الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«حواء» تعلن حالة الطوارئ داخل البيوت بسبب الامتحانات

«حواء» تعلن حالة الطوارئ داخل البيوت بسبب الامتحانات
«حواء» تعلن حالة الطوارئ داخل البيوت بسبب الامتحانات




كتبت – مروة فتحى

«لا صوت يعلو فوق صوت الامتحانات» شعار يرفعه أولياء الأمور خاصة فى شهرى مايو ويونيو حيث تنطلق خلالهما الامتحانات فى المدارس والجامعات، فتعلن الأمهات حالة الطوارئ القصوى، أما الطلاب فينظمون معسكرات فى المنازل للاستذكار وتتولى الأم من تلقاء نفسها مهمة قيادة المعسكر، فهى المسئولة عن استتباب الأمن وتحقيق أقصى درجات الهدوء فى المنزل، وتزداد الأمور شدة إذا وجد فى المنزل طالب بإحدى الشهادات العامة كالإعدادية أو الثانوية، فيما يكثف الأساتذة والمعلمون الدروس الخصوصية استعدادا لهذا اللحظة الحاسمة للطالب الذى لا يهمه سوى أن يدخل الامتحان ليضع كل ما ذاكر فى ورقة الإجابة ويخرج خالى العقل من كل ما ذاكر.
لم تستطع رانيا على «بكالوريوس تجارة» أن تمارس حياتها بشكل طبيعى فحالة الطوارئ المفروضة فى البيت بسبب امتحانات شقيقها، انعكست على جميع من فيه، فالخروج ممنوع، والتليفزيون ممنوع، وإذا قمت بتشغيله فلابد أن يكون الصوت منخفضا جدا، وكل مظاهر الترفيه ممنوعة إلى أن تنتهى الامتحانات.
أما منزل سهير توفيق «ربة منزل» فقد تحول إلى مدرسة أو سنتر، فالمدرسون قاموا بتكثيف الدروس، لكن كله يهون فى سبيل النجاح، وقالت: الامتحانات أثرت علينا فى كل شيء، فلا وقت لعمل الأكلات التى تحتاج إلى وقت ومجهود، فنلجأ إلى الأطعمة الخفيفة والسريعة، حتى تنظيف البيت يتم بشكل سريع وننتظر انتهاء.
معاناة سلمى عبد العزيز «موظفة» من نوع مختلف فلها ابن فى الثانوية العامة، ذلك «البعبع» الذى يخشاه المصريون جميعا، فمنذ بداية العام الدراسى والولد لا يخرج من المنزل إلا للدروس، ثم العودة إلى المنزل ليجلس فى غرفة مغلقة عليه يذاكر فيها، ولا يخرج منها إلا لتناول الطعام أو الشراب، أما الفسحة والتليفزيون فقد أصبحا من الممنوعات فى حياته، خاصة مع اقتراب موعد الامتحانات فى شهر يونيو المقبل.
خبراء التربية، أكدوا أن الحياة ليست مذاكرة فقط، حتى لو كانت فترة الامتحانات، فلابد أن يشعر الطالب بالترفيه حتى لا يشعر بالضيق من المذاكرة والامتحانات، حيث يؤكد د.محمد المفتى عميد كلية التربية الأسبق بجامعة عين شمس أن الأسرة يجب أن توفر جوا هادئا لأبنائها للمذاكرة بشرط عدم الضغط عليهم، مع مراعاة عدم حدوث أى مشادات أو خلافات داخل المنزل.. وأضاف: يجب ألا يشعر أولياء الأمور أبناءهم بالقلق والخوف من الامتحانات، بل تشجيعهم وتوفير الجو النفسى المناسب لهم بعيدا عن الازعاج، وعلى الطلاب أنفسهم تقسيم الوقت بحيث يكون هناك وقت للمذاكرة والترفيه والنوم، وعدم السهر لساعات طويلة لأن السهر يؤثر على الحالة النفسية للطالب، ولفت إلى أن الطالب لابد أن يذاكر من بداية العام الدراسى، وفى هذه الفترة عليه أن يهتم بمراجعة الأفكار والمفاهيم الأساسية للدروس، وقبل الامتحان يجب أن يمنح نفسه الفرصة للراحة بعيدا عن المذاكرة، وأشار إلى أن بعض الطلاب يشعرون قبل الامتحان بأنهم قد نسوا كل شيء، وهذا أمر طبيعى فالخوف يفعل بهم هذا، ولكن بمجرد دخول الطلبة اللجنة ستتدفق المعلومات فى عقله وسيستطيع الإجابة عن أسئلة الامتحان.
ويلتقط د. محمود كامل، أستاذ المناهج وطرق التدريس بجامعة عين شمس، أطراف الحديث، مشيرا إلى أننا لابد أن نتعامل برفق مع أبنائنا فى فترة الامتحانات، ونوفر لهم الجو المناسب للمذاكرة من مكان مريح وطلق بعيدا عن شعورهم بالانعزال فى حجرة مغلقة، مع وعدهم بحوافز وإثابات يحبونها لتحفيزهم على المذاكرة والتحصيل والنجاح، وطالب الأسرة بأن يكون صدرها رحبا للاستماع لأبنائها خلال هذه الفترة.
فيما أشار د.سيد عبد العظيم، أستاذ الطب النفسى بجامعة القاهرة، إلى ضرورة تنظيم الوقت بين المذاكرة والراحة، مع ضمان توفير الوقت المناسب للنوم وهو 8 ساعات يوميا، مع توفير وقت للاسترخاء، مع ضرورة أن تتحلى الأسرة بالهدوء، بما ينعكس على الحالة النفسية للطلاب أنفسهم، وكذلك يجب الاهتمام بالتغذية السليمة للطالب فى هذه المرحلة، مع التأكيد دائما أن الطالب يفعل ما عليه من مذاكرة واجتهاد.