الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«الشرقية» الأولى فى شهداء الوطن

«الشرقية» الأولى فى شهداء الوطن
«الشرقية» الأولى فى شهداء الوطن




على الرغم من أن محافظة الشرقية تعد هى المحافظة الأولى على مستوى الجمهورية فى احتوائها وتصديرها أخطر العناصر الإرهابية، التى قامت ومازالت تنفذ العديد من العمليات الإجرامية البشعة التى أودت بحياة الكثير من أبناء الوطن من الجيش والشرطة وكذلك المدنيين، إلا أنها مازالت وستظل تقدم الكثير من أبنائها رجال القوات المسلحة والشرطة فداء للوطن، الأمر الذى نراه واضحا وضوح الشمس، حيث راح العديد من أبنائها على حدودها الخارجية وأثناء الحملات الأمنية التى يشنها الأوفياء لضبط الشارع.
لكن أصبحت الشرقية قبلة للعناصر الإجرامية بعد تضييق الخناق على الإرهابيين، خاصة أن الشراقوة عرضة للاستقطاب، لأنهم متدينون ويتميزون بسماحتهم نظرا لطبيعتهم وأصولهم الريفية البسيطة التى كانت مدعاة لاستغلالهم باسم الدين، فضلا عما تتسم به المحافظة من اتساع وتشعب الظهير الصحراوى لها وكثرة حدودها مع العديد من المحافظات، الأمر الذى بدأ يتضح تدريجيا مع تزايد ظهور وضبط العناصر والقيادات النشطة خلال السنوات الماضية وتنفيذ عمليات عديدة كان مركزها المحافظة.
لم يكن هذا فحسب بل وتجلى أخيرا مع ما كشفت عنه تحقيقات الأمن فى خلية المتهمين باغتيال النائب العام السابق المستشار هشام بركات وأن معظم المتهمين الضالعين بالقضية من محافظة الشرقية، بالإضافة إلى عادل حبارة، المتهم الرئيسى فى مذبحة الـ25 مجندًا بسيناء، وأخيرا وليس آخرا المتهم طارق سعد عبدالفتاح، زعيم عصابة خطف وسرقة الأجانب، الذى تم تصفيته هو وابنه، إلى جانب باقى أفراد العصابة والضالعين فى قتل الشاب الإيطالى «ريجينى» وما أكثر الأمثال التى تسىء للمحافظة وأهلها.
 وعلى النقيض تماما نرى نماذج مشرفة ضربت لنا المثل فى الفداء والتضحية من أجل الوطن، فقد ضحت الشرقية بما يقرب من 50 ضابط جيش وشرطة و250 مجندا وأمين شرطة، كان من بينهم العميد سامح السعودى، مدير الرقابة الجنائية بمديرية أمن الدقهلية، الذى استشهد فى حادث تفجير مبنى مديرية الأمن، والعقيد أحمد أمين العشماوى، خبير المفرقعات بإدارة الحماية المدنية بالقاهرة، الذى استشهد أثناء محاولته إبطال مفعول عبوة ناسفة بمحيط مبنى قصر الاتحادية، والمقدم محمد عيد عبدالسلام، الضابط بقطاع الأمن الوطنى بالشرقية، الذى استشهد بأربع طلقات أطلقها عليه الإرهابى الإخوانى أحمد عبدالرحمن، أمام منزله بمنطقة القومية بدائرة قسم ثان الزقازيق.
من بينهم أيضا النقيب أحمد وحيد، الضابط بالأمن المركزى بالإسماعيلية، استشهد أثناء مشاركته فى حملة لمداهمة إحدى الشقق السكنية بأرض الجمعيات وأثناء دخولهم حدث تبادل لإطلاق النيران بينهم وبين عناصر تكفيرية كانت موجودة بها، واستشهد إثرها النقيب أحمد وحيد، نتيجة إصابته بطلقة فى فمه، بالإضافة إلى استشهاد الملازم أول محمد أحمد السيد ثابت، الضابط بمديرية أمن شمال سيناء، أثناء قيامه بالمرور ضمن قول أمنى بطريق نخل لتفقد الحالة الأمنية وقام مسلحون بإطلاق أعيرة نارية على القوات أسفرت عن استشهاده، وكان آخر من طالته يد الغدر النقيب محمود منير، من قوة شمال سيناء، الذى استشهد فى تفجير كمين الصفا بالعريش، وما تلاه من تضحيات لبعض أمناء الشرطة الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن والمواطنين فى كل مكان فى أرض الوطن.
وفى تصريح خاص لـ«روزاليوسف» قال اللواء حسن سيف، مدير أمن الشرقية: إن وجود هذا الكم من العناصر الإرهابية والمتطرفة على أرض المحافظة يعود لما لها من ظهير صحراوى كبير جعل منها الملجأ بعد الهروب من سيناء إثر الملاحقات العسكرية والضربات الأمنية الناجحة وعمليات التطهير هناك لتتحول معه الشرقية إلى وكر كبير للخارجين عن القانون والعناصر المتطرفة، إلى جانب أن وجود عناصر من المنتمين إلى الجماعة الإرهابية ساعد المتطرفين على التواجد بالشرقية، ووفروا لهم بذلك غطاء ليتمكنوا من تنفيذ عمليات الاغتيال الممنهجة ضد أبناء القوات المسلحة والشرطة ورجال الدولة، بالإضافة إلى نزوح عدد كبير من الإرهابيين وتمركزهم بالمحافظة لوجود أسرة الرئيس المعزول محمد مرسي، الأمر الذى رسخ من فكرة الإبقاء على العناصر المتطرفة، مؤكدا أن مسيرتهم فى القضاء على العناصر الإجرامية لم تتوقف.