الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

كلام فى الفن والخيال

كلام فى الفن والخيال
كلام فى الفن والخيال




يكتب: د.حسام عطا

مصر تهب لنا الأمل ساطعاً مبهجاً، وتأتى لنا بالوهج الشاب النبيل المخلص كلما صنع أصحاب المصالح فى الفن المصرى حالة من اليأس المفرط، مثلما هو حادث من إنكار للمسرح المصرى لصالح الضحك المجرد من المعنى والجمال والمعروض على معظم الفضائيات الآن، ليأتى مجموعة من الشباب المصرى المخلص ليقدموا فنهم على الهامش، فى اشتباك مع الواقع لا يهرب من ضرورة الحوار معه ولا يسعى لتغييبه، بل ويسأل عن الفن المسرحى فى جوهره، وطاقة الأمل تلك التى أسعدتنى تأتى من متابعتى لفعاليات مهرجان جامعة حلوان المسرحى المنعقد هذه الأيام على مسرح جلال الشرقاوى، وقد لفت انتباهى اهتمام المؤلف الشاب أحمد نبيل والمخرج كريم سامى بواقعهم ومشكلاته مع فريق كلية الآداب بالجامعة، إذ يبدو أن مستشار اللجنة الفنية د.عبير منصور، قد دعمت مع فريق العمل فكرة الورشة الإبداعية التى تستخدم النوع الكوميدى، بطريقة المبالغة الكاريكاتيرية، ولكنها تذهب به إلى صياغة مشهدية جمالية ذات معنى، أما ما هو جديد ومدهش وجرىء فى عرض حلاوة شمسنا، أنه عرض يسأل عن مصير النسيج الشعبى المصرى فى الأيام القادمة إذ يتخيل علاقات زواج بين سلمى ورؤوف، وفى العرض أكثر من سلمى ورؤوف، فمنهما الليبرالى والإسلامى المتطرف، والعالم المثقف والضائع الذى لا يلوى على شيء ورجل الشرطة، وكذلك هناك أكثر من سلمى، المثقفة، والمنتمية لجماعات دينية متطرفة، والراقصة اللاهية، والمؤلف يقيم بينهم علاقات إفتراضية تنتهى بالحب والزواج، على ما بينهم من تناقض، بل وتناقش مسألة حل الاستقطاب المجتمعى المستند للاستقطاب السياسى عبر الحب والزواج، بالعودة لعلاقات المصاهرة داخل الأسرة الواحدة التى يختلف الانتماء السياسى لكل فرد فيها، لكنها تظل أسرة واحدة من دم العصب المصرى، وهكذا تستمر المسرحية فى تصور هام يسعى فى اتجاه تخفيف الاحتقان المجتمعى بالضحك وتؤكد بشكل خيالى، أن أبناء التيارات السياسية المتناقضة الآن سيتجاوزون فى المستقبل خلافات الأباء، ذلك أنهم سيتزوجون ويحبون، ولا مفر لهم من تكوين أسر بين رؤوف الضابط وسلمى المثقفة ورؤوف ابن رؤوف الإسلامى المتشدد وابنة رؤوف الضابط من خلال مفارقات ضاحكة، تؤكد جرأة جيل جديد يعبر عن نفسه بصراحة مدهشة وعبر ضحك حيوى ساخن لا يخشى الإشتباك مع الواقع ومخاطرة والمدهش أن الجمهور الشاب بمختلف مرجعياته استقبل العمل بسعادة وبلا غضب، أنها مصر القادرة على حماية نسيجها الاجتماعى، حتى وإن كان ذلك عبر استخدام الضحك والخيال.