الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

البعض يدمنها.. والأصوات العاقلة غائبة

البعض يدمنها.. والأصوات العاقلة غائبة
البعض يدمنها.. والأصوات العاقلة غائبة




تقرير-أسماء قنديل


وسائل التواصل الاجتماعى سلاح ذو حدين، حيث يمتلئ الفيس بوك بجروبات التوظيف والجروبات المهنية التى تجمع أعضاء المهنة الواحدة لتبادل المنافع فيما بينهم، ولكن توجد أضرار أخرى على عقول الشباب والأطفال حيث قد تؤدى الشبكات الاجتماعية إلى انعزال الفرد عن مجتمعه بسبب العالم الافتراضى الذى يعيش فيه ليتخلص من مشكلاته الحياتية، أو يستغرق بعض الشباب وقتهم فى تبادل الصور والضغط على أيقونة «لايك» وذلك من أجل التعبير عن آرائهم حول القضايا والموضوعات السياسية والفنية والاجتماعية، والتى تجعلنا نستوقف أمام ظاهرة استغراق بعض الشباب لساعات طويلة أمام الشبكات الاجتماعية سواء لإبداء وجهات نظرهم أو للسخرية من الواقع أو لصنع كوميكس ساخر بشأن الأحداث أو لتلوين صورة بروفايلاتهم للتضامن مع بعض القضايا الإنسانية العالمية أو المحلية، وهو ما جعلنا نشعر بأننا نكتفى بإبداء التعاطف والتضامن عن طريق صبغ صورة «بروفايل» حساباتنا على الفيس بوك فقط، وذلك بدون أى فعاليات ملموسة على أرض الواقع.
تقول د. إنشاد عز الدين أستاذ علم الاجتماع بكلية الاداب جامعة المنوفية، إن وسائل التواصل الاجتماعى سلاح ذو حدين، فلها فوائد عديدة نلمسها فى العديد من الجروبات المهتمة بتثقيف الشباب وإتاحة فرص العمل لهم، وبالرغم من ذلك إلا أنها قد تكون مُضرة للفرد حيث تكمن خطورتها فى شعور الفرد بالاغتراب عن بقية أفراد أسرته ومجتمعه وخصوصًا عندما يقضى الفرد ساعات طويلة أمام الإنترنت متناسيًا واجباته الأساسية إزاء أفراد أسرته، وفى هذا الصدد، أحذر الشباب من الانسياق الأعمى وراء بعض الدعوات والجروبات التى تستهدف التأثير على عقولهم وتجعلهم أسرى لبعض المعتقدات والأفكار التى قد تدمر مستقبلهم ومجتمعهم، وينبغى أن يراقب الآباء أبناءهم ويشغلوا أوقاتهم بما يفيدهم حتى لا يتركوهم فريسة للمواقع التى تبث فيهم الأفكار الهدامة.
وترى د. داليا الشيمى خبيرة المساندة النفسية والعلاقات الأسرية أنه ليس كل مستخدمى الشبكات الاجتماعية مدمنون لها، وتقول: «من أهم أضرار السوشيال ميديا أنها تسيطر على عقول بعض الشباب وتشغل حيزًا كبيرًا من تفكيرهم، فينفصل الفرد عن مجتمعه ويعيش فى عالم افتراضى نسجه بخياله للهروب من مشكلاته اليومية».
وتضيف بأن الشاب يلجأ إلى المكوث لفترات طويلة على وسائل التواصل الاجتماعى لعدم وجود بدائل أخرى أمامه فيجدها الملاذ الوحيد لاستطاعته إبداء آرائه بحرية وخصوصًا بالنسبة للأفراد الذين يعانون من الخجل الاجتماعى فى مرحلة المراهقة وما بعدها، بالإضافة إلى أن وسائل التواصل الاجتماعى تعد من أسهل الطرق التى يقوم بها الشباب بالتنكر فى شخصيات أخرى فيخفى شخصيته الحقيقية ليتحدث فى أى موضوع يريده بالرغم من أنه غير متخصص فيه.
وتعد «اللايكات» و«مواقع تبادل التعليقات والصور» و«الكومكس»، بالإضافة إلى «البوستات» المنتشرة كالنار فى الهشيم لبعض الأشخاص ويتم يتداولها على نطاق واسع للتأثير على توجهات الأشخاص، من أهم أدوات مستخدمى السوشيال ميديا للتعبير عن آرائهم حول القضايا والموضوعات السياسية والفنية والاجتماعية،  أما الأصوات العاقلة غائبة  والقضايا الجادة فلا مكان لها إلا على نطاق محدود، ويكتفى الكثير من مستخدمى هذه المواقع بصبغ صور حساباتهم الشخصية للتضامن والتعاطف مع القضايا المختلفة.. وعلى سبيل المثال، قام الكثير من مستخدمى التواصل الاجتماعى بصبغ صورة ملفاتهم الشخصية باللون الأحمر وكانت الصورة تحمل عبارة «حلب تحترق» باللغتين العربية والإنجليزية للدلالة على الدم الذى يُراق فى شوارع حلب وخصوصًا فى ظل التصعيد العسكرى فى مدينة حلب السورية الذى أدى إلى قتل الآلاف من الأطفال والنساء والشباب.
وفى ظل أزمة نقابة الصحفيين الأخيرة، قام الكثير من الصحفيين بتغيير صورة «البروفايل» إلى «أنا صحفى..  #الصحافة_مش_جريمة» وهى باللون الأسود، وذلك للتعبير عن رأيهم بشأن هذه الأزمة.