«فيس بوك» و«تويتر» وراء ارتفاع نسب الطلاق والمشاكل الزوجية

كتبت – هاجر كمال


إن كانت مصر قد شهدت فى 2015 أكثر من 80 ألف حالة طلاق، وإن كانت بعض الدراسات قد أرجعت ما يربو من نصف هذا العدد إلى أهل الزوج وتدخلاتهم، فإن مواقع التواصل الاجتماعي، والخيانة الزوجية عبر شبكة الإنترنت، هى العامل الثانى فى ارتفاع نسبة الطلاق بين المصريين، وأكدت العديد من الدراسات الاجتماعية أن مواقع التواصل الاجتماعى أصبحت هى الباب الأول للخيانة الزوجية.
يقول د. أمين محمد، أستاذ علم النفس الاجتماعى، إنه لابد من ملاحظة الدور الذى باتت تلعبه بعض وسائل التواصل الاجتماعى وتأثير بعضها السلبى الواضح على أفراد المجتمع وخاصة فئة الشباب لأنهم الأكثر تعرضا واستخداما لها ولكن مع ضرورة التعريف بها ومعرفة إيجابياتها وسلبياتها وتوجيهها بما يخدم المجتمع ويعين على نشر ثقافته، لأن قضاء وقت كبير على مواقع التواصل الاجتماعى أفقد الافراد العلاقات الشخصية المباشرة مما خلق نوعا من الفتور بين الأزواج والأصدقاء وخلق ايضا نوعا من التشاحن بينهم والعصبية نتيجة التأثر غير المباشر بالأخبار السلبية التى تتم متابعتها على هذه المواقع، ولهذا لابد من التركيز على المضمون الذى يتعرض له الشباب خلال مواقع التواصل الاجتماعى ولابد من تقليل عدد ساعات التعرض لهذه المواقع، وتفعيل لغة الحوار من جديد بين الأفراد بشكل عام وبين الشباب بشكل خاص.
ومن جانبها تقول الدكتورة يسرا محمد، أستاذ مساعد فى علم النفس، للأسف تتصدر مصر الدول العربية من حيث أعداد المستخدمين للفيسبوك وتويتر فى العالم العربي، حيث بلغ عددهم أكثر من 20 مليون مستخدم، شكلوا نسبة بلغت 24% من إجمالى أعداد مستخدمى الفيسبوك العرب، وحوالى 10 ملايين مستخدم لتويتر، وهذا الأمر انعكس بشكل واضح على العلاقات الاجتماعية للأفراد فى المجتمع وأدى إلى ارتفاع نسب الطلاق بشكل كبير فى الفترة الأخيرة دون أن يعى الشباب أن هذه المواقع سبب فى المشاكل التى تحدث بينهم وبين شركائهم فى الحياة ولكن لابد من زيادة التوعية بمخاطر هذه المواقع على الشباب وخاصة بعد أن أصبحت متاحة بشكل أسرع وأكبر من السنوات الماضية، حيث أصبح كل من لديه محمول يستطيع أن يتصفح مواقع التواصل الاجتماعى سواء فى المواصلات أو فى محيط العمل دون الحاجة للعودة للمنزل لاستخدام الكمبيوتر كما اعتدنا فى السنوات الماضية ولكن هذه المشكلة لها حل مباشر وجذرى وهو رفع نسبة التوعية بين الشباب فى الجامعات ومن خلال وسائل الإعلام المختلفة، إلى جانب التركيز على الإيجابيات التى قد توجد فى مواقع التواصل الاجتماعى واستخدامها لتقريب المسافات بين الأفراد فى المجتمع.
كان مركز التعبئة العامة والإحصاء قد أكد فى دراسة سابقة له، أن ما يقرب من 40 ألف حالة طلاق تقع سنويًا بسبب هوس الزوج بمواقع الانترنت، خاصةً مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، «تويتر»، وأشارت الدراسة إلى أن الأمر يبدأ تحت بند التعرف على ما يحدث بحجة الاطلاع على الأخبار ومتابعة الأحداث، ثم يتطور الأمر شيئًا فشيئًا، حتى يحدث انشغال تام بهذه المواقع، ويبدأ مرحلة إهمال لأسرته وزوجته تنمو رويدًا رويدًا، حتى تبدأ مرحلة من المشكلات التى تكون نهايتها الطلاق.
وذكرت دراسة أُجريت فى أمريكا أن مواقع التواصل الاجتماعى كانت السبب وراء واحدة من كل خمس حالات طلاق فى أمريكا وأكد المحامى المتخصص فى شئون الطلاق بنيويورك، آلان مانتل قائلا: «جوجل وفيسبوك وماى سبيس وتويتر تجعل من السهل إثبات خيانة شريك الحياة».