الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

«روزاليوسف» فى «بيت الأشباح» متحف عرابى سابقا

«روزاليوسف» فى «بيت الأشباح» متحف عرابى سابقا
«روزاليوسف» فى «بيت الأشباح» متحف عرابى سابقا




استجابة لمطالب أهالى قرية «هرية رزنة» انتقلت «روزاليوسف» إليها لتنقل مأساة متحف عرابى الذى وضع حجر أساسه بناءً على رغبة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، وتم بناؤه فى عهد السادات، والمقام على مساحة قدرها 4548 مترا مربعا، تقديرا لدور الزعيم عرابى وتكريما له وتخليدا لذكراه، وحفاظا على التاريخ وتراث الأجداد للأجيال المقبلة.
أغلق المتحف أبوابه منذ 16 عاما، وأصبح خاويا على عروشه الا من الحوائط التى تشتكى أمرها للمسئولين دون جدوى، وتحولت ذكرى الزعيم إلى أطلال يحاصرها الإهمال من كل جانب، فسابقا كان يتوافد عليه الطلاب والسائحون من كل مكان لزيارته، فقد كان يضم «1654» قطعة أثرية، ولوحات تجسد وقفة عرابى أمام الخديو توفيق، وبعض بقايا الأشياء الخاصة بشهداء مجزرة بحر البقر.
وبالرغم من وجود 48 موظفا مقيدين على قوته، ويتقاضون رواتب تصل لقرابة 150 ألف جنيه شهريا، إلا أن عملهم يقتصر على التوقيع بالحضور والانصراف فقط، مما يعد إهداراُ للمال العام، ولا يوجد منهم سوى بعض أفراد يحضرون يوميا، فضلا عن قيامهم بمنع وسائل الإعلام من التصوير داخل المتحف خشية افتضاح الأمر وتعرضهم للمساءلة القانونية.
حاولنا الدخول بمساعدة آخرين لمشاهدته من الداخل، فتبين أنه لا يختلف عن حالته من الخارج، فهو مكون من طابقين الأرضى وبه صالات عرض لا توجد بها سوى قطع خشبية متهالكة، ومخازن مغلقة بها ما تبقى من معروضات المتحف بعد نقل الآثار الفرعونية إلى تل بسطة، والثانى متهالك والسقف متصدع، أما عن حالته الخارجية فحدث ولا حرج، فهو متهالك من جميع الجوانب، حوائطة طالها الإهمال الذى تسبب فى  تشققات وتصدعات كبيرة، إضافة إلى رشح مياه الصرف الصحى على الجدران، أما النوافذ الزجاجية فمحطمة وتملؤها الأتربة، والأسوار مهدمة ومشوهة، وتبعد عن المتحف بحوالى 5 أمتار، وارتفاعها لا يتعد 1 م عن الأرض.
أما عن حديقة المتحف فقد اختفت ملامحها، بعد أن أصبحت مكبا للنفايات، فضلا عن تحولها مع قدوم الليل إلى أوكار لبيع وتعاطى المخدرات، و«غرزة» تقام فيها الليالى الحمراء، والأعمال المنافية للأخلاق، والخارجة عن القانون، فشاهدنا بها بقايا سرنجات وزجاجات فارغة، وأقراص منشطات جنسية، إضافة إلى وجود متعلقات حريمى داخلية.
من جانبه قال خالد على – مدير عام متحف الشرقية القومى - إن المتحف أغلق بناء على تقارير اللجنة الهندسية، بعد أن أثبتت وجود تصدعات فى المبنى، وأنه خطر على الأرواح، وحالته متردية، وبناء عليه تم غلقه بقرار رقم «161» فى 24 من يناير سنة 2006، بقرار من الدكتور زاهى حواس أمين عام المجلس الأعلى للآثار ووزير الآثار بعدها، ويقول: المساحة المقام عليها المتحف مطمع من الأهالى الذين يدعون أن أرض المتحف ملك لهم، يطمعون فى الحصول على تعويضات مالية من الدولة، أو الاستيلاء على جزء من أرض المتحف.
واستطرد.. تم تشوين القطع الأثرية، ونقلت إلى تل بسطة، ويتم الإشراف عليها من قبل القوات المسلحة، موضحا أن المقتنيات عبارة عن أثار مستخرجة من تل بسطة، وصان الحجر، وأبو ياسين، وجميع التلال الأثرية الموجودة فى المحافظة، بالإضافة لآثار من العصور الفرعونية المختلفة، وهى مجموعة من التوابيت والحلى والتمائم، والأوانى الفخارية الألباستر والحجرية، وتماثيل الأوشابتى.
والتقط أطراف الحديث علاء الزلزلى – أمين عام المتحف - قائلا إن ما نشاهده يوميا من إلقاء القمامة أمام المتحف سلوكيات خاطئة من السكان، لافتا إلى أنه لا يستطع السيطرة على المواطنين، مؤكدا أن عمال النظافة يوميا يقومون بإزالتها من أمام المتحف، وسرعان ما يقوم أهل القرية بوضعها مرة أخرى وهذا لا يليق بقيمة الزعيم.