الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

حرائق القاهرة تفضح قصور التخطيط العمرانى

حرائق القاهرة تفضح قصور التخطيط العمرانى
حرائق القاهرة تفضح قصور التخطيط العمرانى




تحقيق- طه النجار


 كشفت حرائق القاهرة خاصة حريق الرويعى بمنطقة العتبة عن قصور كبير من مختلف أجهزة الدولة وعلى رأسها هيئة التخطيط العمرانى التى يرأسها الدكتور عاصم الجزار وقطاع تطوير العشوائيات والاسواق بوزارة الاسكان ويرأسها الدكتور أحمد درويش نائب وزير الإسكان ومحافظة القاهرة إذ أن هذا التكدس لهذا العد الهائل من المحال التجارية بمنطقة العتبة والغورية والأزهر والحسين بجوار  الآثار الفاطمية بالمنطقة يضع مسئولو الإسكان ومحافظة القاهرة والاثار والتنسيق الحضارى تحت دائرة اللوم خاصة انه لم يتحرك أحد منهم لإنهاء هذه المهازل العشوائية التى لا يوجد لها مثيل فى العالم.
ويؤكد الدكتور عبد المعين حسنين أستاذ التخطيط العمرانى بجامعة بنى سويف إن ما حدث مهزلة بكل المقاييس ولا يوجد له مثيل فى العالم إذ تتكدس كل هذه المحال التجارية التى تبيع أشياء قابلة للاشتعال كالقماش والعطور والأجهزة الكهربية وفى منطقة من المفترض أنها أثرية لقربها من مراقد آل البيت والأزهر الشريف ومقام سيدنا الأمام الحسين وآثار إسلامية أخرى نادرة.
ويتهم أجهزة المحليات واخرون بالرشوة من أصحاب هذه المحلات لعدم إخلاء المنطقة او على الاقل الخوف من سطوتهم مما يهدد سلامة المناطق الاثرية ويضرب بالنسق الحضارى عرض الحائط.
اخلاء المنطقة
ويطالب بسرعة إخلاء المنطقة من المحال وتوسعة الشوارع واتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على الآثار وتحويل المنطقة إلى منطقة أثرية سياحية بكل معانى الكلمة وفقا للكود المصرى والكودات العالمية الخاصة بالتخطيط العمرانى للمناطق الثرية والسياحية وبما يتفق مع توصيات اليونسكو فى هذا الشان.
ويقول «عبد المهيمن ان ذلك يعنى اغلاق المحال التجارية وتحويلها إلى كافيهات وبازارات بداية من منطقة العتبة وحتى منطقة  الدراسة مع تعويض اصحاب المحلات بمحلات بديلة او تغيير النشاط  مؤكدا على ضرورة تعاون هيئة التخطيط  العمرانى التابعة لوزارة الاسكان مع جهاز تطوير العشوائيات والمحليات والنسق الحضارى لحل هذه الازمة ووضع حلول عاجلة لها بعيدا عن المحاباة .
معايير السلامة
يطالب الخبير الاقتصادى خالد الشافعى، بضرورة مراعاة معايير الأمن والسلام عند إعادة ترميم منطقة الرويعى بعد الحريق الهائل الذى سبب خسائر تقدر بنصف مليار جنيه، مشيرا إلى أن المقترحات الخاصة بنقل الباعة والمحال من منطقتى العتبة والموسكى لابد أن يتم دراستها بشكل جيدًا خاصة الشق المالى والاقتصادى منها على الباعة واصحاب المحال لأن هناك آلاف الأسر تعتمد بشكل أساسى على حركة البيع والشراء فى تلك المنطقة.
وأضاف خالد الشافعى أن نقل المحال والباعة من منطقة العتبة يقتضى دراسة جيدة خاصة أن الأعداد هناك كبيرة للغاية ونقلهم سيؤدى إلى حدوث مشكلات اقتصادية لهؤلاء الباعة ومن ثم لابد من النظر لاعتبارات نقلهم وتعويضهم ماديا بشكل مناسب وتوفير مواصلات وعمل دعاية للمناطق التى سيتم نقلهم فيها حال اتخاذ الدولة قرارا بنقلهم.
وأوضح الخبير الاقتصادي، أن حجم المشروعات الصغيرة فى منطقة العتبة والموسكى لا يمكن انكاره وإغفاله من قبل الدولة ولابد من العمل على تنمية تلك المشروعات وتأمينها حتى تحقق الدولة أقصى استفادة منهم.
النواب والمتضررون
وبعد اجتماع مطول للجنة التضامن الإجتماعى بمجلس النواب ، إستمع فيه البرلمان لشكاوى ومطالب المتضررين من حرائق الغورية والرويعى والدرب الأحمر وطالبوا بتعويضات بالمليارات، وعد النواب ورئيس اللجنة عبدالهادى القصبى المتضررين بتنفيذ مطالبهم بتوصليها إلى المسئولين ،.
وفى إطار المناقشات فى مجلس النواب وقعت مشادة كلامية، بين نبيل بولس، عضو مجلس النواب عن دائرة الموسكى، وبين أحد متضررى الحرائق بمنطقة الرويعى، لدفاع النائب المتهم بالتقصير عن المطافئ والدفاع المدنى
وأكد النائب نبيل بولس، أن الحرائق التى راح ضحيتها العديد من المصريين، بالإضافة إلى التلفيات التى تعرض لها أصحاب المحال المحترقة فى العتبة ليست مصيبة عليهم فقط، وإنما مصيبة على مصر كلها.
ومن ناحيته أكد محمد عبد المنعم، أحد متضررى حريق الرويعي: إن الحماية المدنية لم تقصر فى التعامل مع الحريق، مشيرًا إلى أن المشكلة تكمن فى ضعف الإمكانيات، حيث إن الحريق كان يحتاج لتعامل من نوع خاص، مثل الطائرات وغيره من الأجهزة التى تمكن من السيطرة على الحرائق بشكل أفضل».
ووجه المتضررون  رسالة إلى رئيس حى الدرب الأحمر، محمد نصر، قالوا فيها: «اتقى ربنا فينا، وشيل المخلفات اللى فى العقار قبل المصيبة ما تقع».
النقل مرفوض
ورفض النائب هانى مرجان، عضو مجلس النواب عن دائرة الجمالية، المطالب بنقل الأسواق الموجودة فى منطقة الأزهر والرويعى والموسكى إلى منطقة أخرى ، معللا ذلك بأن هذه الأماكن مفتوحة منذ زمن بعيد وأصحابها لا يعرفون سواها ولن يقبلوا نقلهم إلى أماكن أخرى. وتابع، مرجان، أن الحل يتمثل فى وضع خطة شاملة وزيادة سبل الأمان لعدم تكرار هذه الكارثة مرة أخرى.
سوق حضارى
وقال النائب محمد ماهر عضو مجلس النواب عن دائرة الدرب الأحمر، إنه توجه للموقع الذى نشب فيه حريق أحد العقارات بمنطقة درب الأنسية بالدرب الأحمر بعد انفجار أنبوبة صغيرة داخل إحدى الورش الخاصة بصناعة الأحذية الموجودة بالدور الأرضى داخل العقار.
قال ماهر:إنه تفقد مكان الحريق وتواصل مع مالك الشقة التى اندلعت بها النيران، ووعده بتقديم مساعدة مالية له.
واقترح نائب الدرب الأحمر تشكيل لجنة بمجلس النواب تناقش أزمة الباعة الجائلين وإيجاد مكان بديل لهم وإنشاء سوق حضارى مخصص لهم.
نقل المخازن
وطالب النائب أمين مسعود، بنقل جميع المخازن الموجودة فى منطقة العتبة والموسكى والرويعى ومنطقة الأزهر إلى منطقة خارج الحيز السكنى، لأنها تعد قنبلة موقوتة وخشية تكرار حادث الرويعى مرة أخرى.
وأشار «مسعود»،إلى أن نقل المخازن سوف يساهم فى تخفيف الزحام وفى نفس الوقت يمنع تكرار مأساة الرويعى مرة أخرى، ولابد من تضافر الجهود وأن يكون هناك وعى فكرى لخطورة تواجد المخازن فى قلب المنطقة.
وأشار إلى أنه طالب بتشكيل لجنة من مجلس النواب، للتعرف على حجم التلفيات التى تعرض لها أهالى المنطقة وأصحاب المحال.
 وأشاد المهندس امين مسعود عضو مجلس النواب بالجهود الكبيرة وغير المسبوقة التى قامت بها وزارة الداخلية من خلال أجهزة الحماية المدنية ووزارة الصحة من خلال جهاز الإسعاف فى إنقاذ منطقة العتبة بعد الحريق الذى نشب فى شارع الرويعى والذى راح ضحيته ٣ أشخاص إضافة إلى إصابة ٩١ شخصا وقال فى بيان عاجل قدمه للدكتور على عبد العال لتوجيهه إلى وزير الاسكان والمرافق مطالبا فيه بإعادة تخطيط منطقة العتبة والموسكى والأزهر وغيرها من المناطق التجارية خاصة التى بها شوارع وحوارى ضيقة وسلع ومنتجات بلاستيكية وجلود وأقمشة وغيرها من المنتجات سريعة الاشتعال مثل المنتجات البترولية خطيرة الاشتعال عند تعرضها لحرائق واكد المهندس امين مسعود ضرورة ان تسارع وزارة الاسكان فى اعادة تخطيط مثل هذه المناطق لتلافى أى كوارث مستقبلية مشيرا إلى أن الأمر يتطلب توفير أماكن فى مناطق أخرى خاصة بعد ان أصبحت الأماكن الحالية غير قابلة لأى زيادة سكانية جديدة.
بيان عاجل
وتقدم النائب أكمل قرطام ممثل الهيئة البرلمانية لحزب المحافظين ببيان عاجل إلى مجلس النواب ، بشأن الحرائق المتكررة خلال الأيام الماضية، حيث جاء نص البيان
«الحرائق المتكررة فى أزمنة متقاربة ومواقع متباعدة وما ترتب عليها من خسائر بشرية وخسائر فى الممتلكات العامة والخاصة، وسواء وقعت تلك الحرائق بفعل فاعل أو نتيجة إهمال، فقد كشفت لنا الوقائع عن وجود قصور فى الرقابة والتفتيش وإنفاذ القوانين والقرارات الصادرة فى شأن الوقاية والحرص الواجب بالمنشآت.
وهو ما يجعلنا نحذر من تكرار مثل هذه الكوارث لا سيما فى المناطق التجارية المكدسة بالمصانع والمخازن والمحلات والسلع شديدة الخطورة، وهو الأمر الذى يتطلب من الحكومة الإسراع فى وضع تخطيط شامل لمثل هذه المناطق وبما يسمح بمواجهة أى كوارث تتعرض لها، ويضمن فى ذات الوقت توفير تأمين إجتماعى عادل للمتضررين من تلك الكوارث.»
قواعد الحماية المدنية
صرح دكتور مهندس محمد عبد الغنى عضو مجلس النواب المستقل أن حادث حريق  شارع الرويعى بمنطقة العتبة  أطلق ناقوس الخطر ولفت انتباهنا إلى غياب القواعد الهندسية فى كافة الأسواق الكبرى فى مصر من حيث قواعد الحماية المدنية وتوفير حنفيات الحريق وتوفير الطرق  اللازمة لدخول وسائل مكافحة الحرائق.
وأشار عبد الغنى إلى أن عدم تنظيم الإجراءات الخاصة بالتراخيص وتوحيدها سواء المحال أو المنشآت السياحية التى تسببت فى حدوث الحريق وانتشاره كما أن قواعد التخزين والحماية غير متوفرة.
ونوه عبد الغنى إلى أن سبل تجنب تلك الكوارث مستقبلا تتطلب ضرورة عمل إعادة تقييم فوري  للمنشآت الواقعة فى موقع الحريق وإعادة تخطيط السوق وتوفير سبل الحماية المدنية اللازمة وتوحيد معايير تقييم المنشآت السياحية.
جلسة طارئة
ويطالب رامى محسن، مدير المركز الوطنى للاستشارات البرلمانية، رئيس البرلمان بتطبيق اللائحة واتخاذ خطوات سريعة بالدعوة لجلسة طارئة، ودعوة مكتب المجلس للانعقاد... فهذا دور البرلمان، الرقابة على الحكومة والتشريع لمواجهة الأزمات التى تمر بها البلاد... وإلا فما هو الدور المناط له!!.