الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مسلسل يرصد واقع مصر بين ثورتين

مسلسل يرصد واقع مصر بين ثورتين
مسلسل يرصد واقع مصر بين ثورتين




كتبت - سهير عبدالحميد

على مدار الخمس سنوات كانت الأعمال الفنية تتناول الأحداث التى مرت بها مصر على استحياء وبعضها يتناول حدثا واحدا ويركز عليه لكن مسلسل «الوسواس» الذى عرض مؤخرا وبعد تأجيل عامين قام بتجميع كل ما مر به الشارع المصرى من 2011 حتى 2013 بداية من ثورة 25 يناير وسقوط نظام مبارك وما تبعها من أحداث متسارعة وصعود التيار الدينى ووصوله للحكم حتى قيام ثورة 30 يونيو ولم يغفل ظهور النخبة والشعب المطحون وتجار الدين والمنافقين ورموز الفتنة.

 

صناع «الوسواس» أكدوا لـ«روزاليوسف» أن العمل لا يخص زمانا أو مكانا بعينه بقدر ما يرصد واقعا مكررا عاشه العرب وليس مصر فقط مؤكدين أن التاريخ يعيد نفسه فالحاكم الظالم الذى يستقوى بسلطته على الشعب موجود فى كل بلد وتجار الدين الذين يستخدمونه لخدمة مصالحهم أيضا موجودون وبينهما يتواجد النخبة والمتلونون والشىء الثابت الذى تؤكده الأيام هو أن الجيوش هى حصن الأمان لأى وطن وليس الأشخاص لأنهم زائلون والجيش هو الباقى.
فى البداية يتحدث المؤلف محمد ذوالفقار عن «الوسواس» وبداية كتابته له قائلا: الفكرة تولدت لدى عام 2013 فى أواخر عصر الإخوان واشتغلت عليها عامين وكنت كل يوم أضيف للعمل حدثا جديدا حيث بدأت بطغيان الحاكم واستقواه بسلطته ونهايته ومحاولته توريث الحكم لحفيده ودور النخبة أو المثقفين فى هذا التوقيت وبالتوازى ظهر التيار الدينى على السطح ومحاولته ركوب الموجة إلى أن انكشف الوجه الآخر لهم وتوالت بعد ذلك باقى الأحداث حتى وصلنا لقمة الحدث وهى الثورة الثانية التى بطلها الجيش وهنا أنا قدمت حكاية تصلح لأى زمان ومكان وهذا يجعلها تعيش أكثر وكل إنسان يفسرها على حسب رؤيته وهذا بالفعل حدث منذ بداية عرض المسلسل حيث وصلتنى ردود أفعال متباينة فمنهم من يرى البلد الذى تدور فيها الأحداث هى مصر والبعض الآخر يراها سوريا وآخرون يرونها العراق وهذا التباين فى الآراء أسعدنى جدا.
وأشار ذوالفقار إلى أن الاسم الأصلى للعمل لم يكن «الوسواس» لكنه حمل اسما آخر لكن بعد مناقشات بينه وبين المخرج حسنى صالح والمنتج محمد الجابرى والفنان تيم حسن استقروا على الوسواس والمقصود به عمل من أعمال الشيطان مؤكدا أن تيم هو صاحب فكرة الاسم وأنه عندما عرض المسلسل على الرقابة لم يجد أى مشاكل وكان ذلك أثناء فترة رئاسة المستشار عدلى منصور.
أما ظهور شاب يرتدى الزى العسكرى فى نهاية الأحداث والذى أنقذ البلد من تجار الدين وجسده الفنان محمود الجابرى فنفى ذوالفقار أن يكون يقصد شخصا بالتحديد مشيرا إلى أن الزى العسكرى هنا يقصد به الجيوش وليس الأشخاص وقال: أردنا أن نوصل رسالة معينة للناس فى الوطن العربى وهى أن جيش أى بلد هو حصن أمانها.
أما المخرج حسنى صالح فتحدث عن اختياره لفريق عمل الوسواس قائلا: دائما أراعى فى اختياراتى لفريق عمل أى مسلسل أقدمه أن يكون بشكل غير تقليدى بمعنى أن المشاهد يفاجأ عندما يرى الفنان فى هذا الدور وهذا ينطبق على كل أبطال «الوسواس» فمثلا تيم حسن بوسامته لم يتوقع أحد أن يقدم دور حاكم ظالم يستقوى بنفوذه على الشعب ويقتل وينهب دون أن يحاسبه أحد والحقيقة هو قدم الدور بشكل متقن أيضا نضال الشافعى الذى قدم شخصية مركبة واستطاع أن يخدع المشاهد حتى الحلقة العشرين بتدينه المزيف وأهدافه الخفية حتى ظهرت حقيقته وأعتقد أن هذا عشناه مع الإخوان.
وتابع صالح قائلا: عندما اخترت زينة لتقدم شخصية صباح كنت أراها جدا فى هذا الدور حيث قدمت الشعب المطحون بين رحايا حجرين أما سوسن بدر قمة الهرم فهى رمز الفتن فى كل الشعوب فعندما اخترتها للدور كنت أعلم تماما أنه لن يقدمه بهذا الشكل إلا هى وأنا لا أريد أن أنسى مجهود أساتذة مثل أحمد حلاوة وعلاء مرسى وأحمد راتب ومحمد عبدالحافظ وهبة مجدى والحمد لله برغم التأجيل الذى تعرض له المسلسل على مدار عامين إلا أنه حقق رد فعل جيدا مع الناس ولم يؤثر على نجاحه.
وأشار صالح إلى سعادته بالصدفة التى جمعت بين عرض الحلقة الأخيرة من المسلسل الخميس الماضى وظهور رمز الجيش الذى ينقذ أهل القرية من الطغاة وحصاد محصول القمح الذى يمثل الأمل والمستقبل وبين افتتاح الرئيس السيسى لمشروع المليون فدان قمح وأنه لولا أن المسلسل تم تصويره منذ عامين لاتهموهم باستخدم الحدث لصالحهم كنوع من النفاق.
وعن قسوة مشهد الذبح وقتل همام الذى جسده تيم حسن على يد شقيقه الشيخ حسانين قال صالح: هذا كان مقصودا لأن الواقع أصبح مؤلما أكثر من الخيال فنجد أن هناك بيوتا انقسمت وأصبح الأخ يقتل أخاه والقلب والضمير أصبحا فى إجازة.