الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

عالم مصريات روسى يكشف «سر التابوت الذهبى»

عالم مصريات روسى يكشف «سر التابوت الذهبى»
عالم مصريات روسى يكشف «سر التابوت الذهبى»




كتب - خالد بيومي

 

صدر حديثا عن دار نشر أنباء روسيا الطبعة العربية من كتاب «سر التابوت الذهبي» لعالم المصريات الروسى يورى ياكوليفيتيش بيريبوليكين ضمن سلسلة المصريات التى تصدرها الدار ونقل الكتاب إلى العربية الدكتور وحيد محمد شعيب أستاذ الآثار وتاريخ حضارة مصر والشرق الأدنى كلية الآداب جامعة دمياط. وقد عثر على التابوت الذهبى عام 1907 فى إحدى مقابر الجبانة الملكية فى طيبة فى وادى الملوك قبل خمسة عشر قرنا من اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون الشهيرة.
ويميط الكتاب اللثام عن لغز التابوت الذهبي، وتتمحور شخصياته الرئيسة حو شخصيتين ملكيتين من أشهر الشخصيات المصرية القديمة وهما: أمنحوتب الرابع «إخناتون» الذى تقلد حكم مصر عندما كان لها إمبراطورية عالمية، والملك الذى تبنى الإصلاحات الثورية التى أرست أقوى المعالم فى جميع نواحى الحياة المصرية تقريبا، وزوجته الملكة نفرتيتي، كما تكشف الدراسة عن ظهور شخصية ثالثة وهى المحظية الملكة «كيا» التى لاحت قصتها من غياهب القرون حيث أسقطها هنالك فى النهاية تعاسة قدرها الاستثنائي. ونهجت نقوشها نهجا خاصا ومختلفا عن بقية النقوش فى العمارنة، حيث تم صياغة ألقابها واسمها فى شكل اتبعه النحاتون والرسامون ولم يحيدوا عنه وهذه الصيغة: «الزوجة المحبوبة العظمى لملك الوجهين القبلى والبحري، العائش فى الحقيقة» ومكنت هذه الصيغة الباحثين من تصحيح بعض النظريات الخاطئة فى التاريخ العمارنى مثل تدهور مكانة نفرتيتى واغتصاب آثارها لصالح ابنتيها مريت آتون وعنخس ان باآتون فى نهاية حكم إخناتون.
إن ظروف اكتشاف التابوت الذهبى الغامض تشبه بدرجة كبيرة ظروف اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون الشهيرة، وهو الاكتشاف الذى آثار العالم بأسره، كما يتشابه المكان الذى عثر فيه على كلا الاكتشافين، ونظرا للعائق المتمثل فى كومة الأنقاض الحجرية الضخمة عند سفح المنحدرات الصخرية، فإن أعمال الحفر والتنقيب الجارية فى وادى الملوك والتى كان يشرف عليها الأمريكى الثرى ث. م. ديفز، قد أرجئت فى عيد رأس السنة الميلادية الجديدة، الأول من يناير عام 1907. وكان الوادى المهجور مستخدما كجبانة للفراعنة طوال خمسة قرون وهى الفترة التى استغرقها عصر الدولة الحديثة، وتقع الجبانة فى الجزء الغربى للعاصمة المعروفة باسم مدينة طيبة.وقد اعتاد الحجارون القدامى عند نحتهم إحدى المقابر الصخرية الجديدة على ترك أكوام كبيرة من الأنقاض الحجرية والتى كانت تطمر المدخل المؤدى إلى المقبرة القديمة، وهو الأمر الذى مكن ديفز من تخمين أن الكومة الحجرية أو الدبش الذى أغلق الممر تخفى تحتها أحد الأبواب المؤدية إلى مقبرة سليمة.
وقد وصف جاستون ماسبيرو الذى كان يشغل آنذاك منصب الأمين العام للآثار المصرية فيقول: «أوصلت الكهرباء داخل المقبرة بواسطة سلك كهربائى متصل بمحطة كهربائية مخصصة لإنارة المقابر الملكية الصخرية، وعند وميض أول شعاع تجاوبت معه انعكاسات الذهب البراقة فى كل الاتجاهات».
ولا يوجد أدنى شك بأن الشخص الذى كان يعتقد بأنه يمثل إخناتون قد وضع فى تابوت ذهبى معدل له.
ويذكر بيريبولكين أن البرهان الدال على عزو المومياء إلى الملك أمنحتب الرابع مستقى فى المقام الأول من نقوش التابوت ؛ نظرا لأنه لا يوجد فرعون آخر موصوف بالنعت «العائش فى الصدق» قبل اسمى ميلاده وعرشه المتضمنين فى خرطوشين، وكذلك لا يوجد فرعون آخر متبوع اسم ميلاده بالنعت «العظيم فى بقائه».