الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

هل تعدل القنوات المعادية لمصر من سياستها ومتى تتتغير خريطة الإعلام بالعالم؟

هل تعدل القنوات المعادية لمصر من سياستها ومتى تتتغير خريطة الإعلام بالعالم؟
هل تعدل القنوات المعادية لمصر من سياستها ومتى تتتغير خريطة الإعلام بالعالم؟




تحقيق - محمد خضير


** بعد ان اعلنت شبكة قنوات «bbc» عن ميثاق عمل اعلامى جديد لها من حيث التناول الاعلامى للقضايا المحيطة وتغطيتها للاحداث بالدول الخارجية، ووضعها لبنود تركز على المحتوى والتمييز وتقديم خدمات تركز على قطاعات الجماهير التى لا تخدم بالشكل الكافى، وخاصة الذين يأتون من خلفية عرقية من الاقليات، ومنها انشاء مجلس موحد جديد يدير المؤسسة بدلا من مجلس الامناء، بحيث يكون لمقدور «bbc» تعيين اغلبية أعضاء مجلسها بصورة مستقلة عن الحكومة.
«صحيفة روز اليوسف» طرحت الموضوع على خبراء اعلام وتعرفت منهم على امكانية تغيير قنوات معادية لسياساتها الاعلامية على مستوى العالم، وهل يعد تعديل قناة «bbc» فى مواثيق العمل المهنية الخاصة بها مؤشرا لتغيير السياسة الاعلامية فى باقى القنوات بحثا عن المهنية والتميز، ام ان هذا مرتبط بتغيير سياساتها فى ما يخدم مصالح بلادها التى ترعاها، ام ماذا ؟ فيما يلي:
فى البداية قالت الدكتورة ليلى عبدالمجيد استاذ الإعلام والعميدة السابقة لإعلام القاهرة، إن القنوات التى تعدل من مواثيق العمل بها تعمل وفق سياسة دولها فيما يتعلق بخدمة رؤيتها السياسية، وبالتالى اذا غيرت من سياساتها تجاه دولة ما فيتوجه بعدها الاعلام الخاص بهذه الدولة نحو هذا الطريق.
وأشارت الدكتورة ليلى الى ان هذا الاعلام مرتبط ارتباطا لا ينفصل بمصالح هذه الدول التى تملك هذه القنوات التى تعبر عنها، وبالتالى فعندما تقدم قناة «bbc» على تغيير سياساتها التحريرية فهذا وفق تغيير سياسة بريطانيا تجاه اى من الدولة المجاورة من سياستها وعلاقاتها بمصر وغيرها من الدولة التى تعاديها، مشيرا الى ان اغلب هذه القنوات الخارجية لا تعمل من منطلق مهنى او احترافى بقدر ما تعمل لصالح سياسات دولها العامة، وليست لديهم حيادية او مهنية ويعدوا آلة اعلامية لمصالح بلادهم.
وأكد الدكتور سامى عبد العزيز، أستاذ الإعلان بكلية الإعلام بجامعة القاهرة، ان المؤسسات الاعلامية الخارجية اذا قامت بتغيير سياسات العمل بها تتابع وتستوعب المتغيرات الجديدة فى مجال صناعة الاعلام، وبالتالى لابد ان تكون بها اعادة نظر وتطوير لكى تتعامل بما يتناسب وطبيعة التغيرات التى حدثت، مشيرا الى ان وسائل التواصل الاجتماعى مع تطورها وتأثيرها على الرأى العام والمجتمع وبعض الصحف والقنوات قد تأثرت اتجاهاتها بذلك فلابد ان تعيد هذه المؤسسات ضبط القنوات الاعلامية التى ترعاها بما يتواكب مع تطورات العصر.
وقال الدكتور عبدالعزيز ان هذا يعد شيئا ايجابيا ولا توجد مقدسات فى اى عمل مهما كان وقابل للتعديل والتطوير، وبالتالى اعادة النظر فى قناة «bbc» وتعديل سياستها التحريرية من خلال ميثاق عمل جديد يعد شيئا إيجابيا، ولكن علينا ان ننتظر نتائجها والى اى حد سوف ينعكس هذا التطوير على ادائها الاعلامى فى هذه المؤسسات، وخاصة ان العبرة بالنتائج بدليل ان هناك مواثيق شرف اعلامية موجودة ولكن غير مفعلة، وبالتالى العبرة ليست فى التعديل ولكن العبرة فى التفعيل وهو ما يتطلب ان نقيم التجربة بعد تطبيقها.
وقال الخبير الإعلامى ابراهيم الصياد، رئيس قطاع الأخبار الأسبق بالتليفزيون المصرى ان المفترض ان ميثاق الشرف الاعلامى التى تتبع اى قناة من القنوات هو نوع من انواع مسودة السلوك المهنى الذى من المفترض ان يطبق وفق مهنية صحيحة، يلتزم بها الاعلاميون فى كل القنوات، وكون ان اى قناة تقوم بتعديل ميثاق العمل بها فهذا شىء ايجابى يجب ان تحتذى به باقى القنوات الاعلامية فى كل الدول.
واشار الصياد الى ضرورة الالتزام بمواثيق الشرف الاعلامية التى تحافظ على القيم والمعايير المهنية لكى يساهم فى وقف حالة الفوضى الموجودة فى الكثير من القنوات الاعلامية، وبالتالى عدم اللجوء الى التعديل يضعف اداء القنوات الخارجية التى قد تعمل اغلبها وفق اجندات وسياسات الدول التى تنطلق منها، وهذا يخالف ميثاق الشرف الاعلامى او مسودة السلوك الاخلاقية.
وشدد الصياد على انه من المفترض ان تعمل كل القنوات وفق قواعد مهينة بعيدة عن توجهات دولها السياسية، وبالتالى هذا غير موجود لأن الواقع يتطلب ان تنفصل عن سياساتها الخارجية تجاه الدولة التى قد تعاديها بما يتعارض مع سياسات دولها التى تقوم عليها.