الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

دعوات لمحاربة الارهاب بالتصوف وإدخال إصلاحات فى الطرق نفسها

دعوات لمحاربة الارهاب بالتصوف وإدخال إصلاحات فى الطرق نفسها
دعوات لمحاربة الارهاب بالتصوف وإدخال إصلاحات فى الطرق نفسها




فى الوقت الذى ينتشر فيه التشدد يبدأ الحديث عن التصوف باعتباره منهجًا وسطيًا لا معاداة فيه لحد وينشر الإسلام بحسن المعاملة والزهد، وهو ما دعا إلى فتح الحديث من جديد عن أهمية التصوف واحيائه فى المجتمعات من جديد لمواجهة التطرف، والإرهاب، إلا أن هناك من يرى ان الصوفية لايمكن ان تؤدى دورها إلا بعد تحقيق إصلاح فى الطرق الصوفية.
فمن جانبه  يؤكد د. عمار على حسن استاذ علم الاجتماع السياسى انه لا يوجد تصوف حقيقى بلا زهد.. وقال إن التصوف ليس شيئًا واحدًا وهذا من عظمة التصوف وهو الايمان بالتعددية والاختلاف وذلك على عكس الجماعات المتسلفة والمتطرفة التى لا تفهم سوى الاحادية والفرقة الناجية، فلانجد من الطرق الصوفية من يقول إن هناك طريقة ناجية دون غيرها.
أضاف: إن من سمات الصوفية ايضا المحبة وهى تطبق بذلك أمر القرآن الذى يقول بالمحبة والرحمة مع الآخر.. موضحًا أن الرحمة قيمة إسلامية تطبقها الصوفية مع الجميع
ولفت إلى ان العالم كله الآن بحاجة للتصوف لمحاربة التطرف والإرهاب ولمواجهة التسلف فى مختلف الأديان، ولمواجهة الاغراق فى المادية، وفى تعزيز الخيرية فى مواجهة النظم الدولية المتوحشة كى يعطف الناس على بعضها البعض ما يساعد البشرية على الوصول للسلام الدائم، وبناء جسور بين مختلف الحضارات الإنسانية.
وأوضح ان الحديث عن مستقبل الصوفية فى مصر لابد وان يتخذ مكانه الحقيقى لأن العالم يفتقر لهذا المسار الدينى الغائب.
فيما يوضح الشيخ علاء ابوالعزائم شيخ الطريقة العزمية ورئيس الاتحاد العالمى للصوفية أن الصوفية لهم تاريخ منذ عهد صلاح الدين الايوبى وكانوا قادة للأمة فى كثير المواقع لتحرير الأمة من أزماتها.
أضاف: إن الطرق الصوفية حتى نهاية الملكية فى مصر كان لها أكبر الأثر  موضحا انه بعد ثورة ٢٣ يوليو تم اضعاف الصوفية واصبحت الدولة هى التى تختار من يتولى مشيخة الطرق الصوفية وهو ما ادى  الى ضعف الطرق الصوفية، لافتا إلى أن الصوفية بحاجة إلى توحيد الجهود كى تؤدى الدور المطلوب.
بينما يرى  د. عبد العزيز النجار مدير ادارة الوعظ بالأزهر الشريف  اننا بحاجة للتصوف لمواجهة الافكار المتشددة على الساحة، خاصة ان الجماعات السلفية لم تنشأ الا لمحاربة الصوفية.
ولفت إلى ان الانتساب للصوفية هو شرف لأنهم خاصة الله وان الاولياء كثر وإن لم يعرفهم أهل الارض فيعرفهم أهل السماء.
وشدد أن الاهتمام بالصوفية وتوحيد الطرق من حيث الهدف سيؤدى لحل مشاكل عديدة ومواجهة الفتن موضحا أنه لايعرف طعم الصوفية إلامن ذاق ولذلك من يعارضون الصوفية ليس لشىء إلا للمعارضة.
على الجانب الآخر يرى  الدكتور محمد مهنا، مستشار شيخ الأزهر، والأستاذ بكلية الشريعة والقانون  أنه لابد من إصلاح الطرق الصوفية لنفسها لتحقيق دورها، حيث يأتى ذلك باتباع الكتاب والسنة والعمل بهما بإخلاص حتى نستعيد طريق الذوق، مؤكدًا أنه يعول على التصوف فى استعادة الذوق العام الذى أفتقدناه وسوء التصرف وسوء الأدب الذى أنتشر.
وأكد مهنا أن التصوف بطبيعته ذوق، والتذوق شخصى كتجربة ذاتية لا يغنى عنك فيها غيرك،  مضيفًا: إن الدين كله ذوق، وأصل الذوق المعرفة بالله، أن صاحب الذوق يعرف جلال الله وجماله.
وطالب مهنا، بالابتعاد عن المظاهر التى تسىء إلى التصوف الحق والذوق، حيث إن الذوق أتباع للكتاب والسنة، وترك الطبل والرقص والسيوف التى تبعد عن السنة.
وأضاف مهنا: إن معرفة صاحب الذوق بالجمال الإلهى تجعله يتذوق الجمال فى هذه الحياة، حيث أصبح له تذوق جمالى.
وأشار مهنا، إلى أنه لا يوجد نهاية لجمالات الله وكمالاته وبالتالى لا نهاية لمذاقات العارفين، كما أن أصحاب الغفلة لا يشعرون بحلاوة الإيمان أو مرارة الغفلة، بينما يشعر صاحب الإيمان بمرارة المعصية لوجود حياة فى القلب.