الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«توتا أبسيلوتا» تدمر محصول الطماطم فى إسنا

«توتا أبسيلوتا» تدمر محصول الطماطم فى إسنا
«توتا أبسيلوتا» تدمر محصول الطماطم فى إسنا




الأقصر – سارة الهوارى


كارثة جديدة تضرب الزراعة بالأقصر، وتدمر أهم نوع من أنواع الخضروات، قبيل 33 يوماً من قدوم شهر رمضان المعظم، هذا المحصول الذى تبحث عنه سيدات الأقصر بصورة يومية لشرائه بأسعار مناسبة سنوياً بالأقصر، انه محصول الطماطم بمدينة إسنا التى تعد أكبر منتج له فى مصر حيث تنتج بمفردها ثلث إنتاج الطماطم على مستوى الجمهورية.
هذا المحصول تعرض لخسائر فادحة بعد أن تم تدميره   بسوسة الطماطم «توتا أبسيلوتا» التى انتشرت بكثافة فى مزارع مدينة إسنا، ولم تفلح المبيدات الحشرية التى يشتريها المزارعون فى مواجهة السوسة، لكونها مغشوشة بالكامل من قبل تجار السوق السوداء، الذين قاموا بتخفيفها بصورة جعلتها تفقد قدرتها فى مواجهة السوسة بفعل الجشع.
يقول المهندس ربيع نجار وكيل وزارة الزراعة بمحافظة الأقصر، ان مركز إسنا يعد أحد أهم المناطق التى تقوم بزراعة محصول الطماطم، وأن المساحة المنزرعة هذا العام تفوق الـ12 ألف فدان بنسبة 5% من الإنتاج الكلى للطماطم بمصر، مؤكدا أن الزراعة تطورت بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية، وأن أغلب الزراعات تحولت إلى زراعات داخل الصوب البلاستيكية لتقليل الفاقد من الإنتاج، وتحسين مواصفات الإنتاج الكلية لمحاصيل الخضر ومنها الطماطم.
وأوضح ربيع نجار، أن المحافظة صدرت نحو 30 طن طماطم مجففة هذا العام، وأن هناك توجها ورغبة لدى المسئولين عن القطاع الزراعى، والمزارعين باستغلال الإنتاج وإقامة مصنع لمعجون الطماطم بمنطقة إسنا، لخفض كمية الفاقد بسبب عجز التسويق، وطول المسافة لأسواق القاهرة والإسكندرية،
وأشار نجار إلى أن الوزارة تدرس حاليا إقامة مصانع متخصصة بالمناطق الأكثر إنتاجا للمحصول الواحد، وبما يحقق زيادة نسبة الاستفادة من الإنتاج خصوصا المحاصيل الرئيسية، موضحاً أن منطقة إسنا من المناطق الواعدة التى يتم تطويرها بشكل تقنى، وبما يتناسب مع المستجدات على الساحة الزراعية العالمية والمحلية بشأن خفض كمية الفاقد، وزيادة معدلات الإنتاج من المحاصيل الزراعية المختلفة، واتباع النظم الحديثة فى رى تلك المحاصيل، وتحقيق أكبر استفادة من نفس وحدة المساحة.
يرى أبو الحجاج محمد على  مهندس زراعى بالأقصر إن الكارثة الجديدة بمدينة إسنا هذا العام جاءت فى صورة مبيدات حشرية خارج الخدمة، ولا تصلح لمواجهة سوسة الطماطم، وتسببت تلك المبيدات الفاسدة فى خسائر لا تقل عن200 مليون جنيه، بعد تدمير محصول الطماطم فى حوالى 8 آلاف فدان طماطم خارج وداخل الزمام حتى الآن، حيث إن الطن الواحد يصرف حوالى 25 ألف جنيه، والمكسب من الفدان الواحد يصل 40 ألف جنيه، وفى موسم شهر رمضان يصل مكسب الفدان الواحد لحوالى 120 ألف جنيه، وينتج حوالى 300 عداية طماطم، أى مكاسب تلك الـ8 آلاف فدان قد تصل لحوالى 950 مليون جنيه.
ويؤكد عبد المقصود أحمد مهندس زراعى بمدينة إسنا، أنه يوجد 12 ألف فدان من الطماطم تمت زراعتها لتغطية متطلبات السوق بعدد من المزارع الخاصة بأبناء المدينة فى مناطق خارج زمام الظهير الصحراوى وداخل الزمام أيضاً، وكذلك فى مختلف قرى مدينة إسنا، ومافيا المبيدات الحشرية المغشوشة دمرت أكثر من ثلثى تلك المحاصيل بمزارع إسنا حتى الآن.
ويضيف المهندس عبد المقصود أحمد أنه من مسئولية وزارة الزراعة أن تقوم بمتابعة أعمال تلك المزارع الخاصة بالطماطم بأكبر مدينة فى مصر تنتج محصول الطماطم، حيث إنه من الواجب على الوزارة خروج حملات مكثفة واختبارات متجددة على جميع المبيدات الحشرية المنتشرة بالأسواق، مؤكداً أن الأزمة الكبرى ليست فى ضياع أغلب محصول هذا العام ولكن فى مستقبل المزارعين الذين أقبل أغلبهم على بيع أراضيهم لدفع ثمن المبيدات التى سحبوها من الأسواق بملايين الجنيهات، على أمل سدادها عقب جنى المحصول وحصد مكاسبهم.