الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«ألا إن نصر الله قريب» شعار أنصار أبوإسماعيل في ميدان التحرير




أنصار أبوإسماعيل يصرون علي نصرة مرشحهم حتي النهاية
 
يثير أنصار أو أتباع الشيخ حازم أبوإسماعيل المستبعد من السباق الرئاسي حالة من الجدل في الشارع المصري نظراً لإصرارهم علي موقفهم ونصرة مرشحهم حتي النهاية علي الرغم من عدم قدرته علي إثبات صحته روايته بعدم حمل والدته للجنسية الأمريكية رغم مرور أسابيع علي ذلك.
وتزايدت حالة الجدل حول مريدي أبوإسماعيل مع زيادة اعدادهم بميدان التحرير وردود افعالهم والاصرار علي الاعتصام بالميدان لنصرة شيخهم دون التفكير في حلول أخري أو تقديم ما يثبت ما يؤمنون به بشكل رسمي.
 
يا شيخنا حازم أبشر بنصر الله لك وإن خذلك المتخاذلون، وتولي عنك المرجفون، ويا أيها الصادقون اثبتوا خلف شيخكم حازم؛ حتي يأتي نصر الله « ألا إن نصر الله قريب».. هذا هو حال معتصمي التحرير ذكر وصلاة وقراءة القرآن حتي الساعات الأولي من الصباح أملاً في رفع البلاء عن شيخهم مؤمنين ببراءة ساحته من الكذب.. فالجميع يرحل عن الميدان ويبقي أولاد أبوإسماعيل.
 
فجاءت آراء المعتصمين علي هذا النحو..
أنصار أبوإسماعيل في الميدان
يري محمود محمد أن الأيام قد أثبتت للجميع أن الشيخ حازم صاحب رؤية سديدة سبقت كل الرؤي، فهو رفض تفويض مبارك للمجلس العسكري بإدارة شئون البلاد، وهو من طالب باستمرار الثورة في التحرير حتي سقوط النظام بكامله، ورفض كتابة دستور تحت قبضة المجلس العسكري وطالب بحل لجنة انتخابات الرئاسة للريب المثار حولها.
ويقول عمرو عفيفي كم أتمني أن نساند الشيخ حازم بجميع الأساليب الممكنة سواء كانت بسيطة أو تحتاج إلي جهد لذا فأنا اقترح إعادة حملة بوسترات أبوإسماعيل في كل بقعة في مصر بكثافة شديدة بل أكثر بكثير مما مضي وذلك يخدمنا في ثلاث نقاط.. الأولي أنها تثبت اننا لا نعترف بأنه خرج من سباق الرئاسة، والثانية اننا نضغط بطريقة سلمية وراقية، والثالثة هي نفسية بحتة وهي القدرة علي نشر صوره في كل مكان وأي مكان سيجعل الجميع سواء انصاره أو غيرهم يشعرون بأنه قادم مرة أخري قريباً جداً وما يستتبعه هذا من عزم وعزيمة قد تخدم قضيتنا بإذن الله.
رواد التحرير يصرخون من أتباعه
 
أما المارة بميدان التحرير فكانت ردود أفعالهم علي أنصار أبوإسماعيل وما يفعلونه كالتالي يقول محمد المصري «المشكلة أننا أصبحنا أمام حالة مرضية لأنصار أبوإسماعيل ... عالجوهم نفسيا الأول مما ابتلاهم من مراوغة وتضليل وكذب تعلموه من المحامي أبوإسماعيل الذي تعامل مع موضوع أمه علي انه قضية في مكتب المحاماة الفاشل الذي يمتلكه فأضاع شبابًا وكاد يضيع وطنًا ... الموضوع أخلاقي بحت أمك معاها الجنسية ولا لا... إجابة صريحة نعم أم لا لأجل الوطن ولأجل الصدق الذي نادي به ديننا وإلا كتبت عند الله كذابا لأنك تتحري الكذب والمراوغة في كل ردودك علي الموضوع... أين «الجرين كارد» أين جواز السفر المصري أين عائلتك الساكتة عن الحق... يا سيد حازم ارحم هذا الدين وارحم الوطن ودع أوراق القضية جانبا وأجب إجابة واحدة صريحة مشفاة .. معاها جنسية أمريكية ولا لا .. لماذا تصمت عائلتك.. أين الجرين كارد ...كفاك مراوغة.
ويوجه سامح سمير رسالة إلي الأستاذ المحامي حازم صلاح أبوإسماعيل فعلي حد قوله (لا يستطيع نعته بالشيخ الآن): حقا لقد سئمت قصتك فكل الاحتمالات تصيبني بالملل قائلاً: ان كانت الوالدة أمريكية فعلا وأنت تدري ولكن تصمم علي الدفاع عن الباطل مستندا إلي ثغرات قوانيننا العقيمة فأنت تخدع الشعب المصري ومستميت علي السلطة وعار علي الإسلام والوطن.
واستطرد وان كانت والدتك أمريكية وأنت لا تعلم فأنت قاطع للرحم وناشر للفتنة ولا تصلح للترشح باسم الدين وشرع الله ان كانت الوالدة غير أمريكية وأنت تمتلك المستندات الأمريكية والحقيقية لإثبات غير ذلك ولم تخرجها حتي الآن وتصر علي استغلال الموقف إعلاميا.. فاعلم أنك تتاجر بنار الفتنة التي تنتشر في الشارع منذ فتح القضية.
 
أما رامز محيي يقول ما أراه الآن هو عدم اعتمادك علي أي دليل (حقيقي) سواء لعدم امتلاكك أو لتفكيرك الإعلامي فانت تعتمد علي الارهاب بشحن أنصارك المتعصبين - فالعاقلون منهم بدأ الشك يساورهم - ضد كل من يعارضك موضحاً ان الجنسية الأمريكية تثبت أو تنفي بأوراق أمريكية لا أوراق الداخلية المصرية.. فهذه حقيقة لا يرفضها إلا جاهل أو متعصب أعماه تعصبه واعتبر ما يحدث هو اشعال لفتنة نائمة وقد لعن الله من أيقظها.
وأضاف إنه لا يهمني الآن إن كانت الوالدة أمريكية أم لا ... فالواقع أنك في الحالتين تشعل النار ... ان كانت أمريكية فأنصحك بتقوي الله وصرف أنصارك والتوبة والاعتذار والاعتراف بخطئك... وان لم تكن أمريكية فأنصحك أيضا بتقوي الله واظهار ما يقطع الشك باليقين... لعن الله من أيقظها.. لعن الله من أيقظها.. لعن الله من أيقظها.
ظاهرة نفسية
د.مني الفرناواني استاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس تؤكد أن المشكلة تنحصر في القصة الأزلية للشعب المصري   أن كل نظام استبدادي يلعب علي محورين الفقر والجهل حتي ينشغل الناس في توفير احتياجاتهم الأساسية ويبتعدوا.. الذي يجعل من بعض الأثرياء تستقطب الفقراء والجهلاء فدخلوا من منفذ الدين.. إنه الأمان والسبيل الوحيد للخروج من حالة التخبط التي تمر بها البلاد ويلوح له بالجنة وأنه الخلاص مما يعانيه من عذاب بسبب غياب النظام القديم.
تضيف: الشيوخ يجيدون التعامل مع المواطنين بحكم خبرتهم بالخطاب الديني فيكونوا أسرع في استقطاب الناس وتوجيههم حيث شاءوا.. خاصة أنه لا يوجد خطاب واضح ومحدد وبرامج مدروسة من أي من المرشحين فأصبحت المنافسة في الكلام وهم يتمتعون بمصداقية عالية في الشارع المصري.
 
وبالنسبة للشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل أصيب بما يسمي تضخم الذات ويرجع الفضل في هذا لأتباعه وأتباع والده الذين ورثهم خلفاً له فالتفوا حوله وغرته كثرتهم وأخذ يتوعد ويهدد في معظم خطاباته المجلس العسكري و«الدنيا كلها» من منطلق القوة والسلطة والمفوضية التي منحها له اتباعه للحديث عنهم فهيأ نفسه أنه رئيس مصر القادم « عاش الحلم واقع» وتعامل علي أساسه فإذا لم تسر الأمور حسب رياحه وما تشتهيه دعاهم للنزول إلي الميدان فيلبون هاتفين باسمه دون أن يضع في الاعتبار كم الدم المهدر وإذا قضيت مصلحته من الميدان أصبح نزولهم إليه خروجًا عن الحاكم لأنه يعطل عجلة الإنتاج وسير الديمقراطية.
كما اشارت إلي ان الحقيقة التي لم يدركها أتباعه حتي الآن أنه بشر يخطئ ويصيب ويسير الأمور وفقاً لظروفه فكيف عند ملء استمارة أو كتابة معلومة عن والدته يكون رده «في حدود علمي لا تحمل جنسية أخري».. من الطبيعي أن يأتي بعدها من يوقظه من حلمه ويهبط به من سماء الحلم لأرض الواقع».. ومن الطبيعي ألا يتقبل الأمر أنصاره إذ رأوا فيه المخلص ومحقق الأحلام وهم الآن مغيبون لأبعد الحدود غير مدركين أن بداية خراب الدنيا «الكذب».. والخطأ من البداية يقع علي عاتقه فهو رجل دين وداعية أولي به أن يوجههم بالتزام الصمت لعدم إثارة الفتنة والبلبلة في جو مشحون.
 
تري د.سامية الساعاتي أستاذ علم الاجتماع جامعة عين شمس أن الشعب المصري قد اعتاد حياة القطيع وسلوكياتهم التبعية.. فإذا وجد أحدهم طابورًا وقف فيه اعتقاداً بأنه مخبز جمعية استهلاكية توفر له احتياجاته الأساسية مادام الجميع يقف فيه فلابد من وجود هدف فيقف في الطابور أولاً ليحفظ مكانه ثم يسأل عن الهدف .. وهو ماحدث مع أولاد أبوإسماعيل التفوا حول الشعارات الدينية لأنها نقطة ضعف المواطن المصري سواء مسلم أو مسيحي، الدين هو حياة أوموت بالنسبة له.. دون النظر للأمور بشكل عقلاني أو السؤال عن الهدف من خلع العباءة وارتداء بدلة؟.. تصدير شعارات مثل المهدي المنتظر وصلاح الدين.
 
أما أبوإسماعيل نفسه فهو يعتمد علي كاريزما الخطاب الديني التي نجحت في حشد الآلاف من خلفه مثل جمال عبد الناصر- مع الفارق في التشبيه - في قوة خطابه وأثره في نفوس الجماهير.. لكن ماهو برنامجه للحياة الكريمة التي يطرحها؟ الإجابة لا برنامج محدد.
ويقول د. علي أبو ليلة استاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس جمهور أبوإسماعيل من الشرائح الطبقية الدنيا ذات المستوي الثقافي المنخفض والذي كلما انحدر زادت القابلية للاستمالة والاستهواء واللعب بالعواطف والمشاعر الدينية وتعلقهم به وصل لدرجة الهوس لأنه تعلق عاطفي وغير عقلاني.. هذه الشرائح تعاني من ظروف معيشية صعبة ومع رجل مثل أبوإسماعيل تشعر بأنه طوق النجاة الذي ستتغلب معه علي كل مايواجهها من عواقب».
بتحليل د. أبو ليلة لشخصية أبوإسماعيل يري أنه يضبط نفسه تبعاً لموجة العامة ويشد رحاله مع التيار والرأي السائد ويمكن وصفه بأنه «رئيس الحرافيش» و«الزعيم الملهم» قياساً بردود أفعالهم وما تردد حول استعداد بعضهم للشهادة من أجل شخص أبوإسماعيل فقد استطاع فعلياً استقطاب فئة المهمشين في المجتمع وهي «قنبلة موقوتة» إذ يبلغ عدد سكان العشوائيات مايزيد علي 12 مليون ومفهومهم عن الحرية أنها إن لم تحصل علي نصيبها من البلد قد يسعون لإحراقها دون وعي.