السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

وما زال المعاق فى مصر بلا حقوق

وما زال المعاق فى مصر بلا حقوق
وما زال المعاق فى مصر بلا حقوق




نسرين عبد الرحيم  تكتب:

دائما لاجديد تحت الشمس فى مسألة الاهتمام بأحوال المعاقين فى مصر فمنذ ثورة يناير نمت عند بعض المهتمين بشئون المعاقين مشاعر الأمل فى أن يحظى المعاق باهتمام المسئولين الا ان السنوات الخمس اثبتت عكس ذلك تماما.
فمع بداية ثورة يناير واثناء تغطيتى للمظاهرات لاحظت وجود عدد محدود لا يزيد ربما على 7 او 6 أشخاص بدا عليهم علامات الإعاقة الجسدية وطلبت منى احدى المشاركات فى ذلك التجمع والتى كانت تحمل لافتة وتتزعمهم ان أصغى إليها وعلمت انها الاستاذة ايفون زعفرانى وانها ناشطة ومن ذوى الإعاقة الحركية جاءت ومعها عدد من ذوى الإعاقة للمشاركة فى الثورة حاملين لافتات تعبر عن مطالبهم ونظرا لأننى لى اصدقاء بعضهم من المكفوفين ومن الصم والبكم بل ومن الدون فقد أثار الأمر اهتمامى ولكن مع مرور الوقت اكتشفت أنه لا جديد بشأن ذوى الإعاقة.
لقد كانت مطالب الأستاذة ايفون زعفرانى والتى أعلنت عقب ثورة يناير رئاستها لحركة معاقين ضد التهميش، وجود كيان حكومى يجمع كل ما يخص حقوق ذوى الإعاقة تحت مسمى «مجلس أعلى لذوى الإعاقة» له سلطة أصدار قرارات وتنفيذها ويجمع أعضاء تنفيذيين من جميع الوزارات بلا استثناء لأن لذوى الإعاقة حقوقًا عند كل وزارة ولكن تلك الحقوق متشابكة وللأسف كل وزارة تعمل فى جزيرة منعزلة عن الأخرى.
وبالطبع هو تفكير سليم، ولكن تم تفصيل المجلس القومى الحالى فأصبح مجلس لا يملك سوى إصدار توصيات غير ملزمة، لا يعبر عن المعاقين بل يتبنى فكر من يطلقون على أنفسهم القائمين على شئون الإعاقة «جمعيات ومؤسسات أهلية» وكما تردد لى الأستاذة «ايفون» دائما كأننا كمعاقين فاقدى الأهلية ومن يطلقون عليهم القائمون على شئوننا هم الأولياء القانونيون لنا وعنا وأغلبهم فى حقيقة الأمر يتاجرون بنا نحن ذوى إعاقة.
والملاحظ ان بعض الوزراء يصدرون قرارات غير مدروسة وهزلية خاصة بالمعاقين منها مثلا، منح وزارة التضامن لمعاش للمعاقين غير القادرين على العمل قدره 370 جنيها.
وقرار الدمج والذى يمس الطفل المعاق ذهنيا بأن يتم دمج نسبة من المعاقين داخل فصول الاسويا وهو قرار كان قد أصدره وزير التربيه والتعليم ولكن هو قرار بالطبع غير مدروس نظرا لأن بعض أولياء الأمور والمدرسين والأطفال لم يرحبوا به ولم يتدرب او يتفهم المدرسون وأولياء الأمور اهميته وكيفية تطبيقه.
وبالطبع هناك أشكال كثيرة من صور التهميش للمعاق مثل عدم وجود طرق ممهدة لهم او منتجات بطريقة برايل وإشارات مرورية او تكريم حقيقى لأصحاب الميداليات من المعاقين الذين حظوا على جوائز عالمية او تكريم لأوائل الطلاب من ذوى الإعاقة او مدارس تحتضن المعاق ذهنيا وترعاه فى حالة كبر او فقدان من يراعونه او توفير مجالات رياضية ودراسية لذوى الإعاقة الذهنية من غير القادرين.
يجب ان يعى المجتمع بضرورة الاهتمام بالمعاق وان يكون بداخله الرحمة بأن يعملا على مساعدته وعدم السخرية منهم وعلى الدولة أن تهتم بالمعاق من خلال الاستعانة بأصحاب القدرة على الخيال ووضع خطط وتصورات جديدة من خلال فكر غير تقليدى يحفظ آدميتهم ويجعلهم فئة تفيد المجتمع وأن تجرم أى إساءة يقوم بها اى شخص او جمعية تجاه معاق، سوء بالسخرية منهم، او باستغلالهم فى جمع تبرعات وجنى ثروات من ورائهم.