الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

لماذا انحنيت؟!

لماذا  انحنيت؟!
لماذا انحنيت؟!




كلمات – جابر قميحة
رسوم – مجدى الكفراوى

من وراء الغيب المجهول صاح طيف الأب المقبور
يتحدث إلى ابنه الذي
أهدر تركةَ أبيه، ونقَضَ وصيتَه
أَلمْ أُوصِكَ الأمْسَ قَبْلَ الممَاتِ
فَأيْنَ وَصَاتِى الَّتِى مَا وَعَيْتْ؟
وَفِيهَا كَتبْتُ: «تَزُولُ الجِبَالُ
ولا تَنْحنِى أَبَدًا» فَانْحَنَيْتْ
وَفِيهَا «سَتَعْصفُ هُوجُ الرِّيَاحِ
فَكُنْ قِمَةً صُلْبَةً» فَانْحَنَيْتْ
وَفِيهَا «سَيمتدُّ لَيلُ الأسَى
فَلا تَبْتَئِسْ بالأسى» فَانْحَنَيْتْ
وَفِيهَا «يَكُونُ جَفَافٌ وَجُوعٌ
فَمُتْ بِالطَّوَى شَامِخًا» فَانْحَنَيْتْ
وَفِيهَا «انتَصِرْ بِالثباتِ العَتِيِّ
وَبِالصَّبْرِ فِى عِزَةٍ» فَانْحَنَيْتْ
وَقُلْتُ تَجَنَّبْ مَخَازِيَ الطّرِيقِ
ولكنْ لخزى «الطريقِ» انتَهَيْتْ
وعَانقْتَ فيه الأفاعى الكبارَ
ومِن سُمِّها – يا غبيُّ– ارتويْتْ
فَأين وصاةُ أبِيكَ الَّذي
إلى دفْء مُهجتهِ قدْ أَوَيْتْ؟