السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مواقع «التباعد» الاجتماعى

مواقع «التباعد» الاجتماعى
مواقع «التباعد» الاجتماعى




كتبت- مى فهيم

لم تعد مواقع مثل فيس بوك وتويتر وانستجرام وغيرها مواقع للتواصل بل للتباعد الاجتماعي.. هذا ما يؤكده الواقع والدراسات، وكانت صحيفة «ذا اتلانتك» الأمريكية أعدت تقريرا حول «هل فيس بوك جعلنا نشعر بالوحدة؟» وأشار التقرير إلى أبحاث أعدها فريق من جامعة «كارنيجى ميلون» الأمريكية تفيد بأن مع فرط استخدام مواقع السوشيال ميديا مثل فيس بوك وتويتر زاد بالفعل الشعور بالوحدة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه فى الوقت الذى أصبح فيه العالم يستخدم أحدث وسائل الاتصال الاجتماعى فأصبحنا نعيش فى عالم متسارع من التناقضات فكلما زاد اتصالنا بوسائل الاتصال الاجتماعى زاد شعورنا بالوحدة وزاد انعزالنا عمن حولنا، ففيس بوك أصبح له تأثير على علاقتنا بأصدقائنا فى العالم الواقعى فبات كل شخص يبعد عن الآخر وأصبحنا نشعر بالوحدة والانعزالية.
 وأشار التقرير إلى أن شبكات التواصل الاجتماعى باتت مصدرا لانتشار الوحدة والعزلة على الرغم من كونها صممت خصيصا للتغلب عليها وقهرها. وعندما نتواصل ونرسل طلبات صداقة أصبحنا رهن انتظار تفاعل الآخر وقبول طلب الصداقة مثلا أو التعليق أو الضغط على زر «إعجاب».
السؤال الذى طرحته الصحيفة الأمريكية قمنا بطرحه على مجموعة من الشباب والفتيات، حيث أكدت آمال معروف - 29 سنة خريجة كلية آداب جامعة عين شمس - أن «مواقع التواصل الاجتماعى أدت للتباعد فأصبح كل واحد فى عالم لوحده، كما أن فيس بوك كذلك غير شخصية الأفراد وأصبح كل شخص يجلس بمفرده وأصبح مشهد أن كل شخص بالعائلة ينظر لهاتفه المحمول مع أنهم فى نفس الغرفة متكررا كثيرا فى العديد من البيوت مما أدى إلى تباعد الأسرة لدرجة أن الأسرة لم تعد تتجمع على مائدة واحدة وكل شخص يأكل بمفرده».
وترى آمال أن إغلاق فيس بوك هو الحل لإصلاح الأوضاع فى الأعمال والأسرة فقالت «فيس بوك لو اتقفل حال البلد هيتصلح .. الموظفين طوال الوقت ماسكين الهواتف المحمولة لتصفح فيس بوك .. الشباب والفتيات ماشيين كلهم فى الشارع وشهم فى الموبايل».
بينما رأت رغدة علوبة - طالبة بالفرقة الرابعة بكلية تجارة جامعة حلوان - أن المواقع التواصل الاجتماعى أثرت على علاقتها بوالدتها وبأقاربها بشكل سيئ وقالت: «أنا بقيت قاعدة مع ماما بودانى بس وتركيزى فى الموبايل، وكمان كنا لازم نزور الأقارب كل جمعة لكن بعد الانتشار الرهيب لاستخدام فيس بوك ومواقع التواصل بقينا بنتقابل مرة أو مرتين فى السنة».
وعبرت عبير الريس - محاسبة - عن استيائها من الإفراط فى استخدام مواقع التواصل الاجتماعى لآثارها السيئة على أولادها فقالت «الأبناء يرفضون نصيحة الأهل ولا ينصتون لها، وأصبح الفيس بوك أهم شيء فى حياة الأبناء وأهم من المذاكرة وأهم من الآباء».
وأشارت إلى أن الأولاد باتوا يستقون نصائحهم من فيس بوك فنصيحة الأهل بالنسبة لهم أصبحت غير مقبولة، لافتة إلى أن الأب والأم زمان كانوا مصدر النصيحة للأولاد وكان له أثره الواضح على التربية، وكذلك أثر على التواصل مع الأسرة لكن الآن لا يوجد حوار بين الآباء والأبناء وكل فرد مشغول بالموبايل وفيس بوك.. الطفل أصبح انعزاليا وانطوائيا فلم يعد هناك حرص على اجتماع الأسرة.
فيما أكد عمرو محمد - طالب بكلية آداب - أن الأبناء حاليا يفضلون قضاء وقتهم على الفيس بوك والموبايل عن الحديث مع الأب والأم أو الأخوات كما أن الأهل نفسهم إذا كانوا مثقفين فاهتمامهم طوال الوقت سينصب على الموبايل وقضاء معظم وقتهم عليه.
وترى إيمان حامد -  إخصائية اجتماعية -  أن الفيس بوك ومواقع التواصل الاجتماعى عامة جعلت المشاعر إليكترونية، فالتهنئة أو التعزية باتت الكترونية وأصبح الناس يكتفون باستخدام تلك المواقع، وقالت: «هذه المواقع ساهمت فى حدوث بعد بين الناس حيث يكتفون بها للتعزية أو التهنئة دون الحرص على المشاركة الفعلية بالزيارة للمواساة أو للفرح».
وأضافت» لم أعد أرى ابنى لأنه طول الوقت جالس على النت وحتى الأحفاد عند زيادة الجد والجدة كل واحد منهم يمسك موبايل ولا يحدث لتبادل الأحاديث أو الآراء، وللأسف ساهمت هذه المواقع فى جفاف العلاقات، فقديما كان هناك حرص على التجمع الأسرى على الغذاء أو العشاء، أما الآن باعدت هذه المواقع بين الأقارب وتلاشت الألفة بين الناس وقلت الزيارات العائلية وانتهت المواعيد المقدسة لتجمع الأسرة وأصبح الموبايل وفيس بوك كل حاجة حتى شراء المنتجات أصبح من خلاله».