مستشار وزير الكهرباء للشئون النووية: توقيع العقد التجارى مع روسيا لإنشاء المحطة النووية قريبا

 حوار - سامى عبد الرحمن


 أكد الدكتور ياسين إبراهيم مستشار وزير الكهرباء للشئون النووية أن المفاعل النووى المصرى على بعد امتار قليلة  من توقيع الاتفاق النهائى مع روسيا وقال ياسين خلال حواره مع «روزاليوسف» إن العقد الذى يبرم بين البلدين يعد عقدا تجاريا ومن حق كل من القاهرة وموسكو مراجعة بنود هذا العقد وهذا وضع طبيعى فى ابرام اتفاقيات دولية فى مجال النووى السلمى .. ولابد ان يحكم هذا الاتفاق التزام بالمعايير الدولية.. وهناك بنود تم حسمها والمتعلقة بضمان جودة الأعمال وانواع الاعفاءات الضريبية التى أتاحها القانون على ما يتم استيراده من الخارج لصالح البرنامج النووى السلمى.. العديد من الأسئلة طرحناها على العالم النووى الدكتور ياسين إبراهيم رئيس هيئة المحطات النووية السابق ومستشار وزير الكهرباء الحالى للشئون النووية.. واليكم نص الحوار..
■ ترى ان المحطة النووية بالضبعة تأخرت كثيرا؟
- المحطة النووية تأخر تنفيذها قرابة 50 عاما.. خاصة أن مصر بدأت فى المشروع النووى المصرى عام 1961 بإنشاء مفاعل أنشاص وأن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر اتخذ قرارا بالبدء فى إنشاء محطة نووية لإنتاج الكهرباء وتحلية المياه فى منطقة سيدى كرير وتم اتخاذ خطوات جيدة ثم تلتها حرب 67 وأجل المشروع وبعد حرب أكتوبر جاء ريتشارد نيكسون وتم الاتفاق مع السادات على إنشاء محطتين نوويتين من الولايات المتحدة الأمريكية وتم طرح المواصفات وتقدم لتلك المحطتين شركتان أمريكيتان ولكن قبل توقيع أمريكا فرضت شروطا لن يقبلها الرئيس السادات وتوقف المشروع الذى كان سينتج 600 ميجا وات وتلى ذلك حرب 1967 ثم حرب اكتوبر .. وعندما جاء الرئيس الاسبق مبارك فى طرح المشروع فى اوائل الثمانينيات حدثت كارثة مفاعل تشيرنوبل فى منتصف الثمانينيات وتوقف المشروع مرة اخرى.
■ إلى أى الأنظمة ينتمى مفاعلنا النووى ؟
- المفاعل النووى المصرى ينتمى الى الجيل الثالث المطور من المفاعلات ويعمل بنظام الماء الخفيف المضغوط.. والمفاعل يتم تصميمه وفقا للمتطلبات الأوروبية.
■ وماذا عن معدلات الأمان التى يتمتع بها المفاعل؟
- المفاعل النووى يمتاز بأعلى معدلات الأمان النووى ويمكننى أن أكد لك أن المفاعل يتحمل حتى لو اصطدمت به طائرة ركاب بجانب الى تحمل الزلازل حتى 8.5 درجة بمقياس ريختر ويتوقف المفاعل ذاتيا فى حالة وقوع كوارث طبيعية.
■ وماذا عن النفايات المنبعثة من المفاعل؟
 - لا توجد اى انبعاثات خارج المبنى أو محيط المفاعل المحطة تكون مؤمنة تماما ولا يحدث أى تسرب لنفايات وهذا الأمر مستبعد تماما ويكفى أن أقول إن انبعاثات المحطات النووية لا تساوى عشر انبعاث أشعة الأسنان.
■ وكيف يمكن دفن نفايات وقود المفاعل؟
- يتم إنشاء أوعية خرسانية لحفظ الوقود المستنفد وهذه الأوعية يمكنها حفظ مثل هذه النفايات لمدة 100 عام وذلك يتم طبقا للاكواد والمعايير العالمية.. ومن الممكن اعادة استخدام الوقود المحترق مرة أخرى.
■ وهل يتضمن عقد إنشاء المحطة النووية التزاما بتوفير الوقود؟
- بالفعل عقدنا مع روسيا الدولة المنفذة للمفاعل النووى المصرى به بند لتوفير الوقود النووى طيلة عمر تشغيل المفاعل ووفقا لأسعار السوق العالمى ويصل عمر المحطة النووية من 40 إلى 60 عاما.
■ لكن المجتمع المصرى مازال يشعر بتخوف من استخدام المفاعلات النووية؟
- ردا على مخاوف المجتمع المصرى أذكر لك ان كل الضحايا فى حادثة تشرنوبل فى الثمانينيات أقل من 50 مواطنا 18 شخصا لقوا مصرعهم خلال اطفائهم الحريق من أجهزة الحماية المدنية و28 توفوا بعد الحادثة بـ3 أشهر.
■ اذكر لى خطوات ما بعد توقيع الاتفاق النهائى؟
- يتم بعد ذلك مراجعة العقود من جانب هيئة الرقابة النووية والاشعاعية وجهاز شئون البيئة وهذا يظل لمدة 6 أشهر ثم مراجعة الدراسات التفصيلية للمشروع والدراسات المكملة بجهاز الامان النووى وهذا يستمر 18 شهرا.. ثم مراحل بناء المفاعل خلال 5 سنوات أى خلال 7 سنوات من توقيع العقد يصبح لدينا أول مفاعل نووى مصرى.
■ وماذا تضم محطة الضبعة من مفاعلات؟
- المحطة تضم 4 مفاعلات نووية قدرة الواحد 1150 ميجاوات بإجمالى 4600 ميجاوات ليتم إضافتها إلى الشبكة القومية للكهرباء.
■ وهل لدينا محطات اخرى محتملة غير الضبعة؟
- هيئة المحطات النووية سبق لها أن أعدت دراسات بمناطق اخرى غير الضبعة فى ساحل البحر الأحمر والساحل الغربى وغرب مطروح ودعنى أقولك لك أنه بعد 11 عاما من الآن سأكون مطالبا بمضاعفة شبكتى الكهربائية.