الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

قصر البارون «كوم تراب» فى «باريس الصغرى»

قصر البارون «كوم تراب» فى «باريس الصغرى»
قصر البارون «كوم تراب» فى «باريس الصغرى»




الإسماعيلية - شهيرة ونيس


لا تزال أيادى الجهل والإهمال تطارد المبانى الأثرية بمحافظة الإسماعيلية، حيث يتم هدم عدد من القصور التى تتزين بها «باريس الصغرى»، وسط غياب تام للمسئولين، رغم أن هناك قرارا منذ ما يتجاوز 10 أشهر بتشكيل لجنة لحماية المبانى الأثرية بالمدينة لعدم هدمها والاقتراب أو النيل منها.
مؤخرا قام اللاعب حسنى عبدربه نجم النادى الإسماعيلى بضرب القرار عرض الحائط، من خلال هدم مبنى أثرى يمتلكه على الطراز اليونانى بمنطقة حى الإفرنج بالمحافظة، عقب عيد الأضحى الماضى، فى غفلة من المسئولين، لبناء برج سكنى «ناطحة سحاب»، الأمر الذى يهدد المبانى والمناطق الأثرية بالإسماعيلية، استكمالا لانتشار ظاهرة الأبراج السكنية التى أفقدت المحافظة مظهرها الجمالى.
يقول أحمد خليل موظف نحن نبكى بدل الدموع دما على ضياع تلك القيم الفنية التى تشفى العيون والنفوس، فضلا عن أن افتقادها هو فقدان للذوق والأخلاق، الأمر الذى جعل أبناءنا سيفتقدون كنزا من المفترض أنه لن يفنى، لكن يد الاهمال لم ترحم حضارتنا بل وتشوه مظهر مدينتنا الجمالى.
ويشير محمد مرسى من أبناء الإسماعيلية إلى أنهم لم يفتقدوا المبانى الأثرية فحسب، بينما افتقدوا الذوق العام، وأصبحنا لا نتمسك إلا بما ليس له أدنى قيمة، متسائلا: أين نحن من حماية هذه المناطق ذات الطابع الأثرى؟، فى الوقت الذى نتمسك فيه باستكمال تمثال «مازينجر» الذى قام بتصميمه طفل هو عبارة عن «قبضة يد فقط»، علاوة على أن بعض الجمعيات تأتى وتقاتل من أجل استكماله فى منطقة ميدان عرابى، بسبب غياب الوعى وانعدام الفهم بقيمة الأشياء التى تحيط بنا.
ويؤكد محمد منصور، الذى يسكن بالقرب من فيللا اللاعب حسنى عبد ربه، أنه من أوائل من حذر من هدم المبنى ذات الطابع الأثرى المميز من التراث اليونانى وهو على شكل «مبنى البارون»، ويمكن أن يتحول إلى مزار سياحى ضخم بأقل تكلفة مالية، يدر على نجم النادى الإسماعيلى دخلا أكبر من الذى سيستفيد منه بعد تشييد البرج السكنى الذى ينتوى بناءه، معربا عن غضبه، حيث إن البكاء لن يفيد على اللبن المسكوب فقد «ضاع المبنى» وضاعت ملامحه، وضاع أكثر ما كان يميز حى الإفرنج بمحافظة الإسماعيلية فى غفلة تامة من السادة المسئولين والأجهزة الرقابية.
وتلفت شرين عبدالفتاح من سكان المنطقة  إلى أن الأهالى تقدموا للأجهزة الرقابية بالعديد من الشكاوى لعدم هدم المبنى، لكونه مسجلا بوزارة الآثار وتتم معاملته كمبنى أثرى غير مصرح بهدمه، لكن دون جدوى، مطالبة بمحاسبة المقصرين، والحفاظ على الأماكن التى لا تزال على قيد الحياة، ولم تطولها يد الإهمال والفساد، منوهة إلى أن الإسماعيلية تنتفض لحماية آثارها من الضياع وعدم تحول «باريس الصغرى» إلى كتل أسمنتية تفتقر الروح والطابع الإسماعيلاوي، مشيرة إلى أنهم دشنوا صفحة تنادى بثورة انتفاضية لحماية الآثار من الاندثار عبر مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» و«تويتر».
ويشتعل العطار محمد، غضبا من القضاء على ذكرياته داخل هذا المبني، قائلا: لقد كنت أتلقى دروس التاريخ داخل هذه الفيللا وكان موعد دروسى من أمتع وأسعد لحظات حياتي، كنت أستمتع بعراقة وأصالة هذا المبنى ولم أكن أعرف قيمته الأثرية، وحينما أتممت دراستى ظللت دائم المرور على القصر لاستعادة  ذكرياتى الجميلة به.
ويتابع: سافرت لقضاء إجازة عيد الأضحى لعام 2015، لأعود ثانية إلى الإسماعيلية، وأجد أن المبنى الذى كان يحمل ذكرياتى الجميلة قد انتهى وتلاشى وأصبح أطلالا يشوهها كتل أسمنتية متحجرة، ولم أكن أعلم يوما ما أنه ملك لـ«القيصر» حسنى عبد ربه، لاعب الإسماعيلية.
ويقول إسلام نجم الدين، أحد المتضررين: إن هدم القصر أصبح نقمة على حسنى عبد ربه ولعنة تطارده طيلة حياته، خاصة بعد اتخاذه قرار الهدم، فقد تميز اللاعب فى السابق بالأخلاق والاستقرار داخل النادى، أما الآن وبعد هدمه أثرا تاريخيا بـ«باريس الصغرى»، توالت المشكلات بينه وبين أحمد حسام ميدو، المدير الفنى السابق لفريق الإسماعيلى، وبالتبعية أزمة شقيقه أيضا ثم مختلف الأزمات مع مجلس إدارة النادى التى زعزعت محبة اللاعب داخل نفوس عاشقيه، حيث كان السبب بداية الأمر مجهولا حتى إن هدم القصر والجميع تأكد أن لعنته تطارده.