الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

واحة الإبداع جراحة قلب

واحة الإبداع  جراحة قلب
واحة الإبداع جراحة قلب




كتبتها – هويدا صديق

يسيل بجوار النيل فى بر مصر نهر آخر من الإبداع.. يشق مجراه بالكلمات عبر السنين.. تنتقل فنونه عبر الأجيال والأنجال.. فى سلسلة لم تنقطع.. وكأن كل جيل يودع سره فى الآخر.. ناشرا السحر الحلال.. والحكمة فى أجمل أثوابها.. فى هذه الصفحة نجمع شذرات  من هذا السحر.. من الشعر.. سيد فنون القول.. ومن القصص القصيرة.. بعوالمها وطلاسمها.. تجرى الكلمات على ألسنة شابة موهوبة.. تتلمس طريقها بين الحارات والأزقة.. تطرق أبواب العشاق والمريدين.  إن كنت تمتلك موهبة الكتابة والإبداع.. شارك مع فريق  «روزاليوسف» فى تحرير هذه الصفحة  بإرسال  مشاركتك  من قصائد أو قصص قصيرة «على ألا تتعدى 055 كلمة» على الإيميل التالى:    
[email protected]
باتت ليلتها تتقلب على فراش من جمر، فى المشفى البعيد، تتدثر بأغطية الخوف من غد قادم لا يحمل أنفاسه، تؤرقها هواجسها، تطاردها كوابيسها، تغفو، عل الهواجس تغفو عنها، لكنها تأبى أن ترتحل، كما تأبى وسادتها أن ترحب برأسها المتعب، انفض الجميع عقب الزيارة تاركين إياها بمفردها تجتر ذكرياتها وفى الروح منها لهيب يستعر، تتذكر ما كان بينهما، تلازمهما، ذهابهما، وإيابهما، جنونهما تحت ضوء القمر أو لهيب الشمس أو قلب المطر، جولاتهما فى متاحف الفنون، وعبق الآثار عاشقان هما للحياة والحب، يتجرعان كأسها حتى الثمالة، فيفيض جمال لحظاتهما على الوجود فيدمغه ببصمتهما الأثيرة، رجلها الأول والأخير كان، ومالك قلبها الذى أوجعه الغياب فأكل من شبابه وتركه عاجزا عن ممارسة الحياة الحقة، فباتت انقباضاته وانبساطاته حركات روتينية لا تدل على حياة ولا توحى بممات، رحلت للماضى تتأمل رحلتهما معا محفورة على أخاديد ذلك البائس المريض كقنوات نهر منبعه فردوس الخيال  تفزع على نغز القلب الذى ما استراح يوما منذ رحل رفيق دربه، حتى كل بما يحمله من حب بقاء، فزهد فيه، وأبى الوصل، تمرد على قوانين الوجود، وشروط العيش، ما دام يخلو من هبات انفاسه، رافضا حمل دم تلوث بألم هاجم روحها بضراوة، وحيدة واجهت مرضها بشجاعة، شجاعة اتخذت قرارها بوضع قلبها تحت رحمة مشرط جراح، تأمل أن يكون أكثر رأفة بها من حياة استنزفت روحها، وسلبت منها أغلى أحلامها، كم تحتاج إليه، تأمل وجوده الذى يهبها أنفاس حياة، ويضخ فى عروقها رحيق زهر، ولكن أين هو ؟؟ كائن فى مكان بعيد عن السعى، مستحيل على الوصول، عصى على الرؤية، هجرها مكرها حيث لا عودة أخيرا لاح صباح يشاركها حمل آلامها، ينزع الظلمة من روحها، وقبل أن تنتقل لغرفة الجراحات، تلمحه على مرمى البصر شاخصا يمد لها يدا، أن غادرى معى، حيث الملتقى والتوحد الأبدى، تترك الجسد مسجى هناك وتغادر معه، روحان تتيهان عشقا ووصلا.