السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«قانون حراسة الشهوة» محاولة لتحرير اللغة العربية

«قانون حراسة الشهوة» محاولة لتحرير اللغة العربية
«قانون حراسة الشهوة» محاولة لتحرير اللغة العربية




كتب - إسلام أنور

رغم ما تعيشه المجتمعات العربية من حالة حراك كبير على كافة المستويات، تبدو اللغة العربية محاصرة، وعاجزة عن التعبير، وبخاصة فى ظل حالة الفصام بين اللغة العامية المتداولة فى كل مجتمع عربى وبين اللغة العربية الفصحى الرسمية.

فى كتاب «قانون حراسة الشهوة» للروائى السورى خليل صوليح يقدم الكتاب مسألة لوضع اللغة العربية فى واقعنا المعاش، وخاصة فى مجال الأدب ويتساءل عن القيود التى تسجن اللغة العربية، متبعًا تاريخ الرقابة والمصادرة فى التراث العربي، مشيرًا إلى أن هذه الرقابة كانت أخف وطأة مما نعيشه اليوم فضمن هذا التراث وصلتنا كتب مثل «ألف ليلة وليلة» و»نزهة الألباب»، ويرصد الكتاب المفارقة بين دعوات الفضيلة اللغوية فى حين يغمر الانحطاط الأخلاقى حياتنا اليومية.
ويقدم الكتاب الذى صدرت طبعته الأولى عن دار نينوى فى دمشق وصدرت طبعة جديدة منه عن دار أخبار اليوم فى القاهرة، قراءة ومقارنة بين الكتابة الأيروتيكية فى الأدب العربى والآداب الأجنبية، عبر 40 فصلا،  يحاور نصوص العديد من المبدعين؛ من أمثال ألبرتو مانغول، إدواردوغاليانو، أناييس نن، جان جنيه، فروغ فرخ زاد، غادة السّمان، أدونيس، نزيه أبو عفش، محمد شكري، زكريا تامر، أليف شفق، وأمين معلوف؛ لكن هذا ليس كتابًا فى النقد، بل كتاب فى تقاسم المتعة مع قارئ لبيب.
يقول صوليح : « لدى قناعة شخصية بأن الجسد المكبّل يُنتج كتابة مُكبّلة بقيود من خارجها، وتالياً فإن مناوشة الجسد كلحظة تخييلية هى محاولة لنبذ سلطة عليا مقدّسة، إذا اتفقنا أن السلطة تخلق الفرد ابتداء من جسده، وفقاً لما يقوله ميشيل فوكو. هذه الكتابة إذًا، باستعمالها الجسد كذريعة نصيّة، تسعى ذهنيًا إلى تحريره من عبوديته، وتحرير الكتابة نفسها من الزخرفة اللغوية المراوغة، وذلك بذهابها إلى جملة خشنة لا تخشى حفر الطريق».
يضيف صاحب جنة البرابرة «الكتابة الإيروتيكية العربية ستبقى إثما محضا لسبب بسيط هو أن محاكمتها تأتى من موقع أخلاقى فى الدرجة الأولى وليس من عتبة نقدية تناوش النص جماليا، هذا الرعب من رنين عبارة جنسية فى ثنايا حياة متخيلة سيبقى ملازما لهتك القيم الراسخة كنوع من الطهرانية الكاذبة».
ويشير صوليح إلى إن الضمير المظلوم فى اللغة العربية هو ضمير المتكلم الذى يقصيه معظم الروائيين والروائيات “لإبعاد شبهة السيرة أو الاعترافات” عن أنفسهم».
يذكر أن خليل صويلح روائى وصحفى سورى من مواليد الحسكة 1959 صدر له العديد من الروايات منها «عين الذئب» و»وراق الحب» و»جنة البرابرة» وحصل على جائزة نجيب محفوظ التى تمنحها الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 2010