الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«النيل العربية للنشر» تصدر «زايا» للكاتبة السعودية ريم الصقر

«النيل العربية للنشر» تصدر «زايا» للكاتبة السعودية ريم الصقر
«النيل العربية للنشر» تصدر «زايا» للكاتبة السعودية ريم الصقر




كتبت - رانيا هلال


وقعت الكاتبة السعودية ريم الصقر روايتها الجديدة «زايا» الصادرة حديثا عن «مجموعة النيل العربية للنشر» خلال معرض أبو ظبى الدولى للكتاب الذى أقيم فى الفترة ما بين 27 أبريل وحتى أمس الثلاثاء الموافق 3 مايو، والرواية هى العمل الإبداعى الثانى للكاتبة بعد مجموعة قصصية متميزة صدرت لها العام الماضى تحت عنوان «بنات النعمة».
«أهلى وأنا.. نشبه من اقتلع نبتة من مكان.. وحين جفت جذورها أعاد غرسها بمكان آخر.. لم يتمكن أبى أن يزرعنى فى السعودية.. رغم ميلادى بهـا.. وصالح لم يستطع أن يغرسنى بالإمارات.. رغم أنها كانت أكثر يسرا.. وبحبوحة.. ربما لأن عليهما كان أقل من أن يهديـنى حبا حقيقيا.. لكنى بالحب.. استطاع محمد أن يغرسنى فى بلاد الفرنجة كما يسميها ونضحك منها. تلك هى اقتباسة من رواية «زايا».. تلخص بدقة حالة التشتت التى عاشتها بطلتها.. وما ترمى إليه الكاتبة السعودية ريم الصقر عبر سطور روايتها شديدة الحبكة متميزة المفردة والصورة.
تطرح الرواية استفهامات عميقة لعل من أبرزها.. لماذا الجنسية أو «الهوية» التى تعد من أثمن الأشياء.. قد تكون أحيانا من أرخصها ؟.. ولماذا تقييم الآخر لك يبتدئ فقط بعد أن يعرف من أين أنت..؟؟ مثل هذه الأمور هى ما ظلت الكاتبة ترصدها وتلح عليها عبر المراحل والأحداث التى مرت بها بطلتها «زايا».
ريم الصقر أرادت أن تقول ببساطة إنه أينما يوجد الظلم وجد الإنسان.. مستلهمة أفكار جيفارا وغاندى عبر سطور روايتها فقد ظلت البطلة «زايا» مثلهما تقاوم وتتمسك بالأمل إلى أن كافأتها السنون بالحب وألقت بها على شاطئه بعد طول معاناة.
الرواية ظناً هدفها أعمق وأبعد كثيرا من مجرد تسليط الضوء على المصاعب والعقبات التى تواجه المرأة العربية المثقفة فى مجتمعاتها المحلية ما يدفعها للتنقل إلى ثلاث دول واحدة منها غربية.. فزايا بطلة الرواية رمز لكل امرأة فقدت هويتها ووجدت نفسها فى وقائع بيت كما تقول الكاتبة نصا «فـُـككت عُراه.. الأم.. الأب.. المجتمع.. حين لا تمنهج الأم علاقتها بابنتها..فتتبدى لها بصورة الشر المطلق.. وحين يصعر الأب خده حتى يكون كأرجوحة الحدائق العامة تتمكن منها كل مؤخرة عابرة.. ومجتمع لم يرأف بآتٍ غريب»..  ورغم الختام الذى يبدو سعيدا للرواية إلا أنها أبدا لم تكن كالأفلام العربية.. فقد يكون هذا الانتصار مؤقتا وهو ما دفع ريم الصقر لأن تقول فى التتمة رغم رسوها على شاطئ الحب «أنا أيضا.. تمسكنتُ كثيرا.. وتألمت أكثر.. وحين نظرت بالأمر كله وجدتنى أعيد تاريخ أبى وأتذكر رحلة البحرين الأولى.. فبنت الخادم.. تمسى خادمة ولو بعد حين.