حكاية المزة الجامدة والداخلية

عيسى جاد الكريم  يكتب:

فى اعلان فى التليفزيون عن قرية سياحية واحد راحها مع المزة بتاعته والناس بتفتكره اتخطف المشكلة مش فى المزة اللى تجنن اللى قاعده مع الواد  عصام ابن المحظوظة فى البسين المصيبة ان فى الإعلان مصورين الداخلية انها عبيطه وجايبين ظابط بيتكلم عن عصام المخطوف وبيقول احنا مسيطرين وعرفنا ان فيه عصابة اجرامية هى اللى خطفت عصام.
المخرج عمل كات على الظابط الهمام وجاب صورة عصام بيلعب مع المزة فى الميه فى القرية السياحية فى العين السخنة  وهو بيقول محدش هيعرف مين خطفنى اللى خطفني... اسم القرية السياحية اياها..وبينما الإعلان ده بيتذاع ليلًا ونهارًا.. الدولة لم تحرك ساكنًا.. عشان فلوس الإعلانات اللى بالملايين بينما الداخلية للأسف راحت تمسك الصحفيين الغلابة لا يملكون من الدنيا الا قلما وكاميرا يوم ٢٥ ابريل، بالذمة مش عيب.
يوم تحرير سيناء ؛ تحركت الداخلية وقبضت على زملاء صحفيين بدون ذنب سوى انهم فقط صحفيون نزلوا فى هذا اليوم لرصد ما يحدث سواء احتفالا بذكرى تحرير سيناء العظيمة او رصدا لاى تظاهرات اخرى دعا لها بعض الأشخاص للإعلان عن رفضهم لاتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والسعودية التى جعلت جزيرتى تيران وصنافير تابعتين للسعودية مع استمرار تواجد قوات مصرية عليهما لمدة ٦٥ سنة.
تحركت نقابة الصحفيين وانتفضت ضد ما قامت به الداخلية ضد الصحفيين حتى وان كان تم القبض عليهم واطلاق سراحهم بعدها بساعات، فخطر القبض على الصحفيين لو تعلم الدولة والحكومة هو خطر عليها هى نفسها وليس على الصحفيين فقط دعك من صورة مصر فى مجال حريات الصحافة التى ستكون مهببة طبعا رغم اننا نجاهد لتغييرها ويكفى ان نعرف اننا طبقا للاحصاءات الرسمية الصادرة من الجهاز المركزى للتعبئة العامة والاحصاء فإن مصر فى المرتبة ١٢٧ عالميا والـ ١٣ عربيا فى حرية الصحافة!
خطر القبض على الصحفيين يتعدى مؤشرات الحرية العالمية إلى رعب وخوف يمكن ان ينتاب الصحفيين الشباب خشية ان تغيبهم السجون فيعزفون عن تغطية الأحداث فتصبح البيئة خصبة لانتشار الأكاذيب والشائعات الشىء الذى يهدد الدولة والحكومة خاصة أننا نعلم أن هناك جماعات إرهابية متربصة بنا تحاول النيل منا بنشر الأكاذيب ليل ونهار ضد مصر وقيادتها فى جميع وسائل الإعلام فهل نعطى لهم الخنجر الذى يطعنوننا بيه ويشوهون قيادتنا وينالون من ثقة العالم فى أمننا واقتصادنا ؟!
خطر القبض على الصحفيين خطر على رجال الأمن  انفسهم؛ فالصحفى يجب ان يكون آمنًا أثناء عمله فهو المنوط به اقتحام اوكار الجريمة واماكن الخطر وكشف الفساد فى المجتمع لتقوم السلطات المختصة بعملها لمجابهته واجتثاثه؛ فإذا تجرأت عليه السلطة متمثلة فى الشرطة فيتجرأ عليه عوام الناس فيعزف الصحفى عن اقتحام أماكن الخطر وتفتر همته فى البحث عن الحقيقة لتوصيلها للناس وهذا شىء خطير لو تعلم السلطة تبعاته وعواقبه فالصحافة يجب ان تظل محمية من السلطة اولا فى مناخ يحفظ للصحفى كرامته ويصون مهنته ويقدس هدفها لكى تظل الصحافة عين الحاكم ونبض الشعب والوطن.