الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«صالون الفن الخاص».. الإعاقة لا تعوق الإبداع

«صالون الفن الخاص».. الإعاقة لا تعوق الإبداع
«صالون الفن الخاص».. الإعاقة لا تعوق الإبداع




كتبت - سوزى شكرى

 

قديما قيل «العقل السليم فى الجسم السليم» وهى مقولة يجب إعادة صياغتها وربما استبعادها خصوصا فى المجالات الإبداعية لذوى الاحتياجات الخاصة، فكم من معاق تفوق وهزم إعاقته، فالعلاقة القوية بين الإبداع والإعاقة جاءت من ردة فعل الشخص المعاق نحو إعاقته والتى تكون تعبيرا عن عدم استسلامه لإعاقته ومقاومتها والانتصار عليها، أدرك المسئولون المتخصصون أن الموهبة موجودة لدى الفرد حتى مع وجود الإعاقة، وأن هناك إبداعات ومواهب كامنة عند ذوى الإعاقات باختلاف إعاقتهم (الإعاقة الذهنية - الإعاقة السمعية - الإعاقة البصرية - الإعاقة الحركية) فيجب صقلها ورعايتها تماما كالأسوياء لأن الموهبة للجميع منحها الله للبشر دون تمييز.
منذ ستة أعوام احتضن قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة عددا من المبدعين من المعاقين وهذا الاحتضان انعكس على المعاق نفسه وأعطاه دافعا قويا نحو الاستمرار، فقد تبنى مركز سعد زغلول الثقافى إقامة معرض خاص لأعمالهم الفنية فى المجالات الفنية بشكل منتظم سنويا ومنحهم جوائز مادية، ويقام المعرض تحت عنوان «صالون الفن الخاص» وهذا العنوان تقديرا واعترافا من القائمين على الفعالية أن أعمالهم «فن خاص» له خصوصية وتميز وأنهم يستحقون منا جميعا كل التقدير.
ومؤخرا افتتحت الدورة السادسة للصالون وسط حضور جماهيرى حيث قام بالافتتاح د. خالد سرور رئيس قطاع الفنون التشكيلية والفنان أحمد عبد الفتاح رئيس الإدارة المركزية للمتاحف والمعارض، والفنان طارق مأمون مدير المركز وعدد كبير من المشاركين بالصالون والفنانين والإعلاميين بمشاركة 190 فنانا من ذوى الاحتياجات الخاصة حيث قامت بتدريبهم 29 مؤسسة رسمية وخاصة معنية برعاية ذوى الاحتياجات الخاصة.
شرفت بأن أكون أحد أعضاء لجنة التحكيم مع الزملاء طارق مأمون مدير مركز سعد زغلول الثقافى وقوميسير عام صالون الفن الخاص، وشغل الفنان د. أيمن السمرى رئاسة لجنة التحكيم والتى ضمت عضوية كل من (د. عادل بدر - الفنان محمود حمدي- الفنانة حنان النحراوى - رشا أرنست «عضوا وممثلة عن المجلس القومى لشئون الإعاقة» - مرفت مصطفى أمانة اللجنة والقوميسير التنفيذى - وأيضا كل من مهندس أمجد حسانين والمهندس أبوبكر حسين الكفافى وهما رجلا أعمال كداعمين لجوائز الصالون).
الأعمال الفنية المقدمة لوحظ فيها أن المعاقين حركيا وسمعيا اعتمدوا فى أعمالهم على الذاكرة البصرية وأثبتوا براعة فى الرسم والنحت، أما الفوتوغرافيا ذلك المجال الفنى الذى أبهرنا كلجنة تحكيم فى أن المعاقين بصريا قدموا صورا فوتوغرافيا تؤكد قوة الإرادة والتحدي، وهذا يؤكد أن الإعاقة إذا ما سكنتها الموهبة، سوف تبحث عن مخرج ولا يحدها قدرات محدودة، وأنه لا يشترط ربط نوع الإعاقة بالمنتج الفنى.
الجوائز مقدمة من قطاع الفنون التشكيلية أما الجوائز التشجيعية فهى مقدمة من «كفافى جروب - كايرو فرايت» حيث حصل الفنان خالد عمار إسماعيل محمود (إعاقة حركية) على الجائزة الأولى، دينا مأمون أحمد (إعاقة سمعية) الجائزة الثانية، محمد محمود محمد (إعاقة بصرية) الجائزة الثالثة، فتحية محمد محمد على النجدى (إعاقة سمعية)- جائزة لجنة التحكيم، أحمد ناجى (إعاقة بصرية) جائزة لجنة التحكيم، محمد محمود مصطفى (إعاقة بصرية)- جائزة لجنة التحكيم. وحصل من ذوى الإعاقة الذهنية كل من عمر يحيى الدمرداش جائزة أولى، طارق أحمد فوزى - جائزة ثانية، عمر عبد المنعم النفيلى - جائزة لجنة التحكيم، عمر سيد عبدالعال - جائزة لجنة التحكيم، طارق ولاء قدرى - جائزة لجنة التحكيم. كما حصل على جوائز تشجيعية كل من أحمد حامد محمد، هانى محمد الصغير، أيمن فرغلى، محمد مصطفى إبراهيم مناصفة مع إبراهيم سعيد جائزة تشجيعية، كريم حسين الجريتلى، أحمد عاطف عطية زمزم، ندى محمد خليل، على إبراهيم الكاشف، سامح رجب عبد الحميد، محمد السيد شهاب ومحمد الشمرى.
المعاقين سمعيًا قد يميل عملهم الإبداعى نحو الجوانب التى تعتمد على الذاكرة البصرية نظرا لبراعتهم فيها، وبالتالى نرى براعتهم الفنية فى الرسم والنحت، وكل ما يدل على دقة الملاحظة والتمييز البصري، فيما يميل المعاقون بصريا لأن حاجتهم وتدريبهم اليومى قد عززت من ذاكرتهم السمعية عن الأشياء ووصفها، ودقة ملاحظتهم السمعية لنغمات الصوت ودرجاته، إلا أن الأمر لا يعنى بالضرورة وفى كل الحالات أن نحصر إعاقات معينة فى إبداعات معينة دون غيرها، فقد تنتصر قوة الإرادة والموهبة على القدرات الجسدية أو الحسية، لدرجة تبحث فيها الموهبة عن وسيلة تعويضية للتعبير عن إبداعاتها وبشتى السبل، فنرى المعاق مبتور اليدين الذى يعزف أو يرسم برجليه، عندما اختار الرجلين كوسيلة بديلة للتعبير عن موهبته الإبداعية التى كانت أقوى من كل القدرات الجسدية.