السبت 21 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حفيد الزعيم أحمد عرابى الفلاح الفصيح أول من حارب التوريث

حفيد الزعيم أحمد عرابى الفلاح الفصيح أول من حارب التوريث
حفيد الزعيم أحمد عرابى الفلاح الفصيح أول من حارب التوريث




حوار - محمد السيد
 

«هرية رزنة» قرية أنجبت بطلا قوميا مصريا، وواحدا من رواد التاريخ، هو الزعيم أحمد عرابى الثائر ضد الاحتلال الإنجليزى لوطنه، وقائد الثورة العرابية الذى واجه الخديو توفيق عام 1881 ميلادية، فى ساحة عابدين وقال كلمته الشهيرة، التى أشعل بها فتيل أول ثورة «لقد خلقنا الله أحراراً، ولم يخلقنا تراثا أو عقارا، فوالله الذى لا إله إلا هو، أننا لن نورث ولن نستعبد بعد اليوم».. التقت روزاليوسف حفيد الزعيم فى بيته بالقرية ويبلغ من العمر الآن 72 عاما، وهو عبد الفتاح عرابى محمد أحمد عرابي، والذى أكد أن جده، أول من فتح الباب على مصراعيه لمحاربة التوريث وإلى نص الحوار.
■ ما الذى ورثته من الزعيم؟
- الوطنية والشجاعة وأعمال الخير، فأنا شيخ للقرية مثل أجدادى، أقوم بحل مشكلاتها.
■ أين ذهبت عادات المجتمع المصرى الأصيل؟
- انحدرت وانتقلت من السيئ إلى الأسوأ، فالصغير لم يعد يحترم الكبير، ووصل الأمر إلى حد التطاول عليهم، فضاعت أخلاق القرية التى كنا نتفاخر بها.
■ ما تعليقك على عدم قدرة الشباب على تحمل المسئولية، وانتمائهم للبلد؟
- التربية الفاسدة، وعدم الثقة بالنفس يؤديان إلى الخوف وهروب الشباب من تحمل المسئولية، وبعضهم معدومو الوطنية فقدو الانتماء للوطن بسبب البطالة، أو الجماعات التى تدعو إلى العنف، فينساقون وراءهم ويصبحون فريسة سهلة لتخريب المجتمع، ثم يفرون هاربين.
■ هل لديكم مقتنيات خاصة بالزعيم الراحل؟
- إطلاقا فى الخمسينيات من القرن الماضى حضر المشير عبد الحكيم عامر وعدد من الضباط إلى القرية، وأخذوا مذكرات ووثائق خاصة بأسرار الثورة، كان عرابى يحتفظ بها فى صندوق بمنزله، ومن بينها وثيقة بها أسباب خروج الإنجليز من مصر، وتم تسليمها للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وكانت عندما قرر الإنجليز نفى عرابى إلى سيرلانكا، فرفض قائلا «هنا وطنى وأهلى ولن أخرج»، فقالوا له إخرج بمفردك، فقال عرابى بشرط أن  تغادروا، وأخذ منهم وثيقة مكتوبة بذلك، واحتفظ بها فى صندوقه، وعندما نفى إلى سريلانكا، مكث بها 19 سنة، فتزوج وأنجب، وهى فترة يجهلها التاريخ، وعاد إلى مصر بأبنائه الذكور دون الإناث بعد أن رفضت السلطات السريلانكية عودتهم.
■ هل قامت الحكومات السابقة بتكريمه؟
- نعم، أقامت ثورة 23 يوليو للزعيم متحفا ووحدة صحية، ومدرسة، ومسجدا، وهناك محطة للمترو  باسمه تخليدا لذكراه.
■ ماذا عن متحف الشرقية القومى بالقرية؟
- المتحف أغلق بحجة أنه متهالك ويحتاج إلى ترميم وهذا غير صحيح، لأن أساسه صمم ليعيش آلاف السنين، ويحتاج إلى ترميم بالطابق الثانى فقط، وتسبب فى تهالكه الإهمال والأمطار التى تتساقط عليه، والدولة لا تلتفت لما يعانيه المتحف من إهمال جسيم.
■ ما تعليقك على أعمال الإرهاب الموجودة الآن؟
- مصر تمر بحالة حرب حقيقية ضد الإرهاب والعملاء والدواعش، والأخطر الخونة أعداء الداخل الذين يخربون فى الخفاء لمصالحهم الشخصية، ومن فضل الله علينا أن قواتنا المسلحة بجنودها البواسل قادرون على إبادتهم، وسيظهر ذلك خلال الأيام المقبلة.
■ رأيك فى ثورتى 25 يناير -  30 يونيو؟
- يناير قام بها الشباب، وركب على أعناقها الإخوان، وقاموا بافتتان الشعب وحكموا البلاد سنة هى الأسود فى حكم مصر، اسأل الله ألا يعيدهم، إلى أن خرج طوائف الشعب المصرى وانتفضوا ضدهم، أما 30 يونيو، فأطاحت بنظام تجار الدين، وهى امتداد لثورة يناير التى أطاحت بمبارك ونظامه، فخرج جموع الشعب المصرى لاستعادة الوطن، وانحاز الجيش المصرى للإرادة الشعبية وقام بحماية الثورة
■ ما رأيك فى رؤساء مصر من عبدالناصر إلى السيسى؟
  - عبدالناصر الرجل الأصيل الذى وقف بجوار الشعب وناصر الفقراء، ووضع قوانين الإصلاح الزراعى وحدد الملكية الزراعية والتى بموجبها امتلك فلاحو مصر الأجراء للمرة الأولى الأرضي، وأتاحت الفرصة لهم أن يعلموا أبناءهم، وتم توزيع نصف مليون فدان على الفلاحين بعد استصلاحها.
والسادات هو الفلاح الأصيل، والشجاع المتدين، والسياسى البارع، يكفى أنه بطل الحرب والسلام، ومبارك لا أحد ينكر أنه قائد عسكرى، فكان نعم الرئيس فى العقد الأول من حكمه، إلى أن تدخلت العصابة، وترك الشعب يعانى من الفقر والمرض حتى انفجرت ثورة أطاحت بهم، وأثناء تولى المجلس العسكرى إدارة شئون البلاد، كان هو الضمان الوحيد للديمقراطية، فقاموا بتأمين المتظاهرين، واستطاعوا الحفاظ على وحدة مصر والوصول بها إلى بر الأمان، وأحبطوا مخططات إسقاط الدولة، فالجيش المصرى حصن الأمان، ولولاه لتحولت مصر إلى دماء.. أما المعزول مرسى فكانت فترة حكمه من أسود الأيام على مصر، فقد حاولوا هدم الدولة، واكتشفنا أنهم يتآمرون علينا ويتاجرون بالدين، فانتفض الشعب ضدهم، وعزله أنقذ البلاد من حرب أهلية، أما عدلى منصور فقد كان على قدر المسئولية قرارا وحكمة، وتحمل المسئولية فى لحظة حرجة ووقت عصيب، فبرغم ذلك احتل فى هذه الفترة القصيرة مكانة رفيعة فى قلوب المصريين، أما السيسى  فهو بطل وزعيم مثل أحمد عرابى، يكفى انحيازه لإرادة الشعب، فأنقذ البلاد من خطر الإخوان.