الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

خبير فى آداب السلوك: «عالم زيف» خطر على الأطفال

خبير فى آداب السلوك: «عالم زيف» خطر على الأطفال
خبير فى آداب السلوك: «عالم زيف» خطر على الأطفال




كتبت- مروة فتحى

بناء الكيان الأسرى السليم وحمايته من التصدع والانهيار يبدأ بالتنشئة السليمة للأبناء، فإن صلح الفرد صلح المجتمع ولكن ما أفرزته المتغيرات العصرية كاستخدام مواقع التواصل الاجتماعى والسوشيال ميديا أصبح له مخاطر تهدد الأسرة والمجتمع نتيجة سوء الاستخدام، حيث يؤكد د. سيد حسن، الخبير الدولى للأتيكيت وآداب السلوك، أن من أهم المراحل العمرية للإنسان تلك التى تبدأ بعد ولادته وحتى بلوغه سن الثانية عشرة خلالها يمر الأبناء بمرحلة الإدراك ثم التمييز فتنمية القدرات والذكاء ثم تكوين الضمير الأخلاقى حيث يتم اكتمال تكوين الشخصية فى نهاية تلك الفترة بعدها يمكن الحكم على هذه الشخصية من خلال ما يصدر منها من سلوك.
وقال إن من وسائل التربية المجدية للأبناء خلال تلك الفترة السابقة مراعاة التربية بالقدوة الحسنة، حيث إن الابناء كثيرا ما يقلدون الوالدين فيما يفعلانه، ثم التربية بالإرشاد والتوجيه والأبناء خلال تلك الفترة فى حاجة مستمرة إلى الترسيخ فى أذهانهم القيم والمبادئ السليمة والأخلاق الكريمة، ثم التربية بالمتابعة الدائمة لتصحيح ما قد يصدر من الأبناء من سلوكيات خاطئة، لذلك فإن للوالدين دورا مهما فى التأثير على سلوك الأبناء وفى تكوين شخصيتهم منذ الصغر وذلك يعتبر من أهم العوامل الاجتماعية المؤثرة على السلوك.
ويضيف د. سيد أن من أهم العوامل الثقافية المؤثرة تأثيرا مباشرا على سلوك الأبناء فى الوقت الحالى بعد أن أصبح الكمبيوتر والموبايل فى متناول الأبناء منذ الصغر هو إساءة استخدام الإنترنت فى غياب رقابة ومتابعة الوالدين لأن ذلك له مردود سلبى ينعكس أثره على القيم والمبادئ والأخلاقيات، رغم أن النت يعتبر من أهم الوسائل المستخدمة لتنمية الثقافة واكتساب المعرفة والتعليم والتدريب عن بعد والاطلاع على أحدث ما وصل إليه العلم ومن خلاله يمكن الاستفادة فى عمل الأبحاث، ولذلك قد تغير مفهوم الأمية من عدم معرفة القراءة والكتابة إلى عدم الإلمام بكيفية التعامل مع النت ومعرفة استخداماته.
لافتا إلى أنه إذا كان النت أصبح من أهم وسائل التواصل الاجتماعى بين الأشخاض مهما بعدت المسافات أو تعذرت اللقاءات والزيارات الشخصية وذلك من خلال الحوارات المكتوبة أو المسموعة أو المرئية وحيث إن عالم النت هو عالم افتراضى وغير واقعى فإن له مخاطر منها المبالغة فى استخدامه لدرجة هدر الوقت أو انعدام التواصل بين مستخدمى النت والجالسين معهم فى نفس المكان كما أن البعض يسيئون استخدامه بإخفاء بعض الحقائق أو تزييفها ومنهم من يستغله فى تداول موضوعات تفتقد إلى المصداقية أو نشر شائعات كاذبة أو التعبير عن مشاعر غير محسوسة وغير صحيحة أو محاولة ارتكاب جرائم نصب أو احتيال أو أفعال منافية للآداب العامة، ولوقاية الأسرة من مخاطر النت التى تهدد الكيان الأسرى لا داعى لانشغال كل من الزوجين بعالمه الافتراضى بصفة مستمرة خلال فترة تواجدهما معا داخل المنزل وذلك لمنع حدوث الخرس الزوجى الذى يؤثر سلبا على علاقتهما الزوجية كما أن ذلك يتسبب فى انعدام تواصلهما مع الأبناء لاختفاء لغة الحوار وعدم استخدام لغة الجسد معهم أى عدم توجيه النظر إليهم أثناء التحدث بقسمات وجه عطوفة والإنصات لهم بآذان صاغية لذلك يفضل الأبناء الجلوس فى عزلة وهم منشغلون بالنت تقليدا للوالدين.
ويرى د. سيد أن جلوس كل من أفراد الأسرة فى عزلة نتيجة الانشغال بالنت يؤدى إلى حرمانه من اللمة الحلوة التى تجمع شمل الأسرة فى جو تسوده المودة والألفة مما يفقدهم الإحساس بالدفء الأسرى والانتماء العائلى ويصيب مشاعرهم العاطفية بالجمود حيث تختفى الحميمية وتتولد مشاعر الأنانية فينتاب كل منهم الإحساس بالغربة تجاه الآخر، وحدوث هذا الخواء العاطفى داخل الأسرة نتيجة انعدام التواصل بين أفرادها ومع شعور الأطفال بالعزلة وعدم إشباع حاجاتهم للحب والتفهم والتقبل من جانب الوالدين فإن ذلك له تأثير سلبى ينعكس على حالة الطفل النفسية والذى قد يتسبب فى إحداث خلل فى اتزان شخصيته مما يجعل الوالدين يواجهون العديد من المشكلات المتعلقة بأبنائهم وكذلك علاقتهما الزوجية.
وينصح د. سيد عند استخدام مواقع التواصل الاجتماعى بأنه يجب عدم تداول أى أخبار أو معلومات إلا بعد التأكد من صحتها، مع عدم إفشاء أى معلومات أو أسرار تتعلق بالحياة الخاصة وذلك لمنع تداولها، وعند طلب صداقة يجب التأكد من شخصية من نصادقهم، ويجب ضرورة ترشيد إظهار الصور الخاصة على هذه المواقع تفاديا لحدوث أى ظروف بعد ذلك تجعل من وجود هذه الصور أمراً غير محبب فيما بعد.