الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

العلماء يحذرون من سوء الظن ونشر الشائعات

العلماء يحذرون من سوء الظن ونشر الشائعات
العلماء يحذرون من سوء الظن ونشر الشائعات




فى الوقت الذى تسير فيه الدولة إلى تحقيق مزيد من الاستقرار والتنمية للمجتمع المصرى  تظهر بعض الشائعات التى تحاول ان تهدد استقرار المجتمع وتزعزع من استقراره من خلال نشر سوء الظن، وهو ما ظهر واضحا فى الفترة الأخيرة ما دعا الرئيس السيسى إلى الدعوة لضرورة إعادة بناء الثقة بين المصريين
ففى البداية يوضح   الشيخ  أحمد تركى – من علماء وزارة الأوقاف  - إلى أن القرآن الكريم نزل لتقويم الإنسانية وإصلاحها، مبينًا أن الناس أنواع: صالح فى نفسه ومصلح لمجتمعه، وفاسد فى نفسه ومفسد لمجتمعه، موضحًا أن الكلمة الطيبة هى طريق لإصلاح الأعمال وغفران الذنوب وبناء الأمم، يقول تعالى: «يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا»، فالمصلحون يبغون بناء الأمم، والمفسدون يهدمون الأمم، متخذين من الكلمة الخبيثة وسوء الظن ونشر الشائعات وسائل لأغراضهم الخبيثة.
كما بين أن حفظ الأمن الفكرى من الأصول الشرعية الواجبة، ونشر الشائعات وسوء الظن يهدد الأمن الفكرى للمجتمع، مؤكدًا أن تسميم الفكر أخطر من تسميم الطعام والشراب، ويعتبر من الكبائر، فلابد من الكلمة الطيبة وحسن الظن طريقا للبناء والتنمية للوطن والمواطن، داعيا الله تعالى أن يحفظ مصر من كل مكروه وسوء، وأن يجعل رايتها عالية خفاقة.
فيما يوضح الدكتور نوح عبد الحليم العيسوى - مدير عام بحوث الدعوة بالأوقاف  – أن سوء الظن هو أحد الأمراض الخطيرة التى تؤدى إلى هدم المجتمع، لما له من أثر سلبى فى توتر العلاقات بين الناس، ولذلك  حذر منه الإسلام ونهى عنه، فقال سبحانه: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ « -(سورة الحجرات:12)، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): «إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الْحَدِيثِ، وَلاَ تَحَسَّسُوا، وَلاَ تَجَسَّسُوا، وَلاَ تَحَاسَدُوا، وَلاَ تَدَابَرُوا، وَلاَ تَبَاغَضُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا» (رواه الإمام البخاري).
مؤكدًا أنه لا يجوز لأحد أن يظن بأخيه سوءًا، فسوء الظن يؤدى إلى الخصومات والعداوات، وتقطع الصلات بين الناس، ومن ثمَّ  بين أفراد المجتمع، فكم أوقع سوء الظن من فراق بين المتحابين، وقطيعة بين المتواصلين، وبناء على ذلك فإن المسلم مأمور بأن يحسن الظن بإخوانه، وأن يحمل ما يصدر عنهم من قول أو فعل على محمل حسن ما لم يتحول الظن إلى يقين جازم، فالله عز وجل أمرنا بالتثبت فيما يصدر من الآخرين، فقال سبحانه: « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ» (سورة الحجرات: 6)، ونبينا  (صلى الله عليه وسلم) أمرنا بحسن الظن، فيما رواه الإمام مسلم فى صحيحه عن جَابِر بن عبد الله (رضى الله عنهما) قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ (صلى الله عليه وسلم) قَبْلَ مَوْتِهِ بِثَلاَثٍ، يَقُولُ: « لاَ يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلاَّ وَهُوَ يُحْسِنُ بِاللهِ الظَّنَّ».
ولفت إلى أنه يجب علينا جميعًا أن نقتدى بالنبى (صلى الله عليه وسلم) فى حُسن الظن بالله، وحسن الظن بالناس، وعدم تعجّل الحكم على الآخرين، ولنطبق هذا المنهج القويم فى حياتنا وسلوكنا، كما طبقه الصحابة الكرام (رضوان الله تعالى عليهم)، يقول عمر بن الخطاب (رضى الله عنه): «لا تظن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن شرًّا، وأنت تجد لها فى الخير محملاً»، فلو تخلقنا بخلق المصطفى (صلى الله عليه وسلم) لمنعنا الكثير من الأذى وقطيعة الرحم، وتفكك الأسر، وبالتالى تفكك المجتمع.
فيما أوضح مرصد ادار الإفتاء المصرية أن هناك محاولات من أجل تشويه الرموز والمؤسسات المصرية ذات التاريخ العريق والدور الكبير الذى يحظى بتقدير واحترام جميع فئات الشعب المصرى.
وقال المرصد إن عملية التشويه تلك تتسق مع نشر الفوضى والنيل من الرموز والشخصيات المهمة فى الوطن، حيث تعتمد بشكل كبير على إطلاق عدة شائعات تنال من سمعة المؤسسات ودورها الوطنى وقدراتها الذاتية، وتمس أيضًا شخصيات دينية وسياسية وفكرية تحظى باحترام وتقدير جميع المصريين، وذلك بهدف التأثير على مصداقية تلك المؤسسات لدى المواطن المصري، وتشويه صورة القائمين عليها.