الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

تساؤلات حول الضبعة

تساؤلات حول الضبعة
تساؤلات حول الضبعة




عاطف حلمى  يكتب:

فى نهاية الخمسينيات وبداية الستينيات من القرن العشرين بدأ المشروع النووى المصرى بمفاعل تجريبى فى منطقة انشاص، وهو مفاعل صغير الحجم لا يعدو كونه معملاً بحثياً نووياً صغيراً، ولم تتحرك مصر منذ ذلك الوقت بخطوات جادة نحو انشاء برنامج حقيقى للاستفادة من الطاقة النووية، حتى طرحت الفكرة فى أواخر الثمانينيات لإنشاء مفاعل نووى بمنطقة الضبعة وظل مجرد لافتة تآكلت وتهالكت.
 نقلة تكنولوجية
 ما لا يعرفه كثيرون أن الطاقة النووية ليس من أبرز فوائدها تصنيع قنبلة نووية كسلاح ردع، فهذا يأتى فى ذيل فوائد البرامج النووية ما لم يكن أسوأها وبلا فائدة حقيقية مباشرة على أى مجتمع، فالطاقة النووية إلى جانب كونها مصدرًا للطاقة، تمثل نقلة تكنولوجية وبحثية عظيمة الفوائد، أبسطها انتاج النظائر المشعة التى تستخدم فى الطب والبحث العلمى وفى الصناعة، والأهم من ذلك تلك الابحاث التى تجرى على حالة «البلازما»، فالمعروف أن المادة لها ثلاث حالات «صلبة وسائلة وغازية»، فى حين أن هناك حالة رابعة هى «البلازما»، وهى تتوفر داخل المفاعلات النووية والاستفادة من هذه الحالة تساهم فى نقلة تقنية كبيرة فى العديد من المجالات.
 موقع الضبعة
ولكن يبقى السؤال المتعلق بموقع الضبعة نفسه، ففى أواخر الثمانينيات كان هناك جدل كبير حول انشاء مفاعلات نووية فى هذا الموقع بالتحديد، تتعلق بشكل أساسى بعوامل الآمان النووي، فمهما بلغت عوامل الآمان إلا أن الخطر يظل وارداً ولو كان ضئيلاً، ونحن لسنا أكثر تقدماً من اليابان أو روسيا، ومن ثم يكون للموقع الجغرافى أهمية قصوى.
 طبيعة الرياح
 الجدل الذى دار فى ذاك الوقت حول منطقة الضبعة يتعلق بطبيعة الرياح التى تهب على مصر، وفى أغلبها رياح شمالية غربية، أى تأتى من اتجاه الضبعة إلى بقية وادى النيل، وهنا مكمن الخطر، لأنه إذا وقع طارىء للمفاعل النووى ، لا قدر الله، وحدث تسرب اشعاعي، فإن ما تعرف بـ «السحابة الذرية»، سوف تنقلها الرياح لتغطى أجزاء كبيرة من مصر ومن ثم يتفاقم الخطر وتزداد معدلات الخسائر، وكانت هناك مقترحات بأن تقام المفاعلات النووية على الشواطىء الجنوبية للبحر الأحمر، فهناك يتوفر ماء البحر اللازم لتبريد قلب المفاعل، وفى نفس الوقت تقل مخاطر أى تسرب اشعاعي.
تساؤلات
وهنا أطرح هذه التساؤلات على المتخصصين: هل تم الأخذ فى الاعتبار بتلك المخاطر، أم تم الاعتماد على الدراسات التى أجريت فى عهد مبارك؟، وهل هناك دراسات لمواقع بديلة، أم أن الأمور تسير على البركة؟، هذه التساؤلات يجب النظر إليها بجدية، لأن الخطأ البشرى والتهديدات التى يمكن أن تتعرض لها أى منشأة نووية واردة وساعاتها لن يفيد البكاء على اللبن المسكوب.