الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مطالب بغلق المواقع التكفيرية على شبكة الإنترنت وحظر عرض شرائط التنظيمات الإرهابية

مطالب بغلق المواقع التكفيرية على شبكة الإنترنت وحظر عرض شرائط التنظيمات الإرهابية
مطالب بغلق المواقع التكفيرية على شبكة الإنترنت وحظر عرض شرائط التنظيمات الإرهابية




مع تزايد الأفكار التكفيرية على شبكة الانترنت لاسيما انها تحاول بث أفكار متطرفة تدفع الشباب وعديمى الثقافة الدينية إلى التطرف وتبنى أفكارًا تكفيرية لا علاقة لها بالدين،  ظهرت دعوات ومطالب بالأزهر الشريف بضرورة غلق المواقع التكفيرية  لما تمثله من مخاطر على مستقبل المجتمعات.
فمن جانبه حذر  د. عبدالصبورفاضل  أستاذ الصحافة وعميد كلية الإعلام بجامعة الأزهـــــر من مخاطر تلقى النشء لأفكار المواقع المتطرفة، وأوضح  أن القوانين كفلت  الحق فى المعرفة من خلال مصادر متنوعة ومنها الإعلام حيث تؤكد المادة 17 فى الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل على «الوظيفة المهمة التى تؤديها وسائل الإعلام وتضمن إمكانية حصول الطفل على المعلومات والمواد من شتى المصادر الوطنية والدولية». وأن حق الطفل فى الحصول على المعلومات والترفيه والمشاركة يرتبط بحقه فى الحماية المنصوص عليها بالمادة 19 من الاتفاقية. والعنف وتزييف الحقائق هى من الرسائل الإعلامية الضارة التى يتعرض لها الطفل.   وشدد على ان الإعلام إحدى المؤسسات التربوية بالنسبة للطفل إضافة للبيت والمدرسة والمؤسسات الدينية، وربما يسبق الإعلام بقية المؤسسات من حيث تأثيره وجاذبيته للطفل وبخاصة التليفزيون والإنترنت حيث يقضى الطفل أمامهما أوقاتًا طويلة ويستقبل رسائلهما بقبول نظرا لما يتمتعان به من جاذبية وإبهار تفتقدهما المؤسسات التربوية الأخرى.
فيما اكد د. محمد المهدى أستاذ الطب النفسى  انه  يجب  اتخاذ إجراءات صارمة بالتنسيق على المستوى الدولى وبالذات الدول التى تحتضن  سيرفرات الانترنت لإغلاق المواقع التكفيرية على الشبكة.   وأكد  أن أسوأ ما يقوم به الإعلام العربى هو نشر ثقافة التّكفير فيتلقّى الشّرائط المصوّرة من قبل «التنظيمات» التى تحتوى على مشاهد إجرامية وذبح وينشرها مما يجعل ذاكرة المتابع معتادة على هذه المشاهد بحيث يقوم بعض الأطفال بتقليدها، أما البعض الآخر فينتابه الذّعر ويتخيّل أن بعض هذه التنظيمات أصبحت مركز القوة فى هذا الكون، من دون التّفكير أن هذه الشّرائط قد تحتوى على خدع بصريّة أو مواد إعلانيّة لتفخيم هالة هذا التنظيم أو ذاك.  
وقال: لقد باتت الوسيلة الأسهل فى يد الخلايا الإرهابيّة هو استخدام الأطفال لغسل أذهانهم بالفكر المتطرّف، بحيث يمكنها تغذيتهم بالأفكار التى يريدونها، باعتبار ذهن الطفل صفحة بيضاء، ومن دون أن يواجَهوا بمقاومة فكرية فيكون الأطفال هنا فى موقع المتلقّى لكل ما هو جديد، وقد ُتستهل الاستراتيجيّة بلعبة أو تمثيليّة ممتعة للأطفال لتتحوّل إلى حقيقة وإلى تحقيق انتصارات على أرض الواقع. فتقوم المنظّمات التّكفيريّة بإقناع الطّفل بتفجير نفسه وتوهمه أنه سيجد أمّه بعد ذلك فى الجنّة وسيمكنه اللقاء بها والعيش معها.وتجنّد التنظيمات الأطفال للقتال فى صفوفها تحت مسميات براقة شتى منها «أشبال الخلافة» ويزّجهم فى معسكرات تدرّبهم على الإرهاب من خلال ترغيبهم أو ترهيبهم فى حالات الاختطاف.  ولفت إلى انه يجرى التّجنيد على مرحلتين: الأولى تكون بإخضاع الطفل إلى حفظ القرآن فى المساجد، حيث يقصدون الأخيرة كبديل عن المدارس، وبعدها فى المرحلة الثّانية يؤتى بهم إلى المعسكرات ليخضعوا لتدريب قطع الرءوس والتّجسّس على أهالى المدينة. إضافة إلى ذلك، يتمّ التّغرير بالأطفال من خلال الخيمات الدّعائيّة والهدايا بغية اختطافهم من دون علم أهلهم من جهة، ومن جهة أخرى بعلم أهلهم بعد أن يقوم التّنظيم بتجويعهم من أجل التّخلّى عن أبنائهم مقابل النّقود.ولو عدنا قليلاً إلى الوراء لرأينا أن المخطط الإجرامى تم تنفيذه من وقت ليس ببعيد من خلال ألعاب الأطفال على غرار «بلاى ستايشن» المبتكر غربيًا، التى حرّضت الأولاد على التعدى على الآخرين وتعنيفهم بدم بارد،  وشدد على  ان حماية الأطفال من التطرف يتطلب من الدولة توفير الرعاية الكاملة للطفل فى مختلف المراحل العمرية والدراسية وإشباع حاجاته الأولية مع توفير الحد المعقول من متطلبات الحياة للأسرة حتى تحتضن طفلها وتحميه من استغلال الحركات الهدامة وسن القوانين التى تحمى الطفل من أى مادة إعلامية ضارة أو مهددة لسلامة الطفل، تهيئة وسائل إعلامية للطفل تناسب ظروفه واحتياجاته لأن وسائل إعلام الطفل تعانى ظروفا قاسية بلغ ببعضها أنها لاتجد من يكتب للطفل.
وشدد على أنه يقع على المؤسسة الدينية: عببء كبير فى مواجهة هذا الفكر التكفيرى وأصحابه الذين لا يرعون فى أطفال المسلمين إلَّاً ولا ذمة، وذلك بتوضيح الصورة الصحيحة للإسلام وبيان كيف حافظ الإسلام على الطفل وكفل له حقوقًا ألزم الدولة والمجتمع والأسرة بها وضمانها كذلك يقع عليها مهمة تحصين فكر وعقول الأطفال من برامج الدعاية المضللة التى يقدمها قيادات التنظيمات المتطرفة عبر وسائل الإعلام المعاصرة، وتحذير أولياء الأمور من خطورة تأثر الأطفال بأفكار هذه الجماعات المتطرفة، والتركيز على التوعية الأمنية وتوضيح مخاطر هذه الجماعات والتنظيمات المتطرفة.
ولفت إلى ان  دور الأسرة يكمن فى مساعدة الطفل فى اختيار المادة الإعلامية الجيدة والمناسبة لمرحلته العمرية، تحديد المساحة الزمنية المناسبة للمشاهدة (ساعة إلى ساعتين يوميًا، مشاركة الطفل فى جزء من المشاهدة بواسطة أحد الأبوين، تنمية قدرات الطفل على التعامل الانتقائى والنقدى والإيجابى لما يشاهده، إتاحة التعامل مع وسائل إعلامية متعددة حتى لا يتشكل وعيه من رسالة أحادية ، مراعاة التوازن بين المواد الإعلامية : ترفيهية , تعليمية , ثقافية , فنية , دينية، سياسية، ....
كما اكد على اهمية ان تلتزم  وسائل الإعلام بالاستقلالية والحيادية والمهنية فى تغطية الأحداث، والالتزام بميثاق الشرف الأخلاقى لممارسة المهنة، التنبيه مسبقا بما يخص المواد الإعلامية التى لا تناسب الأطفال كمشاهد العنف والعلاقات الجنسية من خلال إشارة «للكبار فقط»، تسليط الضوء على انتهاكات حقوق الطفل أو الإساءة إليه أو استغلاله، والحذر من غواية الإثارة ومحاولة جذب المشاهد بكل ماهو غريب وشاذ، وتحرى الموضوعية والحيادية (قدر الإمكان) وتنمية قدرة التفكير النقدى لدى المشاهد و وإعطائه الفرصة لتكوين رأيه الخاص دون وصاية من الوسيلة الإعلامية، التخلى عن دور الحشد المعنوى والحرب النفسية لحساب طرف ضد طرف لأن هذا يخل بوظيفة الإعلام وبالسلام المجتمعى، عمل برامج توعوية سياسية خاصة بالطفل تراعى ظروفه واحتياجاته ، المحاسبة المهنية لأى وسيلة إعلام تنشر شائعات أو أخبارا كاذبة أو تروج للعنف أو تثير الفزع أو تستخدم خطاب الكراهية والعنصرية أو تسخر من الأديان، إتاحة الفرصة للأطفال لتقديم برامج تعبر عن وجهة نظرهم فى الأحداث، إعلاء قيم المواطنة والوطنية والانتماء والتوافق والتصالح وذلك للوصول إلى حالة وئام مجتمعى رغم الأحداث المأساوية.