف طن من الإضافات المكونة للأعلاف، فضلا عن ٨.٣ مليون طن ذرة صفراء خلال العام الماضي.
وأضاف حواش أن الوزارة تسعى حاليا للتغلب على مشكلة ارتفاع تكاليف الأعلاف من خلال التوسع فى المساحات المنزرعة بالذرة الصفراء وفول الصويا للوصول الى درجة كبيرة من الاكتفاء الذاتى منهما، لافتا الى انه من المستهدف ان تصل المساحة المنزرعة بالذرة الصفراء خلال هذا الموسم الى مليون فدان، وذلك من خلال الخطة القومية التى تم البدء فيها للنهوض بالمحاصيل الاستراتيجية ومنها الذرة الصفراء.