الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الصحفيون ليسوا خونة

الصحفيون ليسوا خونة
الصحفيون ليسوا خونة




عيسى جاد الكريم يكتب:
فى 4 مايو جلست أنا وصديقى الصحفى محمد  السويدى على سلم نقابة الصحفيين بعد ان حضرنا أجتماعاً دعا له مجلس النقابة المنتخب، اخذنا نضحك ضحكًا كالبكاء ونحن نشاهد المواطنين الشرفاء وهم يرقصون على انغام الـ«دى جى» ويلوحون بإشارات بذيئة  وهم بالقرب من سياج حديدى وضع على حدود النقابة، تذكرنا أننا منذ 4 سنوات تقريبًا لم نجلس أو نقف على سلم النقابة وان آخر عهدنا به كان يوم 26 يوليو 2013 بعد ان اعيانا التعب والهتاف للجيش والشرطة لتأييدهم وتفويضهم لمواجهة الإرهاب بعد ان دعانا وزير الدفاع الفريق عبد الفتاح السيسى وقتها للخروج فى أيام عصيبة لنأكد للعالم وقوف الشعب معه لمواجهة الإرهاب المحتمل، كنا نواجه تهديدًا خارجيًا لوجودنا وتشكيكًا فى مصداقية قيادتنا وشعبيتها؛ وتشكيكًا فى ثورة 30 يونيو وفى قرارات 3 يوليو، كنا نشعر أننا فى مهمة وطنية.
تذكرنا عندما ذهبنا للاتحادية يوم 28 يونيو ويوم 30 يونيو ثم ذهبنا فى آخر ميعاد تم إعطاؤه من المشير السيسى للمعزول مرسى وجماعته، مهلة أعطاها لهم وقتها  بصفته وزير دفاع ينتمى لأعرق مؤسسة عسكرية وطنية، شعرنا وقتها بطعم النصر لأن هناك توحدًا فى هذه المؤسسة جعل رأسها يتخذ قرارات مهمة وخطيرة ..ينذر ويتوعد لأنه يرتكن إلى مؤسسة قوية متوحدة، لم يكن المشير السيسى يستطيع ان يأخذ قرارًا الا بتيقنه من توحد رؤيتها .
تذكرنا يوم 3 يوليو عندما ودع كل منا زوجته وأولاده مقسمين أننا لن نعود إلى منازلنا إلا بعد عزل مرسى ؛ خرجنا دفاعًا عن الحرية  وشاركنا فى عزل مرسى وجماعته؛ لعزل الفاشية الدينية التى لو تركناها لتوحشت وصادرت حريتنا، نحن لا نستطيع ان نعيش كصحفيين بدون حرية، يمكن ان نصبر على ضيق الحال وانخفاض المرتبات وضعف المكافآت ولكن لا نستطيع ان نعيش فى ظل فاشية تسرق حريتنا؛ خرجنا ندافع عن حرية وطن وشعب وأرض كانت تصفه الجماعة الغابرة  بأنه حفنة من تراب عفن، نحن لا نمن على أحد بأننا خرجنا فى ثورة 30 يونيو و3 يوليو و26 يوليو لندافع عن الوطن فهناك المئات من رجال الجيش والشرطة وأبناء الشعب ضحوا بأرواحهم دفاعًا عنه فنالوا الشهادة رحمهم الله وألحقنا بهم فى الصالحين.
تذكرنا عندما ذهبنا لمقر وزارة الدفاع  فى اول مايو2012 ندافع عنها ضد ميليشيات ابو اسماعيل التى كانت تريد اقتحامها كنا غير مسلحين الا بحب هذا الوطن ومعنا أهلنا الانقياء من سكان العباسية كان المشهد رهيبًا كان بعض زملائنا يصفوننا بالمجانين، نعم كنا مجانين بحب الوطن وحب جيشه، لم نتوانا لحظة فى الدفاع  عن هذا الوطن عندما رأينا الجماعة الإرهابية تريد سرقته بقرارات من مرسى المعزول وبإعلانات دستورية تجعل جميع السلطات فى يده انتفضنا وانتقدنا وكتبت حينها مقالاً بعنوان «ماذا يحدث لو مات الرئيس» كان يمكن  ان يلقى بى فى السجن لو كان مرسى وجماعته يستطيعون سجننا ؛ اكتفوا حينها بتهديدنا ووعيدنا بقطع أرزاقنا وفصلنا من صحفنا المملوكة للدولة عبر ميليشياتهم الالكترونية ولكن أخزاهم الله وشتت شملهم.
يوم 4 مايو الحالى تفحصت الوجوه من الصحفيين الحاضرين لاجتماع النقابة 90% ممن أعرفهم من الصحفيين الحاضرين انتخبوا الرئيس السيسى بل ودعوا لانتخابه ودعموه على مدى أربعة اعوام عندما كان وزيرًا للدفاع وبعد توليه مسئولية الرئاسة ؛ كانوا غاضبين يشعرون بالحزن على وطنهم وعلى مهنتهم نعلم اننا فى ظروف استثنائية نواجه فيها حربًا من جماعات إرهابية متربصة ومن دول إقليمية تسخر إمكانياتها لزعزعة استقرارنا ووحدتنا تبث الشائعات «ليل نهار» وتحاول ان تصنع الأزمات.
ولكن الصحفيين ليسوا خونة ليتم التشكيك فيهم وفى وطنيتهم او يتم وضعهم فى سلة واحدة مع اهل الشر وصانعى الفوضى ؛ والسلطة لا تخطىء، الصحفيون وطنيون مخلصون وقفوا مع هذا الوطن ومع قيادته فى احلك الظروف، لم يغضبوا الا بعد ان وجدوا ان هناك من يهدد أقلامهم فيهدد حرية الوطن وصوت الشعب، فبدلاً من ان تصدر أوامر القيادة  السياسية بضرورة ترك الحرية للصحافة الوطنية التى لا تروج الشائعات تغطى الأحداث، نفاجأ بمن يقول لنا اصمتوا لا تتكلموا بل نرى تهديد  وترهيب صحفيين نزلوا لتغطية الاحداث يوم 25 ابريل وتم احتجازهم ومنعوا من التجول فى الشوارع رغم إبراز هويتهم الصحفية، انتفضت النقابة دفاعًا عن اعضائها  حتى وإن كان تم الافراج عن الزملاء بعدها بساعات وقدمت بلاغات للنائب العام لمعرفة سبب ما حدث وحتى لا يتكرر مرة أخرى ولكن لم يتم التحقيق فى البلاغات حتى الآن!
 وجاءت الاحداث متوالية سريعة ومنها القبض على زميلين من مقر النقابة  اللذين اعتصما بها واتضح انهما مطلوبان للتحقيق فظهرت النقابة بمظهر من يؤوى مطلوبين وهو غير حقيقى فلا يقبل اى صحفى محب لوطنه ان يتستر على مجرم لأننا نريد دولة القانون والعدل، وضاعت فى خضم ذلك المشكلة الاساسية وهى أن هناك صحفيين من اعضاء النقابة تعرضوا للترهيب والمنع من تغطية عملهم الميدانى فصمت الصحافة ليس فى صالح الوطن ولا فى صالح نظام الحكم، أزمة النقابة وان كان يصورها البعض بأنها الأصح والأفضل فهى مكايدة سياسية فى غير محلها  فهم ليسوا فى خصومة مع نظام الحكم فكلنا نخدم الوطن كل فى مكانه وكل فى موقعه ويجب ان نكون يدًا واحدة  نخدم وطننا فى مشوار طويل مازال أمامنا سيستمر لسنوات لنحقق لهذا الوطن رفعته وللشعب آماله وطموحاته مسلحين بالكرامة والحرية.