الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

رحلة الفسيخ من المزارع إلى بطون المصريين

رحلة الفسيخ من المزارع إلى بطون المصريين
رحلة الفسيخ من المزارع إلى بطون المصريين





 تحقيق - محمد السيد

قامت «روزاليوسف» بعدة جولات فى مناطق رواج تجارة السمك المملح، لترصد مراحل خط تصنيع «الفسيخ» منذ وصوله إلى البائع «الفسخانى» وحتى المستهلك «الزبون».. وكانت الجولات فى 3 أماكن بمحافظات مختلفة معروف عنها غش السلع «مدينة نبروه التابعة لمحافظة الدقهلية، ومدينة بيلا التابعة لمحافظة كفرالشيخ، والبحيرة»، منهم من رحب بالفكرة، ومنهم من كان قلقًا، ومنهم من أعطى المعلومات ولكن كان أكثر ما يشغله تلبية حاجة الزبائن.

فنظرا لتشابه آراء العاملين بالمهنة انتقينا بعض الآراء التى عرضت الموضوع بشكل مستفيض، وفى مدينة نبروه قابلنا محمد طه – 27 عاما - صاحب أحد المحلات المشهورة لبيع الفسيخ «بائع المشاهير» - والذى أوضح فى البداية الأمر، أن الأسماك يجب أن تُشترى من مزارع معلومة المصدر، وتوجد فى دمياط وبورسعيد، موضحا أن بها أطباء، يأتون بأفضل الأعلاف الصحية للأسماك، والأسماك التى تصلح أن تملح «فسيخ» لابد أن تكون حية، وليس عليها ثلج، وتوضع فى براميل بها ماء، وتترك مدة قدرها ساعة، ثم يغسل جيدا بالماء وينشف.
وأوضح أن الأسماك المملحة كلها من البوري، مع اختلاف الأحجام، تُرص فى براميل خشب، وعليها طبقة من الملح الطبى الصحى بنسبة 100%، ويترك لمدة 21 يوما، ويكون صالحا لمدة 6 أشهر، طبقا لتعليمات وزارة الصحة والسكان المصرية.
لكن معدومى الضمير يأتون أيام المواسم «الأعياد وشم النسيم» ويقومون بفتح المحلات فى أى مكان، وأحيانا يأتون بأسماك مجهولة المصدر، وهى إما ميتة فى المزارع، أو صينية ومجمدة، ويبيعونها للمواطنين بأبخس الأثمان.. وهناك طرق أخرى للتلاعب، منها أن البائع يأتى قبل شم النسيم بيومين، ومن المعلوم أن الوقت لا يسمح لتمليحه بطريقة صحية، لكن الأمر الذى يشغل بالهم هو الربح الكثير، فيقومون بشراء أسماك غير معلومة المصدر، ويضعونها فى ماء مغلٍ «مسلوق» ويباع للزبون على أنه أخذ حقه فى التمليح «مستوي» مما يتسبب فى حالات التسمم والأمراض العديدة تصل إلى الفشل الكلوي.
ونصح المستهلك قائلا: عند شرائك للفسيخ، تأكد أن البائع بقوم بإخراجه من البرميل الخشب، وبعد ذلك التدقيق الجيد فى شكل الأسماك بأن يغلب عليها اللون الأحمرالطبيعي، فإن كانت غير ذلك فاعلم أنها كانت تتغذى على أعلاف غير صحية، ومياه الصرف الصحي، مما تسبب الأمراض الجسيمة  للمواطنين تصل إلى الفشل الكلوى.. واستكمل: الأمر الثانى هو التدقيق فى أعينها بأن تكون موجودة، فالأسماك التى لا يوجد لها أعين، فهذه ناتجة عن أنها أسماك رخيصة الثمن «ميتة»، أو أنها وضعت فى ماء شديد الغليان «مسلوق» وسقطت عيناها بسبب  ذلك أثناء التمليح.
أما مندور شعير  - 87 عاما – صاحب أحد المحلات  - فقال إن الأسماك المملحة أنواع، منها ما يصلح للتمليح ومنها لا يصلح، كالأسماك الهزيلة التى لا يعرفها إلا ابن المهنة على حد وصفه، وواصل: المهنة ضمت الصالح والفاسد، صاحب الخبرة ومعدومى الخبرة، فسابقا كنا فى المدينة 5 محلات لبيع الفسيخ وكنا نعطى لها حقها، لكن الآن يوجد 60 محلاً، 20 مرخصين و40 لا يوجد لهما ترخيص، لافتا إلى أن الأجيال الموجودة حاليا هم من أساءوا للمهنة، ويتعاملون فى سلع مجهولة المصدر.
واستطرد.. أن الأسماك بعد شرائها لا يوضع عليها سوى الملح وفقط، لكن بكميات لا يعلمها إلا ابن المهنة فقط، مؤكدا أنه فى فترة الصيف يترك مدة 10 أيام فقط، أما فى فصل الشتاء 20 يوما، لافتا إلى أنه يملح  بطريقة صحية، مؤكدًا أن وزارة الصحة تشرف على المحال، ويأخذون يوميا عينات لفحصها.
أما محمد السكرى – 35 عاما - صاحب أحد المحلات بمدينة بيلا، والذى كان يبدو عليه علامات القلق، فأكد أنه يتبع تعليمات وزارة الصحة، كما أنه رفض التصوير داخل المحل.